نيوزويك: هل تنجح الفصائل العراقية في إخراج القوات الأميركية مثل طالبان؟

2021-11-24

المقاومة لديها القدرة على المواجهة والنفس الطويل والإصرار على طرد أي قوات أجنبية من الأراضي العراقية (أ ف ب)

قالت مجلة أميركية إنه في وقت تعهدت فيه فصائل شيعية عراقية بالالتزام بمهلة نهاية العام لانسحاب الجيش الأميركي من بلادها، هددت إحدى الفصائل المؤثرة بأن "المليشيات العراقية تمكنت من إجبار القوات الأميركية على الانسحاب قبل عقد من انتصار طالبان في أفغانستان، وتخطط لتكرار ذلك قريبا في العراق".

ونقلت مجلة نيوزويك الأميركية (Newsweek) عن المتحدث باسم "حركة النجباء" المنضوية ضمن الحشد الشعبي العراقي نصر الشمري قوله -في تصريح حصري للمجلة- إن ما وصفها بالمقاومة العراقية سبقت حركة طالبان الأفغانية في إجبار الولايات المتحدة على الانسحاب من العراق عام 2011، واليوم هي أقوى وأكثر عددا.

وأضاف أن "المقاومة لديها القدرة على المواجهة والنفس الطويل والإصرار على طرد أي قوات أجنبية من الأراضي العراقية. لدينا تجربتنا الفريدة والغنية وإرث ثقافي وأيديولوجي عظيم، ونحترم جميع تجارب الشعوب الحرة".

وتعد حركة النجباء واحدة من عشرات التنظيمات الشيعية المسلحة التي تشكل قوات الحشد الشعبي، وهي مجموعة واسعة من الفصائل التي ترعاها الدولة العراقية، والتي حملت السلاح ردا على التقدم السريع لتنظيم الدولة الإسلامية وسيطرته على أجزاء واسعة من شمال وشمال غرب العراق عام 2014.

وكان عدد من هذه الفصائل -كما تضيف المجلة- ومعظمهم من الشيعة وبعضهم متحالف بشكل وثيق مع إيران؛ نشطا في السابق في مواجهة كل من القوات الأميركية التي غزت العراق عام 2003 ومن وصفتهم بمتمردين سُنة شكلوا في نهاية المطاف العمود الفقري لتنظيم الدولة بعد إتمام الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما انسحابه المخطط من البلاد في ديسمبر/كانون الأول 2011.

انقسام عراقي

وذكرت نيوزويك أنه في حين وجدت كل من واشنطن وطهران وبغداد أرضية مشتركة في مواجهة عناصر تنظيم الدولة، تسبب الوجود المستمر للقوات الأميركية بالعراق في ظهور انقسامات بين العراقيين استمرت سنوات بعد إعلان بغداد دحر مقاتلي التنظيم.

والجمعة الماضي هددت ما تعرف "بالهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية" باستخدام سلاح المقاومة "لتقطيع أوصال الاحتلال"، في حال عدم اكتمال انسحاب القوات الأميركية من البلاد نهاية العام الحالي، كما وعد الرئيس الأميركي جو بايدن.

وتعليقا على تفاهم بايدن ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في هذا الإطار، قالت الهيئة التنسيقية إنها "لا تؤمن بجدية الاحتلال والتزامه"، لكنها أكدت أن المجموعات المسلحة "ملتزمة بإعطاء المفاوض العراقي فرصة لطرد الاحتلال الأميركي من أرضنا النقية من خلال الوسائل الدبلوماسية".

وذكرت الهيئة أنه بعد أكثر من 3 أشهر على إجراء الحوار الإستراتيجي بين واشنطن وبغداد في 26 يوليو/تموز الماضي، "لم تشهد بعد أي مظاهر للانسحاب رغم أن 42 يوما فقط تفصلنا عن 31 ديسمبر/كانون الأول المقبل".

وأضافت "على العكس من ذلك فقد لاحظنا أن الاحتلال الأميركي الوقح زاد أعداده ومعداته في قواعده بالعراق، حتى أننا سمعنا تصريحات رسمية وشبه رسمية من مسؤولين أميركيين عن نيتهم عدم الانسحاب من البلاد بحجة وجود طلب من بغداد بعدم فعل ذلك، في وقت لم نر فيه أي رد أو نفي من قبل الحكومة العراقية لهذه التصريحات الخرقاء". وحذرت الهيئة التنسيقية من أن البديل عن الخروج السلمي للولايات المتحدة هو العمل المسلح.

كما صدرت تحذيرات مماثلة من شخصيات عراقية بارزة أخرى في الفصائل مثل الأمين العام لكتائب سيد الشهداء أبو آلاء الولائي، الذي أعلن فتح باب التطوع لصفوف الكتائب، تحضيرا لما سماها "المواجهة الحاسمة" مع القوات الأميركية فور انتهاء المهلة المحددة لها للانسحاب في 31 ديسمبر/كانون الأول 2021.

وكان الولائي استُهدف مرتين في غارات جوية أمر بها بايدن ردا على هجمات صاروخية على المواقع الأميركية في العراق.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي