هل سنشهد عصر شراكة جديد بين اليابان وبريطانيا في مجال الأمن العالمي

اليابان بالعربي
2021-11-25

حاملة الطائرات التي تحمل اسم جلالة الملكة إليزابيث الثانية إتش إم إس كوين إليزابيث( اليابان بالعربي )تسوروؤكا ميتشيتو*

أكملت مجموعة القوة الضاربة التابعة للبحرية البريطانية Carrier Strike Group 21، بقيادة حاملة الطائرات التي تحمل اسم جلالة الملكة إليزابيث الثانية إتش إم إس كوين إليزابيث، مؤخرًا انتشارًا تاريخيًا دام لعدة شهور في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بما في ذلك التدريبات المشتركة التي تم إجراؤها مع اليابان وكوريا الجنوبية وغيرهما من الشركاء الاستراتيجيين في المنطقة. في هذا المقال يقوم خبير الدفاع تسوروؤكا ميتشيتو بتقييم أهمية هذه المهمة بالنسبة لليابان والتحالف الأمريكي.

في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، عادت مجموعة القوة الضاربة التابعة للبحرية البريطانية Carrier Strike Group 21، بقيادة حاملة الطائرات الحديثة إتش إم إس كوين إليزابيث، إلى الوطن بعد إتمام عملية انتشار تاريخية دامت لمدة خمسة أشهر في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. بالنسبة لبريطانيا، كانت عملية انتشار غير مسبوقة من حيث تكوين وحجم مجموعة القوة الضاربة ومدة انتشارها ومحتوى مهمتها، بما في ذلك التدريبات البحرية المشتركة مع اليابان وغيرها من الشركاء الاستراتيجيين في المنطقة. ولكن ما هو الغرض من إرسال مجموعة القوة الضاربة CSG21، وما الذي حققته بالفعل؟ وما هي النظرة المستقبلية التي تتبنّاها بريطانيا انطلاقاً من التزامها الدائم بحفظ الأمن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وما هي التداعيات على اليابان؟

”بريطانيا العالمية“ تجوب البحار
من وجهة نظر بريطانيا، كان إرسال مجموعة القوة الضاربة CSG21 إثباتاً على ”اهتمام الحكومة بالأوضاع في منطقة المحيطين الهندي والهادئ“ على النحو المنصوص عليه في المراجعة المتكاملة للأمن والدفاع والتنمية والسياسة الخارجية المنشورة في مارس/ آذار 2021. وقد تم تصميم عملية الانتشار لإظهار صورة جديدة لبريطانيا كقوة منفتحة على دول خارج أوروبا ومنخرطة معها ولتسليط الضوء على رؤية رئيس الوزراء بوريس جونسون بشأن ”بريطانيا العالمية“ بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

لقد كانت فكرة الانخراط بشكل أعمق في منطقة المحيطين الهندي والهادئ مطروحة على أجندة السياسة الخارجية للحكومة البريطانية منذ بعض الوقت. لكن انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عزّز من شعور الحكومة البريطانية بأهمية تعزيز العلاقات مع دول خارج الاتحاد الأوروبي، وكانت منطقة المحيطين الهندي والهادئ محط تركيز طبيعي نظرًا لاقتصادها سريع النمو وأهميتها من وجهة نظر الأمن العالمي، لذا فقد ركزت حكومة جونسون بشكل خاص على تعزيز العلاقات مع اليابان والهند وأستراليا، كشركاء يتبنّون نفس القيم.

كما كانت مجموعة القوة الضاربة CSG21 رمزاّ شديد الأهمية على ”دبلوماسية الدفاع“ البريطانية طويلة الأمد (المعروفة أيضًا باسم ”المشاركة الدفاعية“)، وتوظيف الأصول والموارد الدفاعية لتعزيز التأثير الدولي للمملكة المتحدة. على الرغم من أن جائحة كوفيد-19 قد عرقلت استخدام حاملة الطائرات إتش إم إس كوين إليزابيث لأغراض دبلوماسية مثل القيام بجولات عامة وإقامة حفلات استقبال على متن حاملة الطائرات، إلا أن رؤية حاملة الطائرات العملاقة تبحر في الجوار يرمز إلى تواجد بريطانيا القوي في المنطقة.

تعزيز الترابط بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية
إن نشر مثل هذه القوة المثيرة للإعجاب له أهمية عسكرية جوهرية بالإضافة إلى أهميته الرمزية، وقد كان هذا الجانب واضحاً منذ البداية، إذ شاركت الطائرات المقاتلة F-35B المحمولة على متن حاملة الطائرات إتش إم إس كوين إليزابيث في قصف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، عندما كانت حاملة الطائرات في البحر الأبيض المتوسط، وكانت هذه أول مهمة قتالية لحاملة الطائرات إتش إم إس كوين إليزابيث.

يمكن القول إن أهم ميزات مجموعة القوة الضاربة CSG21 من منظور عسكري هي أنها تتألف من قوات أمريكية وبريطانية. على الرغم من أن وسائل الإعلام في اليابان وأماكن أخرى كانت تميل إلى التركيز على حداثة حاملة الطائرات البريطانية التي تزور المنطقة، لكن الحقيقة هي أن أكثر من نصف المقاتلات الشبحية F-35B المنتشرة على متن حاملة الطائرات إتش إم إس كوين إليزابيث (10 من أصل 18) كانت تتبع سلاح مشاة البحرية الأمريكية. بالإضافة إلى ذلك، شاركت حاملة الطائرات USS The Sullivans التابعة للبحرية الأمريكية في مجموعة القوة الضاربة طوال المهمة. حجم الالتزام غير المسبوق هذا يوضح مدى جدية الولايات المتحدة في التعامل مع مجموعة القوة الضاربة CSG21.

كان الهدف العسكري الرئيسي من وراء عملية الانتشار هو إظهار وإثبات قدرة القوات البريطانية والأمريكية على إجراء عمليات مشتركة في غرب المحيط الهادئ تتضمن أسلحة متطورة مثل حاملات الطائرات والمقاتلات النفاثة من طراز F-35B. على الرغم من أن بريطانيا والولايات المتحدة أجرتا العديد من التدريبات معًا في شمال المحيط الأطلسي، إلا أن هذه كانت أول تدريبات مشتركة بينهما في غرب المحيط الهادئ.

طياران يقفان على حاملة الطائرات البريطانية إتش إم إس كوين إليزابيث في منشأة بحرية أمريكية في يوكوسوكا بمحافظة كاناغاوا في 6 سبتمبر/ أيلول 2021. وخلفهما، إلى اليمين، مقاتلة شبحية من طراز F-35B تابعة لمشاة البحرية الأمريكية. (جيجي برس)

في الوقت الحاضر يتجه التعاون العسكري بين الولايات المتحدة وبريطانيا، والتعاون البحري على وجه الخصوص، إلى نموذج ”التبادلية“، وهو مستوى من التكامل يتجاوز الهدف التقليدي المتمثل في ”التشغيل البيني“، حيث لا تقتصر الفكرة على أن تعمل وحدات البحرية في كلا البلدين بشكل فعال جنبًا إلى جنب بل أن تتحد عناصر من كلا البلدين في تناغم خاص لتحقيق أغراض مهمة معينة، وقد كانت عملية انتشار مجموعة القوة الضاربة CSG21 ساحة اختبار لهذا المفهوم.

رسالة مبطنة إلى الصين
بالنظر إلى التركيز على القدرات المتطورة، يتضح أن أحد الأهداف الرئيسية كان إرسال رسالة استراتيجية إلى الصين. كانت بكين منذ البداية تنظر إلى عملية انتشار مجموعة القوة الضاربة CSG21 بقلق أو على الأقل باستياء عميق. مع الانتقادات والتحذيرات الواضحة الصادرة عن بكين، خشي البعض في بريطانيا من أن تواجه مجموعة القوة الضاربة عراقيل أو مضايقات من الصينيين إذا غامرت المجموعة بالدخول إلى مناطق حساسة في بحر الصين الجنوبي، مما يخلق احتمالية حدوث تصعيد خطير.

إلا أن رد فعل الصين تجاه مجموعة القوة الضاربة بقيادة المملكة المتحدة كان أقل من المتوقع. بالرغم من التقارير التي أشارت إلى وجود غواصات صينية تلاحق بعض القطع التابعة لمجموعة القوة الضاربة، إلا أن التفاعل لم يكن من شأنه أبدًا أن يثير القلق.

يبدو أن المملكة المتحدة كانت حريصة على عدم استفزاز الصين كثيرًا. يمكن أن يكون هذا الموقف قد تأثر أيضًا بحادث وقع بين بريطانيا وروسيا في البحر الأسود في أواخر يونيو/ حزيران، حيث أطلقت القوات الروسية طلقات تحذيرية على المدمرة البريطانية إتش إم إس ديفيندر، إحدى السفن الرئيسية في مجموعة القوة الضاربة، أثناء إبحارها عبر المياه الإقليمية لشبه جزيرة القرم، لكن الفرقاطة البريطانية إتش إم إس ريتشموند أبحرت عبر مضيق تايوان الحساس في أواخر سبتمبر/ أيلول بعد زيارتها لميناء في اليابان، ربما لتجنب إعطاء أي انطباع بأن بريطانيا ترضخ لرغبات الصين.

على الرغم من اهتمام الصحافة بـ ”حرية عملية الملاحة“، فقد لا يكون هذا الاهتمام على رأس أولويات المخططين العسكريين البريطانيين والأمريكيين في غرب المحيط الهادئ. إذ يبدو أن هدفهم الرئيسي كان إظهار القدرة على إجراء عمليات مشتركة متطورة تشمل حاملات الطائرات والمقاتلات الشبحية. فبالنظر إلى الحجم غير المسبوق للتدريبات التي أجرتها القوات البريطانية والأمريكية، مع انضمام حاملتين أمريكيتين لحاملة الطائرات إتش إم إس الملكة إليزابيث، يتضح أن هذا كان في الواقع فحوى الرسالة المراد إيصالها إلى بكين من وراء عملية انتشار مجموعة القوة الضاربة CSG21.

هل تستطيع اليابان تغيير طريقة تفكيرها؟
شاركت قوات الدفاع الذاتي اليابانية في مجموعة متنوعة من التدريبات المشتركة مع مجموعة القوة الضاربة CSG21. تعتقد طوكيو أن تطوير العلاقات الدفاعية مع المملكة المتحدة وإظهارها للمجتمع الدولي يمكن أن يساعد في الحفاظ على السلام والأمن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. من الناحية العملية، يجب أن يكون هناك اهتمام أكبر داخل قوات الدفاع الذاتي اليابانية بالتعرف على كيفية تشغيل الطائرات المقاتلة F-35B من حاملة الطائرات إتش إم إس كوين إليزابيث، لا سيما وأن اليابان تستعد لتشغيل الطائرات المقاتلة F-35B الخاصة بها على متن مدمرات إيزومو خلال السنوات القادمة.

لكن لا يبدو أن طوكيو لديها استراتيجية واضحة لتحقيق أقصى استفادة من هذه الفرصة النادرة. لا شك أن اليابان كانت متجاوبة إلى حد كبير مع المقترحات المقدمة من المملكة المتحدة، لكنها لم تأخذ زمام المبادرة من خلال اقتراح تدريبات موجهة نحو التحديات الأمنية التي تواجهها اليابان.

حقيقة أن الغواصات اليابانية والبريطانية تدربت معًا لأول مرة في التاريخ كانت رائعة، وكانت هناك مناورات متطورة إلى حد ما على الحرب المضادة للغواصات (ASW) والدفاع الجوي، لكن التدريب على مقاتلات الشبح اليابانية من طراز F-35A لم يكن مميزاً أو متقدماً، وعلى الأرجح فقد كان أقل من توقعات البريطانيين. بالتالي كان يمكن لليابان أن تستفيد من تدريب أكثر طموحًا.

إذا كان لليابان أن تستفيد استراتيجياً من علاقتها الناشئة مع بريطانيا (والشركاء الآخرين في هذا الشأن)، فعليها أن تفكر في أفضل السبل لربط تلك العلاقة بأنشطة التحالف الياباني الأمريكي، لكنها لا تستطيع أن تفعل ذلك طالما أنها لا تزال غارقة في العقلية الثنائية لفترة ما بعد الحرب والتي تعتبر الولايات المتحدة الشريك الوحيد الكامل لليابان في مجال الدفاع وتحصر جميع العلاقات الأمنية الأخرى في مستوى التبادل.

وبغض النظر عن التزامات المعاهدة، يمكن لليابان أن تقدم مساهمة كبيرة في استقرار المنطقة من خلال إظهار القدرة على العمل ليس فقط مع الولايات المتحدة، ولكن أيضًا مع حلفاء الولايات المتحدة الآخرين بما في ذلك بريطانيا وأستراليا وفرنسا. هذا الجهد المنسق من قبل البلدان ذات التوجهات المماثلة هو أفضل طريقة لدعم الوجود الأمريكي في المنطقة والحفاظ على توازن قوى ومستقر في مواجهة قوة الصين ونفوذها المتزايدين.

اتفاقية أوكوس وما بعدها
على الرغم من أن المؤسسة الأمنية اليابانية رحبت بعملية انتشار مجموعة القوة الضاربة CSG21 كعلامة على المشاركة البريطانية في المحيطين الهندي والهادئ، فقد أعرب البعض عن شكوكهم بشأن قدرة بريطانيا على الحفاظ على التزاماتها بالنظر إلى الحجم الإجمالي لجيشها، ولم يتجاهل الجانب الياباني إثارة هذه النقطة خلال الاجتماع بين وزير الدفاع الياباني كيشي نوبو ووزير الدفاع البريطاني بن والاس الذي عقد في يوليو/ تموز 2021 بينما كانت مجموعة القوة الضاربة في طريقها إلى اليابان. ووفقًا للبيان الصحفي الصادر عن وزارة الدفاع اليابانية حول الاجتماع، فإن ”الوزيرين قد أكّدا أن التزام المملكة المتحدة بجعل (منطقة المحيطين الهندي والهادئ حرة ومفتوحة) هو التزام قوي لا رجعة فيه“.

وفيما بدا دعماً لهذا التعهد، استغل البريطانيون هذه المناسبة للإعلان عن أسماء سفينتي دورية بحريتين ستتمركزان في المحيط الهادئ بموجب خطة انتشار طويلة الأجل تم طرحها في مارس/ آذار الماضي. جاء هذا الإعلان ليؤكد على أن عملية انتشار مجموعة القوة الضاربة CSG21 لم تكن مجرد مشهد ”لمرة واحدة“.

ولمزيد من التأكيد تم تشكيل الشراكة الاستراتيجية الثلاثية من خلال اتفاقية أوكوس التي أعلنت عنها كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا في 15 سبتمبر/ أيلول بعد أيام فقط من مغادرة الملكة إليزابيث مدينة يوكوسوكا. محور المبادرة هو اتفاق على تطوير غواصات أسترالية تعمل بالطاقة النووية بمساعدة من الولايات المتحدة وبريطانيا، إلا أن إطار العمل نفسه يغطي مجالات أخرى أيضًا مثل الذكاء الاصطناعي والإنترنت.

يصعب التطرق إلى تحليل كامل لاتفاقية أوكوس في هذا المقال، ولكن من المناسب ذكر أنه من خلال الموافقة على المساعدة في تطوير برنامج غواصات نووية أسترالية، تكون بريطانيا قد قدمت التزامًا أمنيًا للمنطقة لأجيال قادمة. بالإضافة إلى المساعدة في بناء الغواصات، ستشارك بريطانيا عن كثب في عملياتها. تم الإعلان أيضًا عن أن الغواصات الهجومية النووية البريطانية ستستخدم أستراليا كقاعدة لضمان انتشار أطول وأكثر تواترًا في المحيطين الهندي والهادئ. باختصار، نحن أمام تصور لعملية متكاملة للغواصات تديرها كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا في بحر الصين الجنوبي وما وراءه.

أثار الإعلان عن اتفاقية أوكوس غضب فرنسا التي سيتم إلغاء عقدها الخاص بالغواصات المُبرم مع أستراليا عام 2016، لكن على المدى الطويل، تلعب فرنسا أيضًا دورًا أساسيًا في حفظ أمن المنطقة باعتبارها قوة قائمة في المنطقة نظرًا لما يتبعها من أراضٍ ومواطنين في المحيط الهندي وجنوب المحيط الهادئ.

بالنظر إلى ما هو أبعد من اتفاقية أوكوس، نجد أن التحدي الحقيقي يكمن في إنشاء آليات لتعاون أوثق بين اليابان (عبر التحالف الياباني الأمريكي) وحلفاء الولايات المتحدة داخل المنطقة وخارجها مثل أستراليا وبريطانيا وفرنسا. ولا شك أن النجاح في هذا الأمر سيمثل تطوراً كبيراً يولد من رحم التحالف الأمريكي الحالي.

ما هو الدور الذي ستلعبه اليابان في هذا التحول التاريخي؟ الإجابة على هذا السؤال ستعتمد على قدرة هذه الأمة على تصور وتشكيل نظام إقليمي جديد في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

*أستاذ مشارك في كلية إدارة السياسات بجامعة كيئو. متخصص في الأمن الدولي والسياسات الأوروبية المعاصرة. ولد في طوكيو عام 1975. حصل على درجته الجامعية وماجستير في القانون من جامعة كيئو، كما حصل على دكتوراه من كلية كينجز في لندن، ثم تولى منصبه الحالي في أبريل/ نيسان 2017 بعد عمله كمستشار للناتو في السفارة اليابانية في بلجيكا وعمله كزميل أول في المعهد الوطني لدراسات الدفاع (NIDS) وزارة الدفاع، كما يعمل في الوقت نفسه كزميل أول في مؤسسة طوكيو لبحوث السياسات منذ عام 2011.

-(نشر النص الأصلي باللغة اليابانية، الترجمة من الإنجليزية. صورة العنوان: بحارة البحرية الملكية يصطفّون بمحاذاة قضبان حاملة الطائرات البريطانية ”الملكة إليزابيث“ في تقليد متبع لتحية سفينة يابانية مرافقة بعد مناورة بحرية مشتركة في المحيط الهادئ جنوب أوكيناوا، 24 أغسطس/ آب 2021. جيجي برس)







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي