أرض الديناصورات في ولاية يوتا الأميركية عادت محمية

ا ف ب
2021-10-12

باحثون ينقبون في تموز/يوليو 2021 عن متحجرات ديناصورات في محمية غراند ستيركايس إيسكالانته في ولاية يوتا (ا ف ب )دنفر - عمّ الارتياح أوساط علماء المتحجرات الأميركيين لإبطال الرئيس جو بايدن قرار سلفه دونالد ترامب تقليص مساحة محمية غراند ستيركايس إيسكالانته في ولاية يوتا، إذ أن الجزء الذي بتره الرئيس السابق من هذا الموقع الغني بمتحجرات الديناصورات عاد يتمتع بالحماية، في انتظار اكتشاف الهياكل العظمية للحيوانات العملاقة الثلاثية القرون أو الترايسيراتوبس التي يحويها.
وتراجع بايدن الجمعة عن قرار سلفه الذي أعاد في نهاية العام 2017 تحديد ثلاث مناطق محمية، بينها اثنتان في ولاية يوتا، بهدف إتاحة بعض الأراضي للاستخدامات التجارية كالتعدين ، مما أثار استياء دعاة حماية البيئة وقبائل السكان الأصليين وعدد من الباحثين.

وبالغائه هذا الإجراء، أتاح لموقع غراند ستيركايس إيسكالانته المحميّ استعادة مساحته الأصلية البالغة حوالى 7500 كيلومتر مربع، بعدما كان ترامب قلّصها إلى أربعة آلاف.

وقال عالم الحفريات الذي استكشف المنطقة قبل 50 عاما تقريباً جيم كيركلاند لوكالة فرانس برس إن "موقع غراند ستيركايس مشهور عالميا". وأضاف "لقد استبعدوا مناطق عزيزة عليّ كنت اكتشفتها. كنت أخشى أن تتضرر".

وأوضح كيركلاند الذي اكتشف خصوصاً يوتارابتور في تسعينات القرن العشرين أن "نحو عشرة في المئة من الديناصورات المعروفة في العالم تأتي من ولاية يوتا".

ويرى علماء المتحجرات أن المناطق القليلة المشابهة في العالم لا تضاهي جبال يوتا الصخرية في هذا المجال. فخلال العصر الطباشيري الأعلى العائد إلى ما بين 100 مليون سنة إلى 66 مليوناً، مباشرة قبل انقراض الديناصورات، كانت كل أنواع الديناصورات والثدييات تعيش في هذه المنطقة.

- عظام أو فحم -
ولا يزال تنوع العظام المدفونة في المنطقة ووفرتها يدهشان الباحثين، فضلاً عن جودة حفظها.

فالقليل من الفقرات المتناثرة لا يكفي لتحديد نوع جديد بدقة، بل ثمة حاجة إلى أجزاء مختلفة من الهيكل العظمي، وعينات عدة، من أعمار مختلفة إن أمكن.

وأوضح عالم المتحجرات وأمين متحف دنفر للطبيعة والعلوم في ولاية كولورادو جو سرتيتش لوكالة فرانس برس خلال زيارة خلال الصيف الفائت "بالنسبة إلى الكثير من ديناصورات منقار البط ، يمكننا رؤية علامات الجلد والقشور. نجمع الأنسجة الرخوة وكيراتين المنقار". وشرح أن "طين الحجر الجيري والحجر الرملي في غراند ستيركايس يحتويان على عظام ديناصورات تتمتع بأفضل ظروف حفظ في العالم".

لكن أرض الموقع غنية أيضاً بالموارد المنجمية كالفحم. وكل هذه المساحة تثير كذلك اهتمام مربي المواشي أو القطاع السياحي.

ورأى جو سرتيتش أن مختلف المصالح يمكن أن تتعايش، لكنّ تصنيف الأرض على أنها "عامة" بدلاً من "محمية" "يعرّض الكثير من هذه الموارد المحتملة للسرقة والتخريب أو التدمير".

وشدد على أن "إقامة منجم فحم (...) تتسبب بفقدان الكثير من تلك المتحجرات إلى الأبد".

- ديناصور... على الحدود - 

ومن المعلوم أن دراسة النظم البيئية للديناصورات توفر فهماً أفضل عن تغيرات المناخ. واعتبر أمين المتحف أنها "الطريقة الوحيدة لفهم التطور على نطاق واسع جداً، على مدى ملايين السنين، وبالتالي لفهم العالم من حولنا بشكل أفضل اليوم".

عالم المتحجرات جو سرتيتش في مشغله بمتحف دنفر للطبيعة والعلوم في ولاية كولورادو في حزيران/يونيو 2021(ا ف ب )

وواظب سرتيتش منذ 17 عاماً على اكتشاف ديناصورات جديدة في محمية غراند ستيركايس.

وقال "في كل مرة نقضي فيها أسبوعين على الأرض، نجد نوعاً أو نوعين جديدين. لا يمكن مقارنة هذا الموقع بأي مكان آخر في العالم".

واضاف "في هذه المرحلة، أطلقنا تسميات على عدد من الديناصورات الجديدة. وفي مختبرات مثل هذا، نعمل على 10-15 نوعاً جديداً من غراند ستيركايس".

وبين عمليات التنقيب، يعود الباحث إلى المتحف لإعادة تكوين الهياكل العظمية. ولذلك، حتى خلال الجائحة، عندما حالت القيود الصحية دون تنظيم أي بعثات تنقيب، استمرت المحمية في الكشف عن أسرارها.

وعلّق جو سرتيتش وهو يشير إلى عظمة صغيرة غير ذات أهمية ظاهرياً "خلال معاينتنا متحجرات مخزنة سابقاً، وقعنا على قطعة من جمجمة نوع جديد من الباتشيفالوصور، وهي الديناصورات ذات الرؤوس مستديرة كبيرة". واضاف "عُثر على هذه القطعة خلال عملية تنقيب على بعد خمسة أمتار فقط من الحدود التي حددت للمحمية" عند تقليصها.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي