دراسة حديثة: الأسماك تبتلع البلاستيك الدقيق منذ 70 عاما

متابعات الامة برس:
2021-05-12

عبد الحكيم محمود: في دراسة حديثة نشرت نتائجها مؤخرا في دورية إيكولوجيكال أبليكيشنز Ecological Applications لباحثين من متحف فيلد للتاريخ الطبيعي Field Museum of Natural History، في مدينة شيكاغو، بولاية إيلينوي الأميركية، اكتشف الباحثون أن الأسماك كانت تبتلع جزيئات البلاستيك المجهرية منذ الخمسينيات من القرن الماضي.

ويأتي هذا الاكتشاف بعد أن تم فحص أحشاء أسماك المياه العذبة المحفوظة في مجموعات المتحف من قبل الفريق البحثي، حيث وجدوا أن تركيزات اللدائن الدقيقة قد زادت بشكل كبير بمرور الوقت.

التأريخ لنفايات البلاستيك

لعل أبرز التحذيرات التي صدرت السنوات الأخيرة بشأن خطورة النفايات البلاستيكية على بيئة البحار والمحيطات هو تقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة، والذي توقع أنه بحلول عام 2050 قد تحتوي المحيطات على كميات من البلاستيك تفوق ما في باطنها من أسماك، ما لم يتوقف الناس عن استخدام المواد البلاستيكية التي تستعمل لمرة واحدة.

ووفقا للبيان الصحفي الصادر من متحف فيلد للتاريخ الطبيعي في 29 أبريل/نيسان الماضي فإنه على مدى السنوات العشر أو 15 الماضية، كان هناك نوع من الوعي العام بوجود مشكلة مع البلاستيك في البحار والمحيطات، لكن الكائنات الحية تعرضت للنفايات البلاستيكية منذ اختراعه.

يقول البروفيسور تيم هولين، من جامعة لويولا في شيكاغو Loyola University Chicago والمشارك في الدراسة "النظر إلى عينات متحف فيلد في الأساس طريقة يمكننا من خلالها العودة بالزمن إلى الوراء، من أجل معرفة تاريخ انتشار نفايات البلاستيك في البحار والمحيطات".

وحول الأسماك المحفوظة في المتحف، يقول عالم الأسماك كاليب مكماهان المؤلف المشارك بالدراسة إن المتحف يضم مليوني عينة من الأسماك، معظمها محفوظ في الكحول، وهي أكثر من مجرد أسماك ميتة، فهي لقطة من الحياة على الأرض.

 

لدائن البلاستيك داخل الأسماك

وحسب البيان الصادر من المتحف، فقد ركزت الدراسة التي قام بها الباحثون على 4 أنواع من الأسماك الشائعة والتي تعود إلى عام 1900، وهي أسماك الباس الكبير الفم largemouth bass، وأسماك القط المستزرعة channel catfish، وبراق الرمل sand shiners، والجوبي المستدير round goby.

ومن أجل العثور على اللدائن الدقيقة داخل الأسماك، عالج الفريق الجهاز الهضمي للأسماك باستخدام بيروكسيد الهيدروجين Hydrogen peroxide وهو مركب كيميائي له الصيغة (H2O2)  يبدو عديم اللون في المحاليل ويعتبر من المواد المبيضة الجيدة نظرا لخواصه المؤكسدة القوية.

ولفحص العينات من الأسماك المحفوظة وتحديد مصدر اللدائن الدقيقة، تم استخدام مطيافية رامان Raman spectroscopy، وهي تقنية تستخدم الضوء لتحليل البصمة والمصدر الكيميائي للعينة.

ويقول البيان الصادر من متحف فيلد إنه بعد عمليتي التشريح والتحليل، تم العثور على كمية المواد البلاستيكية الدقيقة الموجودة في أحشاء الأسماك والتي تبين أنها ازدادت بشكل كبير بمرور الوقت.

ليس قبل الخمسينيات

ويشير تحليل هذه العينات أيضا إلى أنه لم تكن هناك جزيئات بلاستيكية في الأسماك قبل منتصف القرن الماضي، لكنها ظهرت وارتفعت تركيزاتها في خمسينيات القرن الماضي، عندما انتشر تصنيع البلاستيك.

يقول مكماهان "وجدنا أن حمولة المواد البلاستيكية الدقيقة في أحشاء هذه الأسماك قد ارتفعت بشكل أساسي مع مستويات إنتاج البلاستيك، وهو نفس النمط الذي نجده في الرواسب البحرية".

وحول تأثيرات تناول الأسماك للبلاستيك، وخاصة طويلة المدى، يقول الباحثون أنها تتسبب في تغيرات في الجهاز الهضمي، كما تتسبب أيضا في زيادة الإجهاد لدى هذه الكائنات.

ويأمل الباحثون أن تكون نتائج هذه الدراسة دعوة للاستيقاظ وتغيير علاقات البشر بالبلاستيك، ووضع الخطط والإستراتيجيات لمنع انتشاره في البيئة البحرية وغيرها من النظم البيئية.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي