هل السعودية وأخواتها راهنآ تصفي حساباتها مع ( بايدن ) الديموقراطي فقط أم تختار إستقلالية قراراها بعد صبر وتضحيات؟
2022-10-17
عبدالوهاب جباري
عبدالوهاب جباري

حرب روسيا على أوكرانيا تعدى حدودهما ..
و لمست سلبآ القارات الخمس دون سابق إنذار ..
وتداعيات هذه الحرب _ القذرة _ في أمن الطاقة والغذاء على مستوى العالم صار جليآ ..
مشاغلها وضرورة إستمرارها لتحقيق نصر روسيا العظمى ، على أو كرانيا ( ؟!) بات محل تساؤل:
_ هل أخفقت روسيا العظمى سريعآ في كنس أوكرانيا من الخارطة في بضعة أسابيع أو شهور ..
وهي من بدأت الحرب _ روسيا _ بكل غطرسة وإستقواء وعنجهية ..
هل جدارة الجيش والقيادة والشعب الأوكراني هم من ألجم إفـتـتان روسيا بشخصها وعظمتها ؟
و( صحصحت ) أخيرآ من سكرة ( الفودكا) خاصتها ؟
وصار الأوكران شعب وجيش ، وقيادة يرأسها مشخصاتي ، كوميدي ، يهودي ..
متراصآ صفآ واحدآ في وجه روسيا ..
وهل بات الغرب برئآسة أمريكا جادآ أكثر من أي وقت مضى لتحجيم (روسيا) أولآ ..
وصولآ للصين فيما بعد ؟
فيقف كما نشاهد بكل إمكاناته لنصرة أوكرانيا وتحقيق النصر على روسيا من خلال الأوكران ..
ولم يعر للتهديدات النووية المرسله شبه يوميه من الكرملين للعالم ؟
وإرعابهم وتخويفهم بضغط أزرارها الحمر ..
وصار نووي روسيا المخيف وكسلاح ردع ( فالصو) ؟
أفرغه بوتين من محتواه
كما لجوئه لسلاح الغاز لإوروبا همشه من قيمته وحساسيته وخطورته ومحتواه ..
ونجحت أوروبا _ الآن _ في الوصول لبدآئل الغاز الروسي للأبد
بعد صبر { شتـائـين } قادمين لاأكثر ..
وبعدها ستتسول { روسيا } سوق الطاقة ..
وربما ستبيعه دينآ ؟
لو نجحت في إيجاد زبونآ يثق فيها ؟!
_ الملفت للنظر دخول السعودية والإمارات على خط الأزمة بين روسيا من جهة
وأمريكا وأوروبا وحلفاؤهم .. من جهة أخرى ؟
بمعنى :
نجد _ فجأة _ أن السعودية والإمارات قد ضاقتا ذرعآ بإملاءآت أمريكا عليهم
في تبني سياسات الإدارات الأمريكية المختلفة ، ديموقراطيين وجمهوريين ، بما يتفق ومصالح أمريكا ..
وأذعنتا ونفذتا ما يريدون منهما حتى لو تعارضت مع مصالح البلدين
.. ثم وهو الأهم ..
تنكر الإدارات الأمريكية لجمائلهم .. وعلى السجية العربية الكريمة يتقبلونها كانت نكرانآ أم إهانة .. بطيب خاطر .. والمسامح كريم كما يقال ويشاع ..
لتتحول لهم أمريكا في ظرف أيام .. أعداء أعدائهم .. و أشد من يعاقبهم ، يسخر منهم ، يتوعدهم ، يهددهم ،
بل يتخلى عنهم سريعآ عسكريآ وأمنيآ وفي أحرج الأوقات المصيرية لهما ..(حرب اليمن / الحوثي / إيران المتربصة بهم والمستترة ) ؟
وعلى حسابهم يستمرون _ الأمريكان _ في تنفيذ رغبات إيران .. ما بالك بإسرآئيل ..وحدث في هذا الشق دون حرج ..
أي أن أمريكا تحت منظار العرب وقت الشدآئد يجدونه ( جدر مقشامه ) واهم .. وضعيف جدآ ؟
بل وتبيع فيهم وتشتري دون حرج وهما حليفين لها ..
وهنا ولصاحب القرار العربي السيادي في السعودية والإمارات وغيرها ؛ نشكر محاولته وصحوته ؟
ولكن .. عليه أن يعي أن :
_ الإنحياز لعدو لإمريكا .. كروسيا .. في أزمتها المركبة في أوكرانيا .. اليوم ..
لايخدم دولهم ، ولا حكوماتهم ..
بل هي مغامرة غير محسوبة وغير محمودة ، متهورة بغرض لفت النظر ، لنقل تخفيف الضغط عليهم ، لنقل توجيه وخزة دبوس للعم سام ( أمر لايفيد هما ) البته ..
_ ثم أن .. الإنخراط في لعبة الإنتخابات الأمريكية بكل أنواعها ، وخطيئة التحيز لحزب أو لشخصية رئآسية مرشحة للرئآسة محتملة _ كترمب _ أمر خطير جدآ ؛
وعلى العرب الصوم عن الوجبة الدسمة والتي يسيل لها اللعاب ( أن نعين رئيس أمريكا ونعزل آخر ) ؟
والتي لايقدر عليها غير اللوبي الإسرآئيلي ..وليس العربي ..
على الأقل حتى الآن ؟!
_ خاصة ونحن على الأقل ، لانرى .. في الأفق حتى الآن .. بديلآ لإمريكا كقوة عظمى ملموسة ..لا روسيا ولا الصين ؟
وهي _ أمريكا _ حليفآ للسعودية والإمارات وكل أوراق اللعب في يدها ، دون غيرها .. وتستطيع أن تتحول لفيل هائج في بيوتنا الزجاجية والكريستالية ، الخزفية (؟!)..
فلماذا المخاطرة والتنمر عليها _ أمريكا _ مستعينين بروسيا الخائبة عسكريآ في أوكرانيا _لامؤآخذة _ وهي من تستورد السلاح من إيران أعزكم الله ، وكوريا والصين ..
وإقتصاديآ في حيص بيص .. هي تبحث عن ملجأ وعن حلول لمشاكلها المزمنة وسيف أمريكا مسلطآ على حنجرتها ؟ ولا تجد..
ولنتبع الدهاء الدبلوماسي ، الهادىء كما تفعل الهند مثلا:
أذكر برئيس وزراء الهند ..
الذي أفصح رئيس وزرائها القول صراحة للرئيس بوتين :
_ ليس الآن وقتآ لشن حروب وتنفيذ غزوات وإحتلال أراضي دول مستقلة ..
العالم يبحث ياسيد بوتين عن علاج لكورونا والإنفلونزا والتيفود وهلمجرا؟
يفتش عن حلول لتعافي الإقتصادات ..
ولنكن أيضأ كالصين .. التي لاتؤيد المغامرات العسكرية ، المراهقة .. ولها أجندتها الإمبراطوريه الخاصة وتنفذها بنفس طويل جدآ ..
فلماذا :
_ لاتمسك دولنا العربية الراشدة ، المستقرة ، ذوات الإقتصادات العالمية المرموقة .. العصي من الوسط ؛
كما فعل على الأقل .. حزب الله الللبناني (المقاوم ) مع عدوه التاريخي إسرآئيل ( ؟ ! )
ولماذا لانحاكي في لعب الـ3 ورقات مع الدول العظمى ، كما تفعل وتلعب معهم : إسرآئيل ذاتيآ . وشخصيآ .


*سيناريست يمني / هولندي
*هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن موقع الأمة برس

 



مقالات أخرى للكاتب

  • الدوشـــــــــــــــــــان
  • دردشه رمضانيه مبكرة
  • حكاوى بطعم سلتة الحلبة الصنعانية !





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي