سينماتشكيلمسرحموسيقىتلفزيوننجوم أخبار فنيةلحنشاهدنحتسينما الخيال العلميرأي فنيأفلام وثائقيةمهرجاناتأفلام وجوائز

متحف اللوفر يُتيح عرض 75 في المئة من مقتنياته عبر الإنترنت

2021-05-12

في زمن الإغلاق العام والحجر الصحي الشامل تبتكر بعض المتاحف العالمية طرقا جديدة للتواصل مع جماهيرها، من ذلك ما أقدم عليه متحف اللوفر الفرنسي الذي أتاح لعشاق الرسم والنحت والتحف الفنية مشاهدة نحو نصف مليون عمل أصلي من بوابة العالم الافتراضي.

باريس - يُعتبر البورتريه الذي رسمه الفنان الإيطالي الشهير ليوناردو دافينشي، لإيزابيلا ديستي، أضعف من أن يتم تعليقه بصفة منتظمة على جدران متحف اللوفر في باريس، حيث يتم حفظه. ويعدّ هذا هو السبب في أن تلك اللوحة، التي تم رسمها خلال الفترة بين ديسمبر من عام 1499 ومارس من عام 1500، نادرا ما يتمكّن الجمهور من مشاهدتها، حيث أنها لا يتم إخراجها وعرضها إلاّ في المناسبات الخاصة.

ويُعتبر هذا هو الحال، مؤخرا، في ما يخصّ معرضا كبيرا خاصا بأعمال دافينشي، وجاء بمناسبة الذكرى الخمسمئة لوفاة رسام عصر النهضة، والذي انتهى قبل وقت قصير من تفشي الموجة الأولى لإصابات فايروس كورونا بأوروبا في مارس من عام 2020.

ومنذ ذلك الحين، اختفى البورتريه الشهير مرة أخرى ضمن أرشيف متحف اللوفر، وفقا لظروف الحفظ المناسبة. لذلك، فإن الأمر الأكثر إثارة هو أن عرض هذا البورتريه قد أتيح أخيرا لعشاق الفن في جميع أنحاء العالم، إلى جانب أكثر من 480 ألف عمل فني من متحف اللوفر.

وقد أعلن الرئيس المؤقت للمتحف جان لوك مارتينيز في أبريل الماضي أن اللوفر سوف يقوم بعرض كل كنوزه على الإنترنت، لكي يراها الجميع.

وقال “إنه لأول مرة صار من الممكن الوصول إلى جميع الأعمال الموجودة لدى متحف اللوفر مجانا، سواء كانت معروضة في المتحف أو كانت مُعارة، أو مُخزنة، حيث تم إطلاق منصة إلكترونية خاصة تعرض مقتنيات المتحف على امتداد العام”.

وأتاح متحف اللوفر إمكانية الوصول إلى 75 في المئة من مقتنياته الضخمة عبر الموقع الإلكتروني. أما باقي المقتنيات، فمن المقرّر عرضها بحلول عام 2023.

وينقسم المخزون الفني إلى فئات مثل الرسم والنحت والتحف الفنية. كما أنه مقسم أيضا إلى مدارس فنية وإلى أقسام اللوفر المختلفة، مثل الآثار من الشرق الأوسط والفنون الإسلامية وغيرها من اللقى التاريخية النادرة.

كما يمكن للمرء أيضا البحث عن فنانين فرديين، وبالبحث عن ليوناردو دافينشي، مثلا، يمكن العثور على 242 مرجعا. وفي حال تم تضييق نطاق البحث بتحديد لوحاته، فسيتم العثور على 11 مدخلا.

ويعدّ هذا الرقم مثيرا للإعجاب، بالنظر إلى أن الخبراء قد نسبوا ما يتراوح بين 20 و22 لوحة فقط للفنان الإيطالي. كما ترك الفنان والباحث وراءه العديد من الملاحظات والاسكتشات والأطروحات العلمية والرسومات، التي يوجد الكثير منها أيضا في متحف اللوفر.

وبالطبع، فإن لوحة “الموناليزا” تعدّ من بين أهم أعمال دافينشي، نجم متحف اللوفر، الذي كان يزوره في المتوسط نحو 20 ألف شخص يوميا قبل أن يغلق قاعاته بسبب تفشي جائحة فايروس كورونا.

المتحمسون لرؤية "الموناليزا" يمكنهم تحقيق ذلك افتراضيا، الآن

ولا يقوم اللوفر بالسماح لأي شخص لديه اتصال بالإنترنت بمشاهدة مجموعاته الفريدة على الإنترنت فحسب، بل إن المتحف يقوم أيضا بإعطاء نبذة فنية غنية عن جميع الأعمال التي يعرضها.

وأوضح مارتينيز أن الوصول إلى مجموعة المقتنيات عبر الإنترنت هو وسيلة لإضفاء الطابع الديمقراطي على الفن. وهو متوفر باللغات الفرنسية والإنجليزية والإسبانية والصينية، مع تركيز كبير على الصور وشرائط الفيديو.

وقد صُمم بشكل أساسي للاستخدام العملي على جهاز لوحي أو هاتف ذكي، إذ أظهرت الدراسات أن 60 في المئة من البحث في الموقع يتم من خلال هذه الوسائل. ويتّسم الموقع الجديد بأنه مصمم لجميع فئات الجمهور، من أطفال المدارس إلى السياح الأجانب.

وفي العام 2020، حيث ظل متحف اللوفر مغلقا في أغلب الوقت، بلغ عدد زائري الموقع الإلكتروني الخاص بالمتحف حوالي 21 مليون مستخدم للإنترنت.
وكان المتحف الشهير في باريس، والذي يجذب في السنوات العادية الملايين من الأشخاص المتحمسين لرؤية “الموناليزا” وغيرها من الأعمال الفنية الشهيرة، قد شهد انخفاضا في أعداد الزوار بنسبة 72 في المئة في العام الماضي.

وبسبب الإغلاق الذي استمر لمدة ستة أشهر نتيجة تفشي وباء فايروس كورونا، شهد متحف اللوفر انخفاضا في أعداد الزائرين من 9.6 مليون زائر في عام 2019 إلى 2.7 مليون في العام 2020 (70 في المئة منهم من السياح المحليين).

ويقدّر المتحف، الذي يتم تمويله ذاتيا بنسبة تزيد على 50 في المئة، أن الخسارة الناتجة عن الإغلاق كانت 90 مليون يورو (108 ملايين دولار)، وغطت الدولة حوالي نصف هذه الخسائر.

وكان المتحف قد أطلق منصته في مارس الماضي، حيث أفادت آن ميرتل رينو مديرة المشروع بأن “المنصة استقطبت بعد خمسة أيام فقط ما يصل إلى أربعة أضعاف عدد الزائرين الذين يستقبلهم الموقع التقليدي للمتحف”، خاصة أنها مكّنت الجمهور من الاطلاع مجانا على كل الأعمال في مجموعاته مع شروح على ثلاثة أرباعها.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي