بايدن أمام تحدي إنقاذ مصداقية واشنطن بعد سيطرة طالبان

شعبية الرئيس الأميركي تتهاوى إثر استيلاء المتمردين على الحكم في أفغانستان

2021-08-18

بايدن في مهمة إقناع الداخل والخارج بوجاهة قرارهواشنطن - يواجه الرئيس الأميركي جو بايدن سيلا جارفا من الانتقادات داخليا وخارجيا بسبب قرار الانسحاب من أفغانستان الذي مهد الطريق لسيطرة حركة طالبان على الحكم وهو ما يجعله يواجه تحدي إنقاذ مصداقية بلاده.

لكن بايدن يواجه أيضا تحدي ترميم صورة إدارته التي اهتزت لدى الأميركيين إثر النجاحات السريعة التي حققتها طالبان والتي ترجمتها بالسيطرة على العاصمة الأفغانية كابول الأحد بعد انهيار حكومة الرئيس أشرف غني المدعومة غربيا وقواتها العسكرية التي أنفقت عليها واشنطن المليارات من الدولارات.

وبدا بايدن وحيدا مساء الثلاثاء مع نواب من معسكره الديمقراطي يشعرون بخيبة أمل ورأي عام يتسم بالفتور وحلفاء دوليين يشعرون بالمرارة، فيما يحاول البيت الأبيض جاهدا الدفاع عن قرار إدارته الانسحاب من المستنقع الأفغاني.

وبايدن يواجه انتقادات أساسا بسبب التقديرات الخاطئة بشأن تقدم طالبان وجهوزية القوات الأفغانية.

ففي الثامن من يوليو الماضي ظهر بايدن للتأكيد على أن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان يمضي على قدم وساق، وأعلن آنذاك أن سيطرة طالبان على البلاد ليست حتمية.

لكن بعد خمسة أسابيع فقط، سيطرت طالبان على مقاليد الأمور، ووقف العالم مذهولا أمام مشاهد الفوضى في مطار كابول أثناء إجلاء أميركيين ومواطنين أفغان متحالفين مع الولايات المتحدة، وسارع بايدن إلى الدفاع عن نفسه بعد سلسلة تقديرات خاطئة نالت من مصداقية الولايات المتحدة.

وبينما أصر بايدن على أن “المسؤولية تقع على عاتقي”، فقد وجه اللوم إلى آخرين على النهاية المهينة لتدخل أميركي على مدى عشرين عاما في أفغانستان، شمل إخفاقات لأربع إدارات، اثنتان جمهوريتان وأخريان ديمقراطيتان.

وانتقد الرئيس الأميركي الجيش الأفغاني لرفضه القتال، وندد بالحكومة الأفغانية التي أطاحت بها طالبان، وأعلن أن سلفه الجمهوري دونالد ترامب ترك له اتفاق انسحاب سيئا.

وفي كلمة ألقاها الاثنين قال بايدن “تعهدت للشعب الأميركي عندما ترشحت للرئاسة بإنهاء مشاركة الولايات المتحدة العسكرية بأفغانستان. وعلى الرغم من أن ذلك كان صعبا وفوضويا، وبالطبع بعيدا عن المثالية، فقد أنجزت هذا التعهد”.

وتولى بايدن الرئاسة بعد حملة قدم نفسه خلالها على أنه رجل دولة عالمي له باع طويل بعد فترة رئاسة ترامب العاصفة.

وسرعان ما أعاد بلاده إلى اتفاقيات عالمية انسحب منها ترامب، وسعى لإحياء تحالفات تقليدية أدار لها ترامب ظهره.

لكن أول تحد عالمي كبير يواجهه أشعل انتقادات سياسية مكثفة، حيث أثار ديمقراطيون وجمهوريون على حد السواء تساؤلات بشأن استراتيجيته.

بوب مينينديز: إدارة بايدن فشلت في تقدير عواقب الانسحاب السريع

وسلطت التطورات المتسارعة الضوء على خطأ توقعات للمخابرات الأميركية بأن طالبان قد تسيطر على البلاد بعد ثلاثة أشهر من الانسحاب الأميركي. كما قوبلت اقتراحات قادة عسكريين أميركيين بنهج أكثر تخطيطا للانسحاب بالرفض.

ووقف جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض الثلاثاء لتقديم دفاع واسع النطاق عن أفعال بايدن. وقال إن التلميح إلى دعم الحكومة الأفغانية “كان قرارا مدروسا” لكنه لم ينقذها.

وأضاف “عندما تنهي 20 عاما من العمل العسكري في حرب أهلية في بلد آخر، مع تداعيات قرارات متراكمة على مدى 20 عاما، يتعين اتخاذ الكثير من القرارات الصعبة، دون أي نتيجة خالية من الشوائب لأي منها”.

ومع تزايد الإحباط بسبب الأحداث في أفغانستان، يريد أعضاء في الكونغرس الأميركي فتح تحقيق لمعرفة الخطأ الذي حدث.

وقال السناتور الديمقراطي مارك وارنر رئيس لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ الاثنين إنه يعتزم التعاون مع لجان أخرى “لتوجيه أسئلة صعبة لكن ضرورية” بشأن سبب عدم استعداد الولايات المتحدة على نحو أفضل للتعامل مع انهيار الحكومة الأفغانية.

وواصل الجمهوريون انتقادهم الحاد لسياسات بايدن.

وقال الجمهوريون في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب في خطاب إلى البيت الأبيض الثلاثاء “كان من الممكن تجنب الأزمة الأمنية والإنسانية التي تتكشف في أفغانستان الآن لو كنت أعددت أي تخطيط”.

وعبر الديمقراطي بوب مينينديز رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ عن “خيبة أمله لأن إدارة بايدن فشلت بشكل واضح في تقدير عواقب الانسحاب السريع”.

وكانت للأزمة تداعيات على بايدن حيث انخفضت شعبيته سبع نقاط مئوية وبلغت أدنى مستوياتها منذ توليه السلطة في يناير مسجلة 46 في المئة، وفقا لاستطلاع لرويترز- إبسوس الاثنين.

ويدير بايدن الأزمة من منتجع كامب ديفيد الرئاسي في ماريلاند.

ولم يتحدث لعدة أيام مع أي زعيم أجنبي بشأن أفغانستان، لكنه تحدث مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الثلاثاء.

وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية “شدد رئيس الوزراء على أهمية عدم خسارة المكاسب التي تحققت في أفغانستان على مدى العشرين عاما الماضية، وحماية أنفسنا من أي تهديد إرهابي جديد، ومواصلة دعم الشعب الأفغاني”.

وقال سوليفان مساء الثلاثاء إنه رغم أن الصور من مطار كابول “تفطر القلب” فقد كان على بايدن “التفكير في التكلفة البشرية للمسار البديل أيضا، وهو البقاء في قلب صراع أهلي في أفغانستان”.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي