المجلس العسكري البورمي يقاطع قمة "آسيان"

ا ف ب
2021-10-26

الجنرال البورمي مين أونغ هلاينغ في موسكو في 23 حزيران/يونيو 2021 (اف ب)

قاطع المجلس العسكري البورمي اليوم الثلاثاء 26 أكتوبر/تشرين الأول، أعمال قمة دول رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) بعدما استبُعد قائده منها، في تطوّر يزيد من عزلة هذا النظام بعد تسعة أشهر على استيلائه على السلطة.

افتتحت القمة الافتراضية ثلاثة أيام من الاجتماعات التي تستضيفها الرابطة، بمشاركة الرئيس الأميركي جو بايدن والتي يتوقع أن يشارك فيها أيضا الرئيسان الصيني والروسي.

تصدرت بورما جدول أعمال محادثات الثلاثاء بين القادة الإقليميين، في وقت لا يزال هذا البلد يشهد فوضى منذ استيلاء الجيش في شباط/فبراير على الحكم والقمع الذي أعقب ذلك بحق المعارضة.

وأمام دعوات لنزع فتيل التوتر، وضعت آسيان التي تضم في عضويتها بورما، خارطة طريق بهدف إعادة إرساء السلام لكن لا تزال هناك شكوك إزاء التزام الجنرالات بالخطة.

ودفع رفض بورما السماح لممثل خاص بلقاء الزعيمة المدنية أونغ سان سو تشي، بالكتلة لاتخاذ قرار استبعاد رئيس المجموعة العسكرية الجنرال مين أونغ هلاينغ من القمة.

فقد وضع الانقلاب حدا لتجربة بورما القصيرة مع الديموقراطية، في وقت تواجه سو تشي، الحائزة حائزة نوبل للسلام، عددا من الاتهامات وتحاكم أمام محكمة عسكرية قد تقضي بسجنها عشرات السنوات.

والثلاثاء أدلت أونغ سان سو تشي (76 عاما) التي لطالما عارضت الحكم العسكري، بإفادتها أمام المحكمة للمرة الأولى، في جلسة مغلقة منعت وسائل الإعلام من تغطيتها.

واعتبر قرار استبعاد الجنرال مين أونغ هلاينغ من القمة خطوة غير مسبوقة من منظمة تتعرض لانتقادات عادة لعدم امتلاكها أدوات ضغط، ونددت المجموعة العسكرية بالقرار بوصفه خرقا لسياسات التكتل القاضية بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء.

وكانت الرابطة التي تضم 10 أعضاء قد دعت تشان آي، المدير العام المعين من الجنرالات في وزارة الشؤون الخارجية، للحضور في مكان قائد الجيش.

غير أن متحدثا باسم المجموعة العسكرية قال الإثنين أن إيفاد شخصية أدنى منصبا قد "يؤثر على سيادة وصورة بلدنا". ولم يحضر أي ممثل عن بورما افتتاح القمة الافتراضية.

والثلاثاء ندد الرئيس الأميركي جو بايدن خلال مشاركته عبر الفيديو في القمة بالانقلاب العسكري في بورما وبـ"أعمال عنف مروعة".

ودعا بايدن "النظام العسكري للبلاد إلى وضع حد فوري للعنف والإفراج عن المعتقلين ظلما وإعادة بورما إلى المسار الديموقراطي".

وعلى غرار دول عدة أعضاء في آسيان، أعرب رئيس وزراء سنغافورة لي هسين لونغ عن استيائه إزاء "بطء التقدّم" المحرز منذ انقلاب بورما، وهو سبق أن وجّه انتقادات حادة للسلطات الانقلابية.

وقال خلال القمة إن "هذا الأمر له تداعيات حقيقية على شعب بورما وعلى مصداقية آسيان بصفتها منظّمة قائمة على قواعد".

بدوره انتقد رئيس وزراء كمبوديا الذي غالبا ما تُتّهم حكومته بالاستبداد، "عدم تعاون" المجلس العسكري.

وقال خلال الاجتماع "نحن في وضعية آسيان ناقص واحد". ومن المقرر أن تتولى كمبوديا الرئاسة الدورية للمنظمة من بروناي التي ترأسها حاليا.

وخلال اجتماع قادة المنظمة سجّلت احتجاجات محدودة مؤيدة للمجلس العسكري في مناطق عدة في ولاية راخين في غرب بورما حيث رفع متظاهرون لافتات مؤيدة للقوات المسلّحة، وفق وسائل إعلام محلية.

"آسيان ناقص واحد"

غير أن المراقبين يعتقدون أنه من غير المرجح أن تذهب الرابطة أبعد من ذلك، كأن تعلق عضوية بورما، ولا يرون فرصة تذكر في اتخاذ قرارات في اجتماعات هذا الأسبوع، من شأنها أن تدفع إلى تغيير في نهج المجموعة العسكرية.

وفي مسودة بيان عن القمة اطّلعت عليها وكالة فرانس برس تعرب المنظمة عن "قلقها" و"تدعو كل الأطراف المعنيين في بورما إلى تنفيذ الالتزامات المنصوص عليها في "توافق النقاط الخمس".

وتوافق النقاط الخمس هو خطة أعدتها آسيان لحلحلة الأزمة في بورما.

ولم تتطرق المسودة إلى غياب بورما عن القمة بما أنها أعدت قبل بدء الاجتماعات.

 كذلك أشارت مسودة بيان القمة إلى مخاوف من "حوادث خطيرة" في بحر الصين الجنوبي حيث تتنازع الصين السيادة مع دول عدة في جنوب شرق آسيا.

وتستضيف بروناي اجتماعات هذا العام، التي تنعقد على الانترنت نظرا لصعوبات السفر المرتبطة بالفيروس.

ويشارك بايدن الأربعاء في قمة ستضم رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ وقادة آخرين.

وهذه أول مشاركة لرئيس أميركي منذ أربع سنوات في قمة آسيان، في وقت يسعى بايدن لحشد الدعم في المنطقة في مواجهة تصاعد نفوذ الصين.

 

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي