هل تستطيع إسرائيل العمل في الساحات المختلفة دون توحيدها؟
2023-03-21
كتابات عبرية
كتابات عبرية

سلسلة العمليات الأخيرة التي نفذها الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن في شمال “السامرة” تشوش قدرة محافل الأمن المحلية على تنفيذ العمليات في الضفة وداخل إسرائيل، وتثقل على قدرتها على تنظيم نفسها وتجبرها على توجيه اهتمامها ومقدراتها للحفاظ على حياة وأمن أفرادها.

من هنا تنبع الأهمية للإبقاء على التواصل والامتناع عن التوقفات التي تسمح لها بأن تنظم نفسها. هذا ما يعرفه كبار ممثلي إسرائيل في المؤتمر السياسي – الأمني في شرم الشيخ. توقعات المشاركين الآخرين في المؤتمر بأن يقلص الجيش الإسرائيلي نشاطه في فترة رمضان، إنما تفترض أن المنطقة ستكون هادئة أكثر بدون أعمال كهذه. الأصح هو القول إنه بدون هذه الأعمال ستكون محافل الأمن متفرغة أكثر لنسج وتحريك مؤامراتها. مهما يكن من أمر، سيجبر الواقع جهاز الأمن للاختيار بين ثمن أعماله (إثارة المنطقة) وثمن الامتناع عنها (أعمال الإرهاب)، ومن الأفضل عدم تقديم أي تعهدات في هذا الموضوع.

بين غزة والقدس

التحدي الأمني في القدس يتعاظم. رمضان بيننا، ومعه الدعاية الكاذبة التي تعرض “الأقصى في خطر”. ستجد إسرائيل صعوبة في “إقناع المقتنعين” ومشكوك أن بوسعها تخفيض مستوى التوتر، ولكن يمكنها منع التفاقم في سلوكها. من الصواب الإنصات لموقف محافل الأمن للحاجة إلى تحقيق مبادرات جديدة في هذا الوقت في مجال إنفاذ القانون التي قد تخلق بؤر احتكاك تضيف زيتاً إلى النار وتجتذب إليها قوات حفظ النظام. ستكون هذه ضرورية أكثر، وذلك لتقديم إحساس أمن في أرجاء المدينة والرد بسرعة على كل حدث ينشأ.

بالنسبة لقطاع غزة، فإن تهديدات حماس في الأيام الأخيرة ليست بالضرورة دليلاً على ضعف في الردع الإسرائيلي. لا توجد في هذا الوقت مصلحة لإسرائيل لتدخل إلى جولة قتال في قطاع غزة، لكن لا يجب السماح لحماس أن تستغل هذا. هكذا أيضاً بالنسبة لفروع الإرهاب الأخرى في غزة. سلة وسائل إسرائيل تجاه حماس يجب أن تتضمن خطوات تمس بمسؤوليها دون أن يؤدي هذا إلى اشتعال شامل. ولا يجب أن يتم استخدامها كرد فحسب، بل أيضاً للردع والمنع.

“تفضيل جودة الرد”

هذه الأمور صحيحة أيضاً بالنسبة للساحة الشمالية، لاحقاً لتسلل المخرب من لبنان الذي زرع العبوة في مفترق مجدو. لا ينبغي الاستخفاف بهذا الحدث أو بتهديدات “قوات الجليل”، ولكن من غير الصواب أن نرى فيها دليلاً على فقدان الردع. فمرسلو المخرب لا يسارعون إلى أخذ المسؤولية، وإذا ما كان هذا بسبب حرجهم، فهو دليل على خوفهم. تصريح وزير الدفاع بأن إسرائيل سترد تصريح في مكانه. في هذه الحالة، يجدر تفضيل “جودة الرد” على سرعته.

“إسرائيل تتآكل” – هذا العنوان الذي اختارته قناة “الميدان” اللبنانية لمقال عن وضع إسرائيل الداخلي. أداء جهاز الأمن وأعماله في هذه الأيام تدخل أقواله في التوازن. إلى جانب ذلك، فإن التحديات الأمنية التي نقف أمامها تعظم الإلحاح في إيجاد حل متفق عليه يؤدي إلى إنهاء الأزمة الداخلية.

 

بقلم: مئير بن شباط

إسرائيل اليوم 20/3/2023



مقالات أخرى للكاتب

  • هل كان "منع الفيتو الأمريكي" متفقاً عليه مع تل أبيب؟  
  • الأمن الإسرائيلي متوجساً من "لاهاي": ما مصير علاقاتنا مع الولايات المتحدة؟  
  • “الجزيرة” تنشر “فيلم رعب”.. والمتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي: كانوا في ساحة شهدت قتالاً من قبل!





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي