تصنيف الحرس الثوري يعرقل المفاوضات الإيرانية الأمريكية.. وهذه أبرز العقبات

متابعات الأمة برس
2021-05-11



يقول الرئيس الأمريكي "جو بايدن" وقادة إيران إنهما يشتركان في هدف مشترك، فكلاهما يريد إحياء الاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" قبل 3 أعوام. ويعني إحياء الاتفاق استعادة القيود الصارمة على إنتاج إيران من الوقود النووي مقابل رفع العقوبات التي أضرت باقتصادها.

ولكن بعد 5 أسابيع من المحادثات في غرف فنادق فيينا، حيث يقوم الجانبان بتمرير الملاحظات عبر وسطاء أوروبيين، أصبح من الواضح أن الاتفاق القديم لم يعد صالحا لأي منهما، على الأقل على المدى الطويل.

ويطالب الإيرانيون بالسماح لهم بالاحتفاظ بمعدات إنتاج الوقود النووي المتقدمة التي قاموا بتركيبها بعد أن تخلى "ترامب" عن الاتفاق، كما يطالبون بالتكامل مع النظام المالي العالمي بما يتجاوز ما حققوه بموجب اتفاقية عام 2015.

من جانبها، تقول إدارة "بايدن" إن إحياء الاتفاق القديم مجرد نقطة انطلاق، لكن يجب أن يتبع ذلك على الفور اتفاق للحد من الصواريخ الباليستية و"دعم الإرهاب" وأي أنشطة إيرانية مستقبلية تجعلها قادرة على الوصول للحد الكافي لصنع قنبلة نووية.

وتشير المقابلات مع المسؤولين الأوروبيين والإيرانيين والأمريكيين إلى أنه أصبح من الممكن استعادة اتفاق 2015، بالرغم من كل عيوبه. لكن الحصول على ما وصفه وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن" باتفاق "أطول وأقوى يمنع إيران من تكديس المواد النووية لأجيال ويوقف تجارب الصواريخ وينهي دعم الجماعات الإرهابية"، يبدو بعيدا أكثر من أي وقت مضى.

ومن المحتمل أن تكون هذه نقطة ضعف رئيسية لـ"بايدن"، الذي يعرف أنه لا يستطيع ببساطة تكرار ما تفاوضت عليه إدارة "أوباما" قبل 6 أعوام.

وقال "فالي نصر"، المسؤول الأمريكي السابق الذي يعمل الآن في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز، إن إيران والولايات المتحدة تتفاوضان بالفعل على اتفاقين مختلفين. لهذا السبب كانت المحادثات بطيئة للغاية.

ويرى الأمريكيون استعادة الاتفاق القديم كخطوة أولى لشيء أكبر بكثير، وقد شجعتهم رغبة إيران في تخفيف القيود المالية التي تتجاوز ذلك الاتفاق (تتضمن في الغالب إجراء معاملات مع البنوك الغربية) لأنها ستخلق ما وصفه أحد كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية بـ"ظرف مناسب للتفاوض بشأن اتفاق لاحق".

ويرفض الإيرانيون حتى مجرد مناقشة أي اتفاق أوسع. ويقول المسؤولون الأمريكيون إنه لم يتضح بعد ما إذا كانت إيران تريد حقا استعادة الاتفاق القديم، الذي سخر منه المتشددون الأقوياء في الداخل.

ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية بعد 6 أسابيع، يقول الفريق الإصلاحي بقيادة الرئيس "حسن روحاني" ووزير الخارجية "محمد جواد ظريف" إن اتفاقا على وشك الحدوث. وقال "روحاني" للإيرانيين يوم السبت: "لقد تم رفع جميع العقوبات الرئيسية تقريبا"، في إشارة على ما يبدو إلى الخطوط العريضة الأمريكية لما هو ممكن إذا أعادت طهران القيود الصارمة على إنتاجها النووي. وتابع: "المفاوضات جارية للانتهاء من بعض التفاصيل".

ورد "بلينكين": "ليس بهذه السرعة". ويؤكد هو ودبلوماسيون أوروبيون أن إيران لم تقدم وصفا تفصيليا للحدود النووية التي سيتم استعادتها.

ولكن حتى لو حدث ذلك، فإن قدرة "بايدن" علي إقناع حكومة إيرانية جديدة (غالبا متشددة) بالالتزام بمزيد من المحادثات لإطالة أمد الاتفاق وتعزيزه هو سؤال يجد المسؤولون الأمريكيون صعوبة في الإجابة عليه.

لكن مساعدي "بايدن" يقولون إن استراتيجيتهم تستند إلى فكرة أن استعادة الاتفاق القديم ستخلق وحدة دولية أكبر، خاصة مع الأوروبيين الذين اعترضوا بشدة على قرار "ترامب" الانسحاب من اتفاق.

ويحوم الإسرائيليون خارج المحادثات، حيث يواصلون حملة التخريب والاغتيال لتعطيل البرنامج النووي الإيراني، وربما المفاوضات نفسها. لذلك كان من اللافت للنظر أن رئيس الموساد، الذي قاد تلك العمليات، دخل مؤخرا إلى البيت الأبيض للاجتماع مع الرئيس الأمريكي. وبعد انفجار في محطة "نطنز" النووية الشهر الماضي، أخبر "بايدن" مساعديه أن التوقيت كان مريبا، في إشارة إلى الوقت الذي بدأت فيه الولايات المتحدة إحراز تقدم بخصوص الاتفاق مع إيران.

ولا يزال الانقسام مع إسرائيل قائما. وفي الاجتماعات التي عُقدت في واشنطن الأسبوع الماضي، والتي ضمت "بلينكين" ورئيس الاستخبارات المركزية "وليام جي" ومستشار الأمن القومي "جيك سوليفان"، جادل المسؤولون الإسرائيليون بأن الولايات المتحدة كانت ساذجة لرغبتها في العودة إلى الاتفاق القديم، والذي يعتقدون أنه حافظ على قدرة نووية كبيرة لإيران.

وقال كبار مساعدي "بايدن" إن 3 أعوام من "الضغط الأقصى" على إيران فشلت في إسقاط النظام الإيراني أو الحد من دعمه للإرهاب. وفي الواقع، أدى ذلك إلى سباق نووي.

وفي فيينا، قدم كبير المفاوضين، "روبرت مالي"، الذي تعود علاقته بـ"بلينكين" إلى المدرسة الثانوية التي التحقا بها معا في باريس، عرضا مهما لرفع العقوبات غير المتسقة مع الاتفاق الأصلي.

ويوم الأربعاء، قال "بلينكين" إن الولايات المتحدة "أظهرت جدية بالغة في تحقيق هدف العودة إلى الاتفاق". وقال لـ"بي بي سي": "ما لا نعرفه بعد هو ما إذا كانت إيران مستعدة لاتخاذ نفس القرار والمضي قدما".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي