ارتفاع أسعار الغذاء لأعلى مستوى منذ 60 عاماً يؤرق حكومات العالم

2021-09-16

 

تدرك الحكومات في جميع أنحاء العالم، أن ارتفاع تكاليف الغذاء، سواء بالنسبة للخبز أو الأرزأو التورتيلا، يمكن أن يكون له تكلفة سياسية، وتكمن المعضلة فيما إذا كان بإمكان الحكومات فعل ما يكفي لمنع الاضطرار إلى دفع تلك التكلفة السياسية.

أظهرت بيانات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) أن أسعار الغذاء عالميا ارتفعت بنسبة 33% في أغسطس على أساس سنوي، مع ارتفاع أسعار العديد من السلعمثل الزيوت النباتية والحبوب واللحوم.

ليس من المرجح أن تتحسن المشكلة بسبب الطقس القاسي وارتفاع تكاليف الشحن والأسمدة واختناقات الشحن ونقص العمالة، كما أن تضاؤل احتياطيات العملات الأجنبية يؤدي إلى إعاقة قدرة بعض الدول على استيراد الغذاء.

من أوروبا إلى تركيا والهند، يقدم السياسيون حاليا المزيد من المساعدات، ويوجهون البائعين لخفض الأسعار والتدخل في قواعد التجارة للتخفيف من التأثير على المستهلكين.

 المشكلة أكثر حدة في الأسواق الناشئة، حيث تمثل تكلفة الغذاء جزءا أكبر من إنفاق الأسر، وفي الدول المتضررة من الأزمات، ففي لبنان على سبيل المثال، أحكم حزب الله قبضته على البلاد من خلال توزيع المواد الغذائية. لكن حتى الولايات المتحدة تتخذ إجراءات لمعالجة القدرة على تحمل التكاليف والتي أصبحت أكثر إلحاحا أثناء جائحة فيروس كورونا.

قال كولين هندريكس، الزميل البارز غير المقيم في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن: "يمكن للحكومات أن تتدخل وتلتزم بدعم خفض أسعار المستهلكين لفترة من الوقت.. لكنها لا تستطيع فعل ذلك إلى أجل غير مسمى".

أثار تضخم الغذاء نشوب أكثر من عشرين حالة أعمال شغب في جميع أنحاء آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا، مما ساهم في اندلاع انتفاضات الربيع العربي قبل 10 سنوات.

تتزايد نقاط أو جيوب السخط مرة أخرى. تحولت الاضطرابات في جنوب إفريقيا، التي فجرها اعتقال الرئيس السابق جاكوب زوما في يوليو، إلى الطعام، حيث نهب الناس محلات البقالة والمطاعم. أدى نقص مواد الغذاء في كوبا إلى اندلاع أكبر احتجاجات منذ عقود.

وفقا لبيانات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بعد تعديلها وفقا للتضخم والمحدد على أساس سنوي، أصبحت التكاليف أعلى بالفعل حاليا مما كانت عليه في أي وقت تقريبا خلال 60 عاما الماضية.

في الواقع، أصبح شراء الطعام الآن أصعب مما كان عليه خلال احتجاجات 2011 في الشرق الأوسط التي أدت إلى الإطاحة بالقادة في تونس وليبيا ومصر، حسبما قال أليستر سميث، الزميل الأول في مجال التنمية المستدامة العالمية بجامعة وارويك في بريطانيا، مضيفا "الغذاء أغلى اليوم مما كان عليه مقارنة بالغالبية العظمى من التاريخ المسجل الحديث".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي