لماذا تعد حكومة إسرائيل الحالية هي الأهم منذ العام 1948؟
2022-12-29
كتابات عبرية
كتابات عبرية

تؤدي الحكومة الائتلافية التي توحد تيارين، اليمين. الـ 32 مؤيداً لها محسوبون على الأصوليين من الإخوان اليهود، والـ 32 الآخرين الذين يؤيدون اليمين البيبي الذي يدمج الشعبوية القومية المتطرفة، المعروفة مصادرها من التاريخ ومن أرجاء العالم، مع استعباد للمصالح الاقتصادية والقانونية لعائلة نتنياهو. للتيار الأصولي الكثير من السادة المعلمين الحاخامات، الأموات والأحياء، الحاخام كهانا والحاخام تاو والحاخام ميلوفوفيتش والحاخام مغور والحاخام شاخ والحاخام دروكمان وغيرهم. وللتيار البيبي الآن قائد معلم خاص به، وهو يئير نتنياهو، الذي اتهم في هذا الأسبوع الذين حققوا مع والده والذين قدموا دعاوى ضده بتهمة خيانة الدولة، وأوضح بأنه يجب إعدامهم.

من يقف على رأس هؤلاء الصقور هو أيضاً الشخص الضعيف والأكثر قابلية للابتزاز. يتم تحديد قراراته كما تريد زوجته ونجله. مصيره القانوني يرتبط بأصابع الائتلاف. فكرته التأسيسية هي بيع الدولة للحريديين والحريديين القوميين من أجل تحطيم جهاز القضاء، كي يتم إنقاذه هو وحليفه المجرم المناوب آريه درعي، من رعب القانون.

بعد كل ذلك، كان يمكن لحكومة يمينية قوية أن تضم جدعون ساعر وزئيف الكين، ناهيك عن بني غانتس الذي قام في هذا الأسبوع بتأبين الحاخام دروكمان تحت عنوان “أستاذي وحاخامي”. هذا هو نفس دروكمان الذي وقف مع نتنياهو ورحبعام زئيفي على الشرفة في ميدان صهيون ودافع عن موتى ألون ومرتكبي جرائم التحرش الجنسي الآخرين وعارض أي انسحاب، بما في ذلك السلام مع مصر.

من أجل تشكيل الحكومة، تخلى نتنياهو عن القيم الفضلى التي تفاخر بها، وهي الخوف من التصعيد الأمني والنجاعة الاقتصادية والليبرالية بروحية جابوتنسكي والتسامح مع المثليين. هو لم يُتهم بالشوفينية أو الإيمان الديني يوماً ما، لكن في الائتلاف الذي أعاده إلى الحكم فهناك فقط 9 نساء، أكثر من النصف منهن متدينات. هذه بدون أدنى شك هي الحكومة الأكثر خطراً من بين الحكومات التي تشكلت هنا. ولكن يمكن أن يتم تذكرها على اعتبار أنها الأكثر أهمية منذ حكومة العام 1948. لذلك، يجب أيضاً مباركتها.

هذه هي الحكومة الأولى التي لا يستطيع المعسكر الليبرالي – الديمقراطي أن يبقى غير مبال تجاهها. مثل الضفدع التي تم تسخينها في الوعاء والقشة التي ستقصم ظهر الحمار العلماني، استنفدت ذاتها. حكومة بن غفير – سموتريتش، وغولدكنوفف – غفني، ستفرض القرارات، أو بلغة روادها، ستقرب الخلاص. هناك نتيجتان محتملتان لأداء الحكومة لليمين، إما الاستيقاظ أو الانفصال. الاستيقاظ يعني أن إسرائيل العقلانية، التي تشمل أيضاً مصوتين من الليكود ويمنيين معتدلين وتقليديين، ستدرك بأن الدولة في الطريق إلى الضياع وستقلب ظهر المجن. الانفصال يعني سعي المعسكر الليبرالي – الديمقراطي إلى نماذج مثل الكونفدرالية والحكم والذاتي. وهذه نماذج ستمكنه من الوجود بدون تمويل ودعم ومشاركة ودفاع بجسده ودماء أبنائه عن الأصولية اليهودية، التي لا تتجند الأغلبية الساحقة في أوساط أبنائها وبناتها للخدمة العسكرية. مقابل الديمغرافيا، يظهر وكأنه الحل المستقبلي الوحيد الذي سيمنع الهجرة الجماعية للإسرائيليين الليبراليين إلى ما وراء البحار. الحاخام دروكمان المتوفى، كان له تسعة أولاد و200 حفيد وابن حفيد. شولاميت ألوني المتوفية، كان لها 3 أولاد و19 حفيداً وابن حفيد.

يظهر الرد على الحكومة الجديدة كبداية لحركة تكتونية. لم يكن بالإمكان إحداثها مع حكومة التغيير التي قامت بضم طابور خامس على شاكلة اييلت شكيد وعيديت سيلمان ومازن غنايم وغيداء ريناوي زعبي.

تكمن القوة الحقيقية في أن الاستيقاظ والمقاومة لا يأتيان بالأساس من السياسيين، بل من المجتمع المدني، والقطاع التجاري، والسلطات المحلية ومؤسسات التعليم الرسمية والأكاديمية. كان في “جفعات شاؤول” من بداية هذا الأسبوع ولد في الصف الثالث تحول جنسياً، وهو يأتي كل صباح إلى صف نصف فارغ، لأن الآباء نقلوا أبناءهم للتعلم بشكل منفصل في كنيس. إذا لم يعد بالإمكان فرض التصرف كبشر على الظلاميين، فسنضطر إلى الانفصال عنهم.

بقلم: اوري مسغاف

هآرتس 29/12/2022



مقالات أخرى للكاتب

  • هل كان "منع الفيتو الأمريكي" متفقاً عليه مع تل أبيب؟  
  • الأمن الإسرائيلي متوجساً من "لاهاي": ما مصير علاقاتنا مع الولايات المتحدة؟  
  • “الجزيرة” تنشر “فيلم رعب”.. والمتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي: كانوا في ساحة شهدت قتالاً من قبل!





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي