الدراما "التوعوية" تطرق الشاشات

2021-10-15

المخرجة رنده علم بين الممثلتين كاريس بشار وأندريه ناكوزي (تو سولز برودكشن)

ربيع فران

قبل أسبوع، بدأ عرض مسلسل "شهر 10"، من كتابة وليد زيدان، وإخراج رنده علم. ثلاث حلقات من أصل تسع عُرضت على منصة شاهد، وmbc4 السعودية، إضافة إلى LBCI اللبنانية.

يطرح "شهر 10" صورة مصغرة عن يوميات عيادة طبية تعالج أورام وسرطان الثدي عند النساء. الفكرة تخرج من الإطار التجاري لشركة "روش" للأدوية، وتنحو إلى تفاصيل خاصة في حيوات المؤدين، والدخول في تفاصيلها الحميمة، واعتماد عرض شهادات التعريف عن حالهم بطريقة مبتكرة في عالم الدراما.

ثلاثة أطباء يعملون في المركز القائم على مساعدات النساء لتفادي الإصابة بمرض السرطان بداية، ثم الكشف عن حالات الإصابة وتلقي العلاج. منح الإشراف الطبي على العمل، بإدارة الطبيب اللبناني المختص في أمراض السرطان ناجي الصغير، فرصة إضافية لتعرّف الناس على نوع المرض وكيفية الإصابة ووسائل الكشف، ولم يستبعد هواجس وتساؤلات المرأة حول إن كانت مصابة أم لا.

تعليقات كثيرة حظيت بها الحلقات الأولى من "شهر 10" بعد العرض. وكلها لنساء مررن في التجارب عينها، من خلال الخوف والحذر الذي طرحته الحلقة الأولى لسيدة تعيش وسواس الإصابة، وتخضع نفسها لفحوص دورية خلال أشهر قليلة، لمجرد أنها شعرت بألم أو "ورم" بسيط، الأمر الذي تنفيه الدكتورة رولا (كاريس بشار)، وتحاول تهدئة السيدة عن طريق الشرح الوافر عن حال الإصابة، وطرق ووسائل تفادي انتشارها عبر الفحص الدوري.

يؤخذ على المسلسل، في الحلقات الأولى، إعطاؤ مساحة خاصة للعاملين في العيادة، من السكرتيرة دعاء (لمى مرعشلي) وعامل الضيافة علي (علي اتحاد) وإغراقهما بحوار لا يخلو من الثرثرة التي كان بإمكان الكاتب تفاديها، والتركيز على العوامل النفسية، أو التداعيات والظروف التي تصاحب السيدات، بعد الخضوع لفحص "الماموغرافي"، كون الحلقة الواحدة لا تتجاوزالعشرين دقيقة فقط.

وحسنًا حاولت المخرجة رنده علم العبور من خلال العيادة نفسها، إلى حياة الأطباء الشخصية، وطرحها على هامش انشغال المركز بحالات المرضى. يوميات الدكتورة رولا المطلقة من زوجها الذي يسعى لمحاربتها عن طريق طفليها، إلى علاقة زميلها الطبيب زياد (جان دكاش) بطبيبة الأشعة هيلدا (رنين مطر) التي تقوم برفع التقرير الطبي بعد الفحوصات، وتغليب غيرة هيلدا على زياد، ما يؤدي إلى تفاقم المشكلة بينهما.

يمسك المسلسل بالتشويق من خلال اختياره لمجموعة جيدة من الضيوف في كل حلقة؛ أمل عرفة في دور السيدة النافذة التي يصيبها المرض؛ فتحاول الهروب بشتى الوسائل، لكنها تقع نهاية أسيرة للعلاج. وكذلك الممثلة المصرية آيتن عامر، التي تلعب دور ممثلة معروفة جداً، تقوم أيضاً بفحص دوري، لتكتشف أنها مصابة، وتحاول التغلب على مصابها.

طرح مغاير لأنواع الدراما التي تستظل الشاشات العربية والمنصات الإلكترونية، ربما يحمل مساحة صغيرة تهم بالدرجة الأولى الشركة الراعية "روش"، وتضع الشركة المنتجة "تو سولز برودشكن" على طريق المنافسة، في التقاط حرفية التعاطي مع النص والتصوير والتنفيذ بشكل عام، ما يفتح الباب أمام سؤال جوهري: هل يوصل مسلسل اجتماعي الناس إلى المبتغى؟

 

 

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي