ما النتائج المتوقعة للقِمَّة المُرتقبة بين بوتين وبايدن؟

What to expect from a possible June summit between Putin and Biden
2021-05-17

نشرت صحيفة «واشنطن بوست» تقريرًا أعدَّته إيزابيل خورشوديان، مراسلة الصحيفة الأمريكية في العاصمة الروسية موسكو، قدَّمت فيه قراءة لنتائج القمَّة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في يونيو (حزيران) المقبل. وخلُصَت الكاتبة إلى أن كلا الزعيمين يسعيان إلى تحسين صورة بلديهما خلال اللقاء بما يمكن تفسيره لشعبَيْهما بوصفه انتصارًا.

تستهل الكاتبة تقريرها بالإشارة إلى أنه في خِضمِّ تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، يبدو أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يسعيان إلى عقْد قِمَّة في يونيو المقبل؛ في الوقت الذي يزور فيه بايدن أوروبا من أجل إجراء مباحثات مع حلفائه.

ومن المقرر أن يحضر بايدن، الذي صرَّح يوم الثلاثاء بأنه «يأمل ويتوقع» أن يلتقي بوتين الشهر المقبل، قِمَّة تعقدها مجموعة السبعة في بريطانيا تمتد من 11 إلى 13 يونيو ثم يسافر إلى بروكسل لإجراء مباحثات مع الاتحاد الأوروبي وحضور قمَّة يعقدها حلف شمال الأطلسي (الناتو) في 14 يونيو.

وذكرت صحيفة كومرسانت الروسية، نقلًا عن مصادر مجهولة، أن البيت الأبيض اقترح عقد لقاء مع بوتين في 15 أو 16 يونيو في دولة ثالثة. وعرضت النمسا وفنلندا استضافة هذا اللقاء. وتجدر الإشارة إلى أن العاصمة الفنلندية هلسنكي شهدت القمة المنعقدة بين بوتين والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عام 2018.

وتضيف الكاتبة: وفي تصريح لوسائل إعلامية حكومية، أوضح يوري أوشاكوف، مساعد بوتين، أن القمة يمكن أن تُعقَد في يونيو، ولكن لم يجرِ اتخاذ قرار حاسم في هذا الشأن. كما ذكر سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، أن الكرملين استقبل مقترح بايدن بشأن عَقْدِ قمة استقبالًا إيجابيًّا.

وتطرح الكاتبة سؤالًا: ما القضايا التي من المُرجَّح أن تضاف إلى أجندة القمة المرتقبة؟

مجالات محتملة للتعاون

ترى الكاتبة أنه على الرغم من أن العلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا أصبحت عدائية على نحوٍ متزايد، فإن هناك بعض المجالات التي يُحتَمَل إجراء تعاون بشأنها، وهي: الحدُّ من الأسلحة النووية، والاتفاق النووي الإيراني، وملف كوريا الشمالية، وتحقيق الاستقرار في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأمريكية وقوات التحالف.

وشارك بوتين في قمة مناخ افتراضية عقدها بايدن الشهر الماضي. وقد يبرز عن هذه القِمَّة المُرتقبة إحياء معاهدة الأجواء المفتوحة، وهي اتفاقية دولية تسمح بتحليق طائرات المراقبة فوق المنشآت العسكرية. وانسحب البلدان على حدٍ سواء من هذه الاتفاقية، ولكن يبدو أنهما يستعدَّان للسعي من أجل استئنافها مرةً أخرى.

أين يقف بوتين؟

وتنوِّه الكاتبة إلى أن هناك بعض قضايا غير قابلة للمناقشة مع بوتين. وتتضمَّن هذه القضايا ملف شرق أوكرانيا، حيث خاض انفصاليون مدعومون من موسكو وقوات أوكرانية مدعومة من الغرب معاركَ لأكثر من سبع سنوات.

وعزَّزت روسيا مؤخرًا وجودها العسكري بالقرب من أوكرانيا في رسالة واضحة إلى واشنطن تفيد بأن موسكو تقف إلى جانب منطقة أوكرانيا الانفصالية. ولكن في الوقت نفسه، تدَّعي روسيا أيضًا أنها ليست متورطة تورُّطًا مباشرًا في الصراع. وغالبًا ما يصف بوتين هذه الأجواء بوصفها «أزمة داخلية في أوكرانيا».

ويشير التقرير إلى أنَّه من غير المرجح أيضًا أن يُغيِّر بوتين موقفه من قضية أليكسي نافالني، زعيم المعارضة المسجون. وفي ظِل تدهور صحة نافالني تدهورًا شديدًا خلال إضرابه عن الطعام في الشهر الماضي، حذَّر البيت الأبيض من أنه ستكون هناك «عواقب» على الكرملين إذا لقي نافالني حتفه داخل السجن. ويرفض بوتين حتى الإشارة إلى نافالني بالاسم على الملأ.

وأوضحت هيذر كونلي، رئيسة برنامج أوروبا التابع لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أن هدف الكرملين من عَقْد القمة سيتمثَّل في «تذكير واشنطن بأن علاقة موسكو مع بكين تزداد قوة يومًا تلو الآخر ما لم يُتوصَّل إلى [ترتيبٍ] جديدٍ مع الولايات المتحدة».

لماذا هذه الظروف المُتَوتِّرة؟

وتتابع الكاتبة قائلة: في كل منعطف تقريبًا، يكمن موطن من مواطن الخلاف بين موسكو وواشنطن. وفي مارس (آذار)، أجاب بايدن بالإيجاب لدى سؤاله خلال إجراء مقابلة معه عمَّا إذا كان يعتقد أن بوتين «قاتل». وبعد مرور شهر، فرضت الولايات المتحدة جولة جديدة من العقوبات الاقتصادية على روسيا بسبب إجراء الأخيرة حملات تجسُّس إلكتروني.

وعاد سفيرا البلدين على حدٍ سواء إلى بلديهما. واستدعت روسيا مبعوثها إلى الولايات المتحدة في أبريل (نيسان) من أجل «التشاور»، ثم أوصت موسكو بعودة السفير الأمريكي جون سوليفان إلى واشنطن، وغادر سوليفان موسكو في 20 أبريل.

وتردف الكاتبة قائلة: في هذه الأثناء، أوضح بوتين أنه يقف بجوار ألكسندر لوكاشينكو، زعيم في بيلاروسيا الاستبدادي، بعد وقوع احتجاجات واسعة النطاق في العام الماضي بعد إجراء الانتخابات التي وصفتها مجموعات مُعارضة بأنَّها مُزوَّرة من أجل ضمان بقاء لوكاشينكو في السلطة.

وذكر جهاز الأمن الرئيس في روسيا الشهر الماضي أنَّه ألقى القبض على رجلين من بيلاروسيا أفادت مزاعم أنهما كانا يعملان وفق مُخطَّط لإطاحة حكومة بيلاروسيا وقَتْلِ لوكاشينكو. وفي تصريح للتلفزيون البيلاروسي، أوضح لوكاشينكو أن المُخطَّط المزعوم شَهِد تورُّطًا أجنبيًّا «ومن المُرجَّح تورُّط مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الاستخبارات المركزية» فيه.

وأوضح ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، أن بوتين أثار الانقلاب المزعوم أثناء إجرائه مكالمة مع بايدن في أبريل.

ويشير التقرير إلى أنَّ الولايات المتحدة وروسيا تتبنيان موقفين متعارضين فيما يتعلق بالحرب الأهلية المستمرة منذ عَقْد في سوريا: حيث تدعم موسكو حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، فيما دعمت واشنطن مقاتلي الأكراد المحليين وغيرهم من المقاتلين. ووقعت مناوشات متفرِّقة بين القوات الأمريكية والروسية التي تُجرِي دوريات في شمال شرق سوريا.

ظل هلسنكي

وعندما وقف ترامب إلى جانب بوتين أثناء إجراء مؤتمر صحفي بعد انعقاد قمة هلسنكي 2018، رفض الرئيس الأمريكي السابق أن يلقي باللوم على بوتين على التدخُّل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016، ما أسفر عن انتقادات شرِسَة داخل البلاد.

وأبرزت الكاتبة ما قاله ديمتري ترينين، مدير مركز كارنيجي في موسكو؛ إذ أشار إلى أن بايدن من المُرجَّح أن يضع ذلك في حسبانه قبل انعقاد قِمَّته مع بوتين. وقال ترينين: «على غرار وصْفِه لبوتين بأنه قاتل»، سيتعين على بايدن أن يُظهر في ذلك المؤتمر الصحفي المرتقب أنه لا يشبه دونالد ترامب. وتابع قائلًا: «لن يتفق بايدن مع بوتين على أكثر من الحد الأدنى الذي يمكن إبرازه للشعب الأمريكي بوصفه انتصارًا للدبلوماسية الأمريكية مع روسيا». وأضاف: «لن تكون هذه القمة حدثًا لطيفًا للغاية». وسيَسعى بوتين على نحوٍ مماثلٍ إلى إبراز صورة روسيا بوصفها عنيدة.

واختتمت الكاتبة تقريرها بالقول: في أثناء خطابه عن حالة الأمَّة أمام البرلمان الروسي في أبريل، أصدر بوتين تحذيرًا بدا أنه يوجِّهه إلى واشنطن والغرب: إذ أشار إلى أن أي شخص يُهدِّد روسيا «سوف يندم على ذلك كما لم يندم على أي شيء من قبل».







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي