الأسد الذهبي لأودري ديوان: "البندقية" مؤازراً النساء

2021-09-13

توّجت المخرجة الفرنسية من أصل لبناني عن فيلمها «ليفنمان»

وجه «مهرجان البندقية السينمائي الدولي» رسالة دعم جديدة للقضايا النسوية من خلال منحه بإجماع أعضاء لجنة التحكيم جائزة الأسد الذهبي للمخرجة الفرنسية أودري ديوان عن فيلمها «ليفنمان» عن الإجهاض.

وقالت المخرجة الفرنسية من أصل لبناني البالغة 41 عاماً خلال تسلمها الجائزة: «للأسف، عندما تقاربون موضوع الإجهاض ستكونون دائما في قلب الأحداث».

وأضافت ديوان: «أنجزت هذا الفيلم بغضب ورغبة، أنجزته من كل قلبي وروحي»، وقد «أردت أن يكون العمل بمثابة تجربة ورحلة إلى شخصية هذه الشابة».

وقد نالت ديوان هذه الجائزة خلفاً للسينمائية الأميركية ــ الصينية كلوي جاو الفائزة بالأسد الذهبي العام الماضي عن فيلم «نومادلاند» الذي حقق لاحقاً انتصاراً كبيراً في جوائز الأوسكار.

تدور أحداث «ليفنمان» المقتبس من سيرة ذاتية تحمل العنوان عينه للروائية أني إرنو خلال ستينيات القرن العشرين قبل تشريع الإجهاض في فرنسا. وهو يظهر مسيرة طالبة شابة حامل تؤدي دورها الفرنسية الرومانية أناماريا فارتولومي. ويشكّل هذا الشريط ثاني أفلام أودري ديوان بعد «مي فوزات فو» الذي روت فيه قصة زوجين شابين يعانيان مشكلات إدمان سنة 2019.

وكتبت هذه الصحافية والروائية أعمالاً تلفزيونية كما شاركت في كتابة سيناريو أفلام فرنسية عدة بينها «باك نور» الذي يُعرض حالياً على الشاشات الفرنسية ويتناول العنف الممارس من الشرطة.

وباتت ديوان رابع مخرجة تفوز بالجائزة الأبرز في «مهرجان البندقية السينمائي الدولي» منذ العام 2000.

تطرقت أفلام أخرى توجّها المهرجان هذا العام إلى قضايا النسوية والعلاقة بين الجنسين، كما الحال مع فيلم The Power of the Dog للنيوزيلندية جاين كامبيون التي فازت بجائزة أفضل إخراج.

الفيلم الجديد، وهو الأول لكامبيون منذ 2009، مقتبس من كتاب لطوماس سافاج مع بنديكت كامبرباتش وكيرستن دانست، وتعالج فيه المخرجة قضايا مرتبطة بالعقلية الذكورية المؤذية في المجتمع.

العمل هو من إنتاج منصة البثّ التدفّقي الأميركية «نتفليكس»، على غرار فيلم «يد الله» للإيطالي باولو سورنتينو الذي حصل على الجائزة الكبرى للجنة التحكيم ويروي فيه المخرج طفولته المعذبة في نابولي بسبب وفاة والديه في مرحلة كانت خلالها نجومية أسطورة كرة القدم الراحل دييغو مارادونا في أوجها.

على خطٍ موازٍ، عزّزت نتائج المهرجان النفوذ المتعاظم لمنصات البث التدفقي التي باتت لاعباً رئيسياً في مجال الفن السابع بمواجهة الاستوديوات التقليدية، في منحى آخذ في الترسخ منذ بدء جائحة كوفيد-19.

فعلى صعيد التمثيل، فازت الإسبانية بينيلوبي كروز بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «مادريس باراليلاس» لمواطنها المخرج بيدرو ألمودوفار، فيما نال الفيليبيني جون أرسيليا جائزة أفضل ممثل عن دوره كصحافي باحث عن الحقيقة في فيلم إيريك ماتي On the Job: The Missing 8.

أما الأميركية كريستن ستيوارت، فعادت في نهاية المطاف بخفيّ حنين. وتوقّع كثيرون الفوز لها إثر أدائها المتميّز لشخصية الأميرة ديانا في فيلم «سبنسر» لبابلو لارين الذي يغوص في خصوصيات أميرة ويلز التي رفضت التخلّي عن حريتها الشخصية في عالمها المحكوم بقواعد سلوكية حازمة داخل العائلة الملكية البريطانية.

ونجح «مهرجان البندقية» هذه السنة في استعادة بريقه بعد نسخة باهتة في العام 2020 في أوج الجائحة. نُظّم الحدث الإيطالي بعد شهرين فقط من «مهرجان كان السينمائي الدولي» الذي أثبت قدرته على التميز الريادي من خلال تتويجه فيلم «تيتان» رغم الانتقادات الكبيرة التي طاولت مشاهده العنيفة.

علماً بأنّ «البندقية» استحال في السنوات الأخيرة منصة انطلاق نحو السباق إلى جوائز أوسكار، وهو يستقطب في كل عام كوكبة من النجوم الأميركيين الذين يتوافدون للمشي على السجادة الحمراء في الحدث المقام بجزيرة ليدو في المدينة الإيطالية.

واعتلى مات دايمون وبن أفليك، وهما صديقان منذ الطفولة، أوّل من أمس الجمعة أدراج المهرجان لمناسبة عرض فيلمهما The Last Duel لريدلي سكوت بعد بضعة أيام من مرور نجوم فيلم Dune (إخراج دوني فيلنوف) تيموتي شالاميه وريبيكا فرغوسون وأوسكار أيزاك وخافيير بارديم.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي