رافضو اللقاحات يهددون سلامة العالم.. والإدارة الأميركية تكثف الجهود ضد المعلومات المضللة

2021-07-18

واشنطن-وكالات: حذر المستشار الطبي للبيت الأبيض، الدكتور أنتوني فاوتشي، من أن المعلومات المضللة حول اللقاحات وفيروس كورونا تهدد الصحة العامة، داعيا وسائل التواصل لمنعها.

وقال فاوتشي، الذي يشغل منصب مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية الأميركية، في تصريحات لقناة سي إن إن، إن  الولايات المتحدة كانت ستظل تعاني من مرض الجدري أو شلل الأطفال إذا كانت لقاحات هذه الأمراض تعرضت لنفس الإشاعات والمعلومات المضللة التي تعرض لها لقاح كورونا.

وأكد أن بعض البالغين الرافضين للقاح كورونا قد تعرضوا لمعلومات خاطئة، وغالبًا ما يشككون في بيانات اللقاح الموضوعية ويبررون في كثير من الأحيان قرارهم بعدم التطعيم بـ "أشياء غير صحيحة". 

جاءت تصريحات فاوتشي، بعد انتقاد الرئيس الأميركي، جو بايدن، الجمعة، المعلومات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي حول كوفيد-19 والتطعيمات وقال إنها "تقتل الناس".

وقال للصحافيين في البيت الأبيض "إنهم يقتلون الناس. الوباء الوحيد الذي لدينا هو بين غير المطعمين. وهم يقتلون الناس".

بحسب تقدير مدير مراكز السيطرة على الأمراض الدكتورة، روشيل والينسكي، قبل أسبوعين، فإن 99.5 % من وفيات كورونا في الولايات المتحدة في النصف الأول من 2021 من الأشخاص غير الملقحين.

ووجد تحليل أجرته صحيفة نيويورك تايمز أنه من بين المقاطعات الخمس والعشرين التي سجلت أعلى زيادة في عدد الحالات، لقحت جميع المقاطعات باستثناء واحدة أقل من 40 في المائة من السكان، بينما بلغت 30% في 16 مقاطعة.

جائحة غير المطعمين

وأضافت وولينسكي خلال مؤتمر صحافي الجمعة، أن "الرسالة التي تصل إلينا واضحة: بدأنا نشهد جائحة غير المطعّمين".

وسجّلت الولايات المتحدة خلال الأيّام السبعة الماضية، ما معدّله 27800 إصابة جديدة يوميّاً (بزيادة 64% عن الأسبوع الذي سبق)، و2890 حالة تتطلّب الدخول إلى المستشفى (بزيادة 36%) و223 وفاة (بزيادة 38%)

وأوضح منسّق الاستجابة للجائحة في البيت الأبيض، جيف زيينتس، أنّ "الأشخاص غير الملقّحين يمثّلون جميع الحالات (التي تتطلب الدخول) إلى المستشفى والوفيات تقريباً".

وباتت الإصابات بالمتحوّرة دلتا تمثّل حاليّاً أكثر من 80% من الحالات الجديدة، حسب موقع "كوف-سبيكتروم" المتخصّص.

واللقاحات المتوفرة حالياً في الولايات المتحدة (فايزر وموديرنا وجونسون أند جونسون) تبقى فعّالة جدّاً في مواجهة الفيروس، لكنّ حملة التطعيم تباطأت بشكل كبير خلال الأسابيع الأخيرة في البلاد.

ومنذ بدء تفشي وباء كوفيد-19 في الولايات المتحدة، شكلت المعلومات المضللة واحدة من أكبر العقبات أمام جهود مكافحة الوباء، إذ أكدت أن الفيروس غير خطير وحضت الأميركيين على تجاهل التدابير الرامية إلى الحدّ من مخاطره.

ويستغل بعض ناشري هذه الأنباء الخاطئة قاعدة بيانات رسمية عامة للحكومة الأميركية هي "نظام الإبلاغ بالمفاعيل الضارة للقاحات" (فايرس)، سعيا لتقويض ثقة الرأي العام في اللقاحات من خلال تحوير الإحصاءات وعرضها على أنها أدلة على أن اللقاحات تقتل من يتلقونها بشكل منتظم.

تزهق أرواحا

كانت المتحدّثة باسم إدارة بايدن، جين ساكي، قد ذكرت الخميس، أن "هناك نحو 12 شخصاً يُنتجون 65% من المعلومات المضلّلة المعادية للّقاحات على وسائل التواصل الاجتماعي. جميعهم ما زالوا نشطين على فيسبوك، بينما تمّ حظر بعضهم من منصّات أخرى".

وأضافت ساكي "يتوجّب على فيسبوك أن يكون أسرع في حذف الرسائل الخطرة والخارقة للقواعد. غالباً ما تستمرّ الرسائل التي تنتهك قواعدهُ (في الظهور) لأيّام عدّة. هذا وقت طويل جدّاً".

هذه الإحصائية مأخوذة من مركز مكافحة الكراهية الرقمية غير الربحي (CCDH) الذي حدد في تقرير نُشر في مارس ما يقرب من عشرة أشخاص قال إنهم ناشرون بشكل كبير للمعلومات المضللة المضادة للقاحات.

وكان المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان قد دعا في ذلك الوقت فيسبوك وتويتر لإغلاق جميع الصفحات التي يديرها هؤلاء الأشخاص.

من جانبها، ردت شركة فيسبوك في بيان، قائلة إن "الوقائع تُظهر أنّ فيسبوك يساعد في إنقاذ الأرواح. نقطة، انتهى"، وأضافت: "الاتّهامات غير المدعومة بحقائق لن تُشتّت تركيزنا".

وأشارت المجموعة إلى أنّ "أكثر من ملياري شخص شاهدوا عبر فيسبوك معلومات موثوقة حول كوفيد-19 واللقاحات، أي أكثر من أيّ مكان آخر على الإنترنت"، مضيفة "لقد استخدم أكثر من 3.3 ملايين أميركي أداتنا لمعرفة مكان وسبل الحصول على التطعيم".

بدوره، قال كبير الأطبّاء في الولايات المتحدة فيفيك مورثي، الجمعة، إنّ المعلومات المضللة "تُزهق أرواحاً".

وتابع: "مجموعات التكنولوجيا سمحت للمعلومات المضلّلة بأن تلوّث بيئتنا"، مطالباً إيّاها بأن تعمل في سرعة وثبات ضدّ من يروّجون لمعلومات مضلّلة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي