لأنك تُشبه شخصاً أفتقده

2021-06-20

رمسيس يونان/ مصر (جزء من لوحة)

دنيا ميخائيل*

 

زمن

 

قالوا: الزمن لا يمضي

هو فقط يذهب إلى مكان آخر

مثل كلبٍ ضلَّ طريقَه.

في رحلتي للبحث عن المكان

الذي ذهبَ إليه الزمن

أنفقتُ نصفَ عمري،

وفي يوم وأنا أتجوّل

سمعتُ صوتَ الزمن:

لا أحدَ يُمكنهُ أن يلحقَ بي

فلماذا تحاولين ذلك؟

قلتُ: لأنك تُشبه شخصاً أفتقدهُ.

■ ■ ■

 

مصباح

 

كلّهم يعرفون ذلك الولد الصغير

مِنْ مصباحه اليدوي الذي لا يفارقهُ

ليس لأنّه يخاف الظلام

في ليالي ساحة التحرير

وإنما ليسلّطَهُ على الوجوه

المرسومة على جدار النفق

بحثاً عن أبيه

كلّ يوم يرسم المتظاهرون

وجوهاً جديدة

وحين يضيئُها الولد الصغيرُ بمصباحه

يزدادُ الموت نجمة

وفي يوم

لم يكن الولد الصغير هناك

لكنّ وجهَهُ كان مرسوماً على جدار النفق

وبجانب الوجه مصباح يدوي خافت.

 

  • شاعرة عراقية مقيمة في الولايات المتحدة الأميركية






كاريكاتير

إستطلاعات الرأي