حزب ماكرون يستنجد بـ"الجمهوريون" للتغلب على اليمين المتطرف في الانتخابات

2021-05-02

الرئيس ماكرون

باريس- فادي الداهوك

قبل انطلاق الانتخابات الإقليمية في فرنسا المزمع إجراؤها في العشرين من يونيو/ حزيران المقبل، ترتسم صورة المأزق السياسي الذي تعيشه الأحزاب بشكل عام، وخصوصاً حزب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، "الجمهورية إلى الأمام".

ويعد هذا الاستحقاق موعداً هاماً قبل الانتخابات الرئاسية في العام 2022، ويأتي وسط حالة من التشتت تعيشها الأحزاب، وستكون نتائجه ووقائعه صورة عن الانتخابات الرئاسية ربما، ومقياس حرارة الناخبين وتوجهاتهم السياسية.

وشهد إقليم بروفانس آلب كوت دازور تحالفاً لافتاً بين حزب ماكرون ومرشح حزب "الجمهوريين" الممثل لليمين، ضد حزب "التجمع الوطني" الذي تقوده زعيمة اليمين المتطرف، مارين لوبان، والذي يتصدر نتائج استطلاعات الرأي.

هذا التحالف نجم عن تنحي مرشحة حزب ماكرون، صوفي كروزل، لصالح مرشح اليمين رونو موزليه، لكنه لم يأت بقرار من "الجمهوريين" اليميني، وإنما كان مجرد اتفاق شخصي حصل بين موزليه وحزب "الجمهورية إلى الأمام"، وفق ما أعلنه رئيس الوزراء جان كاستيكس.

وخلال مقابلة مع صحيفة "لوجورنال دو ديمانش" نشرت، اليوم الأحد، قال كاستيكس إنهم قرروا الانسحاب لصالح مرشح اليمين من أجل قطع الطريق أمام اليمين المتطرف.

وتجري الانتخابات الإقليمية في جولتين، تبدأ الأولى في 20 يونيو/ حزيران على أن تقام الثانية في الـ27 من الشهر ذاته.

وتشير نتائج استطلاع أجرته مؤسسة "ايفبو" الأسبوع الماضي إلى فوز مرشح اليمين المتطرف تيري مرياني بـ31 في المائة من الأصوات من الجولة الأولى، لكن في حال تحالف "الجمهوريون" مع "الجمهورية إلى الأمام" فسيفوز موزليه بـ39 في المائة من الأصوات في الجولة الثانية.

هذا التحالف طرح إشكالية كبيرة في صفوف اليمين، الذي يخوض أنصاره هذه الانتخابات كمعارضة لماكرون، وهو ما عبّر عنه صراحة النائب عن "الجمهوريون" عن المنطقة، جوليان أوبير، في مقابلة على قناة "فرانس انفو"، اليوم الأحد، قال فيها "لن أشارك في هذا التحالف، أصر على أننا يجب أن نكون حزباً معارضاً لإيمانويل ماكرون، أنا أحارب سياسته في البرلمان، وهدفي عدم الجلوس على كرسي مع وزيره أو بعض نوابه".

بيد أن الرد الأقوى جاء من رئيس حزب "الجمهوريون" كريستيان جاكوب، الذي ندد بما اعتبره "مناورة انتخابية صغيرة"، وقال في تغريدة على "تويتر"، إن "موزليه لن يكون قادراً بعد الآن على الاستفادة من ترشيح حزب "الجمهوريون" له"، ما يمكن أن يفسّر بأنه سحب ترشيح اليمين له، ما سيشكّل سابقة في تاريخ الحزب. وأضاف: "يجب أن تكون الجولة الأولى محكومة بالوضوح والإخلاص لقناعات الحزب والتزاماته وحلفائه الطبيعيين".

من جهته، استنكر النائب عن "الجمهوريون" عن منطقة آلب ماريتيم، إيريك سيوتي، تحالف مرشحهم مع حزب الرئيس الفرنسي، واصفاً إياه بأنه "طعنة في الظهر". وقال على "تويتر": "هذا الصباح أفكر في فرنسا التي تستحق أفضل بكثير. وكذلك نشطاؤنا وناخبونا الذين تعرضوا للخيانة في قناعاتهم".

وتجري الانتخابات الإقليمية في فرنسا كل ست سنوات. وشهدت آخر نسخة منها منافسة قوية بين "الحزب الاشتراكي" و"الجمهوريون"، حسمها الأخير بزعامة الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، بعدما فاز بـ9 مناطق مقابل 5 للاشتراكيين بزعامة الرئيس السابق فرانسوا هولاند. كما كانت تلك الانتخابات إعلان بداية صعود اليمين المتطرف مع فوزه بمنطقة واحدة.

وتأتي انتخابات هذا العام في سياق صحي وسياسي معقد، إذ كان من المقرر أن تجري في مارس/ آذار، لكن أزمة جائحة كورونا دفعت السلطات الفرنسية لتأجيلها إلى يونيو/ حزيران.

ويظل الفارق بين أجواء انتخابات 2015 و2021 كبيراً جداً، فالصورة تغيّرت مع الانتكاسة التي تعرض لها "الجمهوريون" و"الاشتراكيون" في الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي أوصلت ماكرون إلى سدة الحكم، وفتحت باباً واسعاً جداً من الخلافات في صفوف الحزبين، لعل أقساه التشتت الذي تعاني منه أحزاب اليسار، فيما ستكون الأنظار على اليمين المتطرف وأدائه الذي يمكن أن يكون واعداً في هذه المرة.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي