كيف تسببت جائحة كورونا في ارتفاع نسب جرائم القتل في أمريكا؟

It's set to be a hot, violent summer
2021-05-06

نشر موقع «أكسيوس» الإخباري الأمريكي تقريرًا لمراسله، برايان والش، تحدث فيه عن معدلات جرائم القتل الآخذة في الارتفاع، والأسباب التي تقف وراء هذه المشكلة التي تفاقمت مع جائحة كورونا.

واستهل المراسل تقريره بالقول: بعد عام كانت قد ارتفعت فيه جرائم القتل في أنحاء الولايات المتحدة، بدأت هذه الجرائم في الازدياد مجددًا هذا العام بالفعل في عديد من المدن، مما ينذر بصيف عنيف على الأرجح.

ما أهمية هذا الأمر؟

إن ارتفاع جرائم القتل يمثل أزمة صحية عامة تنتج من عدة أسباب متداخلة؛ ما يجعل حلها أمرًا أكثر صعوبة. وما زلنا بعيدين عن الأيام الدموية التي سادت في تسعينيات القرن الماضي، إلا أن تصاعد العنف المسلَّح يفتك بالأرواح ويعقِّد الجهود التي تُبذَل لمساعدة المدن على التعافي من جائحة كوفيد-19.

وتتجه معدلات القتل للارتفاع في المدن الأمريكية الكبرى والصغرى، من واشنطن، إلى لويزفيل، وكنتاكي ونيويورك، وأوكلاند، وكاليفورنيا، وكانساس سيتي، وأتلانتا. وفي عينة من 37 مدينة، تشير البيانات المتاحة للأشهر الثلاثة الأولى من عام 2021، جمعها محلل الجريمة جيف آشر، إلى أن جرائم القتل ارتفعت بنسبة 18% مقارنة بالمدة نفسها في 2020. وتأتي هذه الزيادة بعد عام شهدت فيه المدن الأمريكية الكبرى ارتفاعًا بنسبة 33% في جرائم القتل، كما شهدت 63 من أكبر 66 سلطة قضائية للشرطة زيادة في فئة واحدة على الأقل من جرائم العنف، وفقًا لتقرير صادر عن جمعية رؤساء المدن الكبرى.

ما بين السطور

يلفت التقرير إلى أنه قد يكون من المغري أن نستبعد الزيادة في حالات القتل عام 2020 والمؤشرات المبكرة في عام 2021 على اعتبار أنها انحرافات سلوكية ناجمة عن الجائحة، إلا أن معدلات جرائم القتل كانت بالفعل آخذة في الارتفاع حتى في السنوات التي سبقت الجائحة. وبعد أن وصلت إلى أدنى مستوى لها في العصر الحديث، عام 2014 بعد ربع قرن من التراجع العام في البلاد، بدأت معدلات جرائم القتل في الارتفاع مرةً أخرى في كثير من المدن.

جائحة كورونا وأسباب الزيادة في معدلات جرائم القتل

ويشير المراسل إلى أن علماء الجريمة لم يستقروا بعد على تفسير واحد لسبَب تراجع جرائم العنف على نحو كبير منذ التسعينيات، وهم أقل يقينًا من سبب ارتفاعه على هذا النحو الكبير خلال الـ16 شهرًا الماضية.

وأدَّت الآثار المباشرة وغير المباشرة للجائحة غالبًا دورًا رئيسًا؛ إذ أُغلِقت المدارس الوجاهية، وأُجلت برامج الوقاية من العنف، وارتفعت البطالة لا سيما في المدن الكبرى. ولكن جرائم الممتلكات مثل السرقات واصلت الانخفاض في الغالب. وتاريخيًّا، لا يوجد صلة واضحة بين أوقات الاضطراب الاقتصادي ومعدلات القتل.

 ويلقي بعض قادة الشرطة باللوم على قضايا توفر الموارد الناتجة من المسيرات التي جابت البلاد التي تلَت مقتل جورج فلويد على يد الشرطة الصيف الماضي. وهناك بعض الأدلة، مع بعض الاستثناءات، على أن الاحتجاجات أدَّت على نحو مباشر إلى ارتفاع معدلات القتل. ولكن التراجع العام في أداء الشرطة، إضافة إلى الآثار البعيدة للجائحة نفسها، وإغلاق المحاكم، أسهم على الأرجح في المزيد من جرائم القتل، وعدد قليل منها حُلَّ بالفعل.

ويشير التقرير إلى أن عام 2020 شهِد زيادة تاريخية في مشتريات الأسلحة النارية، خاصة من قِبل أولئك الذين يشترونها للمرة الأولى، إضافة إلى ترسانة أسلحة على مستوى البلاد ممتلئة بالبنادق. وانتشار البنادق يعني أن النزاعات ستتجه بسرعة أكبر إلى مستوى إطلاق النار، كما أن انعدام الثقة في الشرطة يجعل الناس أكثر استعدادًا لتولي حل أمورهم بأنفسهم.

أما زالت أمريكا مكانًا آمنًا؟

واستدرك كاتب التقرير قائلًا: لكن حتى لو تجاوزت أرقام معدلات القتل في عام 2021 ما كانت عليه العام السابق، تبقى الولايات المتحدة بلدًا أكثر أمانًا بكثير مما كانت عليه خلال سنوات التسعينيات الأكثر عنفًا. فمدينة نيويورك، على سبيل المثال، سجلت 462 جريمة قتل عام 2020 بزيادة قدرها 45% تقريبًا، إلا أنها سجلت 2605 جريمة قتل عام 1990؛ أي أكثر من سبع جرائم قتل في اليوم الواحد.

ما الذي ينتظرنا هذا الصيف؟

يقول المراسل: يبدو أن صيفًا عنيفًا ينتظر أمريكا وشوارعها؛ نظرًا إلى ما تشير إليه أرقام جرائم القتل التي يبدو بالفعل أنها تتجه إلى الارتفاع أكثر مما كانت عليه في العام الماضي.

وترتفع معدلات جرائم القتل في الصيف؛ إذ يدفع الطقس الحار المزيد من الناس إلى الخروج من منازلهم. وبينما تتزايد حملات التطعيم ضد فيروس كورونا، فإن الجائحة وكل آثارها غير المباشرة لن تنتهي بحلول صيف هذا العام.

وكتب جون رومان، الزميل البارز في مجموعة الاقتصاد والعدالة والمجتمع بجامعة شيكاجو، هذا العام قائلًا: «صيف 2021 سيكون عنيفًا على نحو لافت للنظر، وهذا سيكون هو الوضع الطبيعي الجديد».

وفي الختام يقول المراسل إن التراجع التاريخي في جرائم القتل على مدى العقود القليلة الماضية كان مصحوبًا بعمليات سجن جماعية، وتزايد في وحشية الشرطة، وهو الأمر الذي أطلق عليه عالِم الجريمة باتريك شاركي «السلام غير المستقر». وبينما ترتقب أمريكا موجة جديدة من جرائم القتل ومشكلات حفظ الأمن في حقبة ما بعد مقتل جورج فلويد، فإنها بحاجة لإيجاد طريقة لتحقيق سلام دائم ينعم فيه الناس بالأمن والعدالة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي