ووقعت على البيان الختامي، المكون من 55 بنداً، 16 دولة ومنظمة، إلى جانب طرفي الأزمة.
وشارك في المؤتمر بدعوة من المستشارة الألمانية قادة ومسؤلون من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وتركيا والصين وروسيا ومصر والإمارات والجزائر وجمهورية الكونغو الديمقراطية، إضافة إلى ممثلين رفيعي المستوى من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي.
لقد كان البيان بمثابة دستور من 55 بنداً لليبيا، كُني في ما بعد بخريطة طريق ستيفاني، التي حولت شيئاً من بنوده إلى إجراء، عبر لقاءات مكوكية بين تونس وجنيف، ومجموعة مختارة من الليبيين، عُرفت بمجموعة الـ75، فيما هجاها البعض بأنها "مجلس وصاية".
على أي حال، لم يحقق "برلين 2" مآربه عند البعض، على اعتبار أنه يردد اسطوانة مشروخة حول تنظيم الانتخابات في موعدها، كما كان يردد أن لا حل عسكرياً في ليبيا، وأن المؤتمر لم يفعل شيئاً، ومما جاء في البيان مثلاً:
"نتفق على أن مؤتمر برلين حول ليبيا هو خطوة مهمة في عملية أوسع نطاقاً بقيادة ليبية تهدف إلى وضع نهاية حاسمة للأزمة الليبية من خلال معالجة شاملة للدوافع الكامنة وراء الصراع.
54- اتفقنا على إنشاء لجنة متابعة دولية تتألف من جميع الدول والمنظمات الدولية التي شاركت في مؤتمر برلين حول ليبيا من أجل الحفاظ على التنسيق عقب المؤتمر، وتحت رعاية الأمم المتحدة، وسوف تجتمع اللجنة على مستويين:
الأول: جلسة عامة واحدة على مستوى كبار المسؤولين، تجتمع شهرياً مع رئيسها من بعثة الأمم المتحدة لدعم ليبيا، إضافة إلى رئيس مشارك بالتناوب. وستكون اللجنة مسؤولة عن تتبع التقدم المحرز لمخرجات المؤتمر، وممارسة الضغط عند الضرورة. وفي نهاية كل جلسة، ستُقدَّم مذكرة بالإنجازات أو الالتزامات.
الثاني: أربع فرق تقنية عاملة: تعقد اجتماعات مغلقة مع الخبراء مرتين شهرياً خلال مراحل التنفيذ الأولى. وسيقود كل مجموعة ممثل للأمم المتحدة. وفي الجلسات المغلقة، سيقوم المشاركون بمعالجة العقبات التي تعترض عمليات التنفيذ، وتبادل المعلومات ذات الصلة، والتنسيق دون المساس بولاية مجلس الأمن".
لكن على الرغم من هذا وذاك، فإن "برلين 2" عند آخرين مهد الطريق بإنجازات صغرى، تكمن أهميتها في أنها أفردت المسائل الكبرى لمرحلة خاصة بها تحتاج إلى "الجهد الأكبر"، وأن هذا كان مما جاء به بيان برلين، لكن في المسكوت عنه. والمقصود أن تأجيل المسائل الكبرى، كان من أجل إنجاز ما يمكن إنجازه وقد حصل، وأن المؤجل ضمناً بحاجة إلى "برلين 3"، يُفترض أن ينهي مسألة المسائل: إنها الحرب الدولية في ليبيا. فيكون ختام الفيلم الألماني الطويل، مسك أنغيلا ميركل.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن الأمة برس