"رحيل"

2021-10-17

خوناف أيوب*

 

وأنت تغادرني كل يوم

أغمضُ قلبي كلما مررت

أرتّبُ أناملي للجنوب

أنا وقلبي

نتدرّب على غيابك كل يوم

قلبي الذي مات

كيف بقيتَ حياً بداخله؟

فقط في غيابك

أمضي منك لشحوبي

دونك وصمت غيابك أنا .

ماذا كان سيحدث

لو رممت ركام فراقنا القديم

المنفى صخرة أخرى

كما قلبك حين الوداع

تطير الفراشات إليك

لم تعد تحترق

أنت الآن عتمتي الحية

وحده العمر يمضي مني

صباحات الفراق باردة

يلتحف القلب بصوتك البعيد

هل ارتديت صوتاً؟

صوتك معطفي ولفحتي

ويدي التي تربت على كتفي كل اشتياق

في شارع بيتي بائع حلوى

مذ ذهبت

وهو يبيع الحزن

ويوزع ما تبقى على الأكسجين

حتى نحياك ما دمنا نحيا

لمَ علينا ألا ننساك

أنت لا تعرف شيئاً

الأيام مرت على كانون

دون مطر.

إنارات المدينة لا تنطفئ

ليل نهار، قد ملّت

كلهم عادوا إلا أنت.

أشجار الميلاد

زينوها بالقطن، لا يوجد ثلج

وأيضاً لم يهمها الأمر.

ماذا ستفعل بالثلج

ووحدي سأكون مشهد البيت

عصافير الجيران تدخل بيتنا

تنظر للحزن في الجدران

تهرب وكأنها رأت ذئباً !

الحزن في غيابك ذئب

الباب مخلوعٌ بغيابك

وغيابك الباب

لوحت لك بالمطر

فنصبت مظلة الوداع

وذهبتَ وكأنك لم تكن

وكأني لم أكن .

 

  • شاعرة من سوريا






كاريكاتير

إستطلاعات الرأي