
ليلى علي
هل تعاني رهاب "نوموفوبيا" (Nomophobe) أو الخوف الشديد من "عدم وجود هاتف محمول" في يديك؟ يستخدم هذا المصطلح لوصف الإدمان حين تشعر بالخوف الحقيقي من فكرة الانفصال عن هاتفك الذكي.
في استطلاع أجرته كلية هارفارد للأعمال على 1600 مدير ومهني، قال 70% من المستطلعين إنهم يتحققون من هواتفهم الذكية في غضون ساعة من الاستيقاظ، وذكر أكثر من نصفهم أنهم يتفقدون هواتفهم باستمرار في أثناء الإجازة، وأكد 44% أنهم سيعانون "قدرا كبيرا من القلق" إذا فقدوا هواتفهم. كما ينام 4 من كل 5 مراهقين في الولايات المتحدة وهواتفهم الذكية في متناول اليد، إما بجوار أسرّتهم أو فوق أجسامهم حتى يمكن للرسائل الواردة من الأصدقاء إيقاظهم، وهذا قد يؤدي إلى متلازمة "النوم غير المرغوب فيه" (Junk sleep).
فضلا عن ذلك فقد ظهر في السنوات الأخيرة خطر جديد يصيب مستخدمي الهواتف الذكية، خاصة المراهقين، يطلق عليه الرسائل النصية في أثناء النوم Sleep texting، ويحدث عندما يرسل الأشخاص رسائل نصية وهم نيام من دون أن يتذكروا أنهم أرسلوها.
وذلك بسبب الأرق الناجم عن الهواتف الذكية، وهو يمثل مشكلة متنامية أيضا، إذ أصبحت الأجهزة اللوحية تحلّ محل الكتب الورقية وأجهزة القراءة الإلكترونية ذات الشاشة السلبية.
ووفقا لموقع "ميديوم" (Medium)، فإن شركة "تشارت بيت" (Chartbeat) للتحليلات عبر الإنترنت وجدت أن الأميركيين قد استخدموا 173 مليون ساعة في القراءة عن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على هواتفهم على مدار السنوات الأربع الماضية، وهو أكثر من ضعف الوقت الذي أمضوه في القراءة عنه باستخدام أجهزة الحواسيب المحمولة أو المكتبية الخاصة بهم، وتلك الساعات البالغة 173 مليون ساعة تمثّل وقتا كافيا لتنظيف جميع الشواطئ من الحطام البلاستيكي.
مخاطر الصحة العقلية والجسدية
يسرد موقع "لايف هاك" (Lifehack) بعض الآثار الجانبية لإدمان الهاتف المحمول المتمثلة في التأثير سلبا في العلاقات، والتأثير سلبا في أدائك في العمل، فضلا عن أنك لن تكون قادرا على التركيز في المدرسة في حال كنت طالبا. كما أن الهواتف الذكية مملوءة بالجراثيم، فأنت تضعها على أي سطح تجده، أليس كذلك؟
وفقا لروبرت لوك، مؤلف القصص في مقاله على "لايف هاك"، فإن أي إدمان افتراضي يمكن أن يغير مزاجك فهو خطر. لذا، إذا كنت تنظر إلى هاتفك المحمول 150 مرة في اليوم أو كنت قلقا من أن يصبح هذا إدمانا خطرا، فجرّب هذه الأشياء بدلا من البحث عن هاتفك الذكي. مع العلم أن تغيير علاقتك بهاتفك لن يؤدي إلى خسارة في المال أو الصداقات أو الفرص، بدلا من ذلك، ستكون فرصة لك لاستعادة حياتك والبدء بوضع خطط منطقية وسليمة للتحكم في وقتك.
اعترف بأن هاتفك الذكي قد استولى على حياتك
هذه دائما هي الخطوة الأولى في أي علاج من الإدمان. عليك أن تواجه حقيقة أن لديك مشكلة، وبعد إدراك ذلك قرر أن تفعل شيئا لتغيير كل شيء.
حمل تطبيق إدمان الهواتف الذكية
يوجد تطبيق يساعدك على إيقاف هاتفك الذكي مؤقتا كما لو كنت تسافر بالطائرة، يقدم لك ملاحظات عن المدة التي بقيت فيها على اتصال مع هاتفك حتى تتصرف بطريقة أفضل في المرة القادمة. وبعض التطبيقات تعمل على تعطيل متصفح الويب الخاص بك ورفض المكالمات الهاتفية وإرسال رسائل نصية تلقائية.
لا ترد على رسائل البريد الإلكتروني على الفور
أخبر زملاءك أنك لن ترد على رسائل البريد الإلكتروني على الفور، وأنك ستتحقق فقط من الرسائل العاجلة كل 3 أو 4 ساعات. هذا يزيل بعض الضغط عنك ويمكنك من الاسترخاء فهم لا يتوقعون ردا فوريا منك على أي حال.
اختر التفاعل وجها لوجه كلما أمكن ذلك
القاعدة الأساسية تقول إذا كانت مراسلات البريد الإلكتروني تتضمن أكثر من 4 عمليات تبادل، فقد حان الوقت للتفاعل الحقيقي مع الشخص الذي يرسل لك هذه الرسائل، اذهب إلى مكتبه من أجل إنهاء الموضوع، يمكنك كذلك أن تترك الهاتف الذكي على مكتبك، العالم لن ينتهي وأنت بعيد عن هاتفك.
قاعدة منزلية ذكية
ضع قاعدة منزلية خاصة بك، حينما تدعو شخصا لتناول العشاء في منزلك لن يكون مسموحا له استخدام هاتفه المحمول إلا للضرورة القصوى والأخبار العاجلة أو السيئة، حاول بدورك أن تترك هاتفك في المنزل عند الخروج للتسوق أو عند الذهاب إلى بيت صديق.
لا تأخذ هاتفك إلى السرير
أوقف تشغيل هاتفك قبل النوم بساعتين، ومارس أنشطة مفيدة مثل القراءة أو الأنشطة البدنية التي تسهل عليك الذهاب في نوم عميق.
اقرأ كتابا ورقيا
نعلم أن لديك كل تلك الكتب الإلكترونية على جهازك، ولكن عليك الاستمتاع بقراءة صفحات كتاب ورقي حقيقي.
اذهب في نزهة على الأقدام
اخرج في نزهة على الأقدام. احصل على هواء نقي وابدأ التنفس بعمق مرة أخرى، مع العلم أنك لست بحاجة إلى هاتفك الذكي للقيام بهذا النشاط.
ضع حدودا زمنية لنفسك
عندما تقوم بمهمة في المنزل أو في العمل، حاول إغلاق الهاتف وأخبر نفسك أنه لا يُسمح لك بإمساكه مرة أخرى إلا بعد اكتمال المهمة.
احتفظ بهاتفك الذكي بعيدا عن ناظريك
إذا كان الهاتف الذكي في وضع الإيقاف المؤقت أو الصامت، فقد تتاح لك فرصة الاستمتاع بمشاهدة فيلم أو الاستماع إلى الموسيقى أو حتى طهي شيء لطيف من أجل العشاء.
لا تخاطر بحياتك
إذا وجدت أنك بحاجة إلى التركيز على شيء مهم مثل قيادة سيارة أو عبور الشارع فقرر إيقاف تشغيل هاتفك أو على الأقل إبعاده.
تخيل أنك عدت إلى الثمانينيات
تعد فترة الثمانينيات النعيم المطلق لدى بعض الناس، فلم تكن هناك هواتف ذكية في ذلك الوقت، ربما تتساءل كيف كان يقضي الناس أوقات فراغهم، ولكن الأكيد أنهم كانوا يعيشون الحياة ولا يشاهدونها من خلف الشاشات.
اهتم بدقائق الصباح الأولى
اللحظات الأولى بعد النوم هي الأوقات التي نكون فيها على اتصال أكثر بعقلنا الباطن، فنكون قادرين على الإبداع. حافظ على تلك الدقائق الثمينة لتركز على شيء آخر غير هاتفك.
احتفظ بمفكرة لأحلامك
احتفظ بمفكرة للأحلام بجوار سريرك. سجل فيها قبل أن تنام أفكارك وأحلامك ورؤاك للمستقبل، فربما تتبدد هذه الأحلام في ضوء الصباح.
إجراء محادثة عفوية
يقول كثير من الناس إنهم يرسلون رسائل نصية أو بريدا إلكترونيا بدلا من إجراء محادثة هاتفية لأنهم أصبحوا يخافون من عفوية المحادثة الفعلية أو أن يكون الوقت غير مناسب، ولكن ما الضرر؟ دعونا نعود للعفوية مرة أخرى فهي أفضل من الرسائل الصماء.