دور لا يُنسى
2021-09-05
وحيد عبد المجيد
وحيد عبد المجيد

«ليس لدى على هذه المحاورات شهود إلا أقل القليل النادر .. ولكننى أترك الحكم عليها للقارئ ورأيه فى أمانة الكاتب ومسئوليته».

سطور كتبها الراحل الكبير أحمد بهاء الدين، الذى مر قبل أيام ربع قرن على رحيله، فى مقدمة كتابه «محاوراتى مع السادات». وهى تدل على طبيعة شخصيته، وأهم ما ميز تجربته الصحفية.

فقد عُرف بأمانته وشعوره القوى بالمسئولية على المستويين الشخصى والمهنى. وهذا مما لا يُختلف عليه حتى بين من اختلفوا معه فى موقف أو آخر، وهو الذى كان شجاعًا فى التعبير عما آمن به، وقادرًا فى الوقت نفسه على تحقيق توازن صعب فى علاقته مع الرئيس الراحل أنور السادات حين اقترب منه بشدة بُعيد حرب أكتوبر.

وقد أتاح له هذا الاقتراب أداء دور لا يُنسى فى حماية مركز دراسات الأهرام من عواقب غضب السادات على محمد حسنين هيكل.

غادر هيكل الأهرام فى أول فبراير 1974 بسبب خلاف مع السادات كاد أن يعصف بمركز الدراسات. كان السادات غاضبًا على الأهرام فى مجملها.

وكتب بهاء الدين فى كتاب المحاورات: «كنت أشعر أن نقمة السادات على هيكل تعدت شخصه إلى جريدة الأهرام نفسها»، ولكن نقمته على مركز الدراسات كانت أكبر، لأن هيكل هو الذى أسسه ودعمه. فقد تخيل السادات أن المركز يمد هيكل بالمعلومات التى يحتاجها، ويعمل فى خدمته.

وكان بهاء الدين, بحكم رئاسته تحرير الأهرام وقربه إلى السادات, الوحيد الذى كان فى إمكانه احتواء الخطر الذى هدد المركز, وتصحيح صورة غير صحيحة عنه لدى الرئيس الراحل. وقد سجل بقلمه فى الكتاب نفسه ما قاله للرئيس الراحل:«إننى أعرف العاملين فى هذا المركز واحدًا واحدًا، وأستطيع أن أتحدث عن كل شخص منهم. إنهم شباب مستعدون للعكوف على دراسة أى موضوع يُكلفون به.

وكل ما يصدر عنهم من مطبوعات أقرؤه جيدًا.. وأريدك أن تدلني على مقال واحد فيه ما يثير الاشتباه فى مقصد المركز وأمانته العلمية».

إنه دور لا يُنسى، ولكنه ليس الوحيد، ونبقى فى الغد مع دور آخر في قضية مختلفة.

 

  • مدير مركز‏ ‏الأهرام للدراسات‏ ‏السياسيّة‏ ‏والاستراتيجيّة

*هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن موقع الأمة برس



مقالات أخرى للكاتب

  • هل يتحسن الاقتصاد العالمي في 2023؟
  • أسوار في كل مكان
  • الحقائق أيضًا ترحل





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي