هل يحق لصاحب العمل مراقبتك عن بعد؟
2021-12-20
تستخدم الشركات مجموعة متنوعة من التطبيقات الرقمية لتتبع موظفيها خلال ساعات العمل عن بُعد، لكن الكثير من الأسئلة تحوم حول حدود الرقابة المتاحة لصاحب العمل؟
وفي تقرير نشرته صحيفة "لوفيغارو" (LeFigaro) الفرنسية، تقول الكاتبة آن بوديسكو إن بعض التطبيقات تتيح للشركات الدخول إلى إعدادات حواسيب الموظفين والحصول على بيانات تشمل الموقع الجغرافي وعدة تفاصيل أخرى.
وتوضح كارولين روسو، المحللة لدى منصة "غت آب" (GetApp) المتخصصة في استشارات اختيار البرامج، أن "الشركات تستخدم في الوقت الحالي كل هذه الحلول لمراقبة تحركات موظفيها".
وعلى سبيل المثال، تستخدم شركات توصيل الطلبات تطبيقات لتعقب موظفيها وتسجيل تنقلاتهم الميدانية، وتستخدمها شركات الأمن للتأكد من أن عملاءها لا يواجهون أي متاعب.
واعتمد أرباب عمل آخرون على هذه الأنظمة لتسهيل سداد نفقات السفر أو فواتير العملاء وقياس الكيلومترات التي يقطعها مندوبو المبيعات، في حين وظّفها البعض الآخر لمراقبة تحركات الفرق العاملة عن كثب أو قياس وقت العمل.
ولكن ما الحدود القانونية المسموح بها في هذه الحالات؟
الضمانات القانونية
تقول ميرييل بارينتي، المحامية لدى مكتب "آشورست" (Ashurst) للمحاماة "لا يمكن استخدام أدوات تحديد الموقع الجغرافي إلا إذا أعلم الموظفون وممثلوهم مسبقًا بالوسائل المستخدمة والهدف منها".
ويرى الخبير القانوني في مجال الحاسوب، دينيس جاكوبيني، أنه ينبغي أن تتطابق الأدوات المستخدمة مع الأهداف المنشودة، موضحا أن "استخدام نظام تحديد الموقع الجغرافي من أجل قياس وقت العمل، على سبيل المثال، غير مسموح، لأن هناك أدوات أخرى مناسبة أكثر للقيام بذلك".
حرية قطع الاتصال
عندما تقوم الشركة بتثبيت نظام تحديد الموقع الجغرافي، ينبغي تحديد أطر استخدامه.
وفي هذا السياق، توضح بارينتي "إذا كان نظام تحديد الموقع الجغرافي مثبتًا على جهاز خاص بالشركة، ينبغي أن يكون الموظف قادرًا على إيقافه عندما يستخدم سيارته أو هاتفه لأغراض شخصية".
كما يُحظر على صاحب العمل تحديد الموقع الجغرافي للموظف خارج وقت العمل.
وتشير بارينتي إلى أنه "لا يُسمح للشركات بالاحتفاظ ببيانات تحديد الموقع الجغرافي لأكثر من شهرين"، كما يستطيع الموظف الوصول إلى البيانات التي حصلت عليها الشركة.
مخاوف الموظفين
استطلعت منصة "غيت آب" آراء أكثر من 250 موظفًا خضعوا للمراقبة عبر تطبيق تحديد المواقع، وأوضح ثلثهم أنه لا يعرفون أسباب فرض مثل هذه الآلية.
بالنسبة لحوالي 26% ممن شاركوا في الاستطلاع، تهدف هذه الآلية إلى قياس وقت العمل، وهو أمر غير قانوني، كما أن ثلثهم لم يتمكنوا من الاطلاع على البيانات التي حصلت عليها شركاتهم.
لكن الموظفين لا ينظرون فقط إلى الجوانب السلبية، وتوضح كارولين روسو أن "21% يشعرون بالاطمئنان لأنهم يمارسون مهنة خطرة، و20% يقولون إنهم يعملون بالتزام أكبر".
لكن هل تتيح هذه التطبيقات للموظفين العمل في أماكن أخرى غير منازلهم؟
ترى بارينتي أنه "لا يمكن لصاحب العمل منعه. فإذا لم يتم التطرق لمثل هذه المسألة في ميثاق العمل عن بُعد، يمكن للموظفين العمل عن بُعد من أي مكان يريدونه".
