مع بداية 2022.. لماذا يجب ألا تسامح من ظلموك العام الماضي؟

2022-01-03

مع بداية 2022.. لماذا يجب ألا تسامح من ظلموك العام الماضي؟ (التواصل الاجتماعي)

نهى سعد

كثيرون نشروا رسائل عبر منصات التواصل الاجتماعي تتضمن معاني العفو والتسامح مع كل من ظلموهم أو تسببوا في إيلامهم خلال العام المنصرم، على أمل فتح صفحة جديدة مع الجميع تزامنا مع بداية العام الجديد.

يبدو أن حالة الاحتفالات قد تدفع البعض إلى التصالح مع الذات ومع المحيطين بصورة كبيرة، حتى أن بعضهم يسامحون جلاديهم أو من كانوا سببا في تعرضهم للأذى النفسي.

لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن الضغط على الضحية من أجل قبول التسامح مع الجميع، وتجاوز أزمات الماضي، يمكن أن يصبح سببا في تعرض الشخص لأزمات نفسية حادة، قد يؤذي نفسه من خلالها.

بعض الأخطاء قد تغتفر، بل وتُشعر الكثيرين بنشوة التصالح والرضا تجاه من تسببوا عن طريق الخطأ في إيلامهم، ولكن ماذا عن أصحاب الأفعال الخبيثة والضارة؟ كيف ستتجاوز هجماتهم المتعمدة والمدمرة؟ كيف يمكن للضحية أن يغفر إذا لم يتحمل المخطئ مسؤولية أفعاله؟ هذه ليست دعوة للانتقام أو عداء للتسامح، وإنما محاولة لتقييم الأمور والأشخاص من حولنا بصورة صحيحة، فكل منا لديه شخص أو مجموعة من الشخصيات لا يمكن قبول التسامح معهم.

في عمله مع الناجين من الصدمات، وجد الدكتور روبرت بيريزين، المعالج النفسي، أن الشعور بالحزن والتعبير عن الغضب، والتي وصفها بكلمة "الحداد" أكثر أهمية في مرحلة التعافي، خاصة لمساعدة الناجين من الصدمة على تجاوز الاكتئاب والقلق وحتى الغضب الناتج عن الإساءة والأذى.

وبحسب بيريزين، فإن الحداد هو العملية البيولوجية التي تسمح لنا بالتخلي عن خرائط الدماغ التي تنتج عن الصدمة وإلغاء تنشيطها. وهو ما يعني أن التسامح ليس في كثير من الأحيان أفضل طريق للشفاء. الحداد التام والكامل ضروري لتجاوز الصدمة، وقد تحتاج بعد الصدمات إلى اتباع الخطوات التالية:

سامح نفسك أولا

مع كل الضغط الذي يمارس على الضحايا والناجين من الصدمات والعلاقات السامة للعفو عمن ظلموهم، يضع الناجون من الصدمة الكثير من الذنب واللوم على أنفسهم لأنهم مروا بتجربة مؤذية.

ذلك، اغفر لنفسك لكونك تعرضت لتلك الأزمات. سامح نفسك وتوقف عن إعادة الحسابات والندم على عدم الانتباه للعلامات الحمراء والتأخر في اتخاذ رد الفعل المناسب في الوقت الصحيح.

إذا كان هناك فرصة للتقاضي أو الشكوى ممن ظلموك، لا تقهر نفسك من أجل الظهور في صورة الضحية المتسامح، ولا تسمح لمن تسبب في إيذائك بالإفلات من العقاب، ولكن في الوقت نفسه إذا لم تجد الدعم القانوني في الحكم على الموقف، فلا تلم نفسك أن الطرف الآخر قد فلت من العقاب.

وثق مشاعرك

ينصح علماء النفس بضرورة التدوين والكتابة في مرحلة التعافي من الصدمة. في المراحل الأولى، يعد تدوين اليوميات طريقة آمنة وسيلة جيدة للتخلص من المشاعر السلبية، حتى لا تظل مكبوتة بداخلك.

اجعل هدفك أن تكتب 5 دقائق في الصباح و5 أخرى في الليل على الأقل في الشهر الأول.

عندما ننظر إلى كتاباتنا بعد فترة طويلة من تجربة الصدمة، يمكننا أن نرى كيف تطورت مشاعرنا.

علامات النمو هي مكافآت واضحة يحتفل بها الناجون من الصدمات. بمجرد أن تشعر بالأمان الكافي للتعبير عن مشاعرك، سيحدث هذا التقدم الطبيعي بداخلك. وسيوفر لك الاحتفاظ بدفتر يوميات هذا الدليل الملموس على الإنجاز الذي قطعته بعيدًا عن الخوف والألم من إساءة معاملتك.

افعل ما يجعلك سعيدا

من المهم أن نفهم أن التعافي من الصدمات لن يحدث في يوم وليلة. من الطبيعي أن يكون لديك ردود فعل عاطفية مختلفة بدرجات متفاوتة من الشدة. إذا كنت تشعر أن التسامح مع من ظلمك سيجعلك سعيدا فافعل ذلك من خلال دافع داخلي وليس ضغوط من حولك الذين يجبرونك على التحلي بمثالية مزيفة. ولا تهتم بمديح من حولك إذا أعلنت عفوك عمن ظلمك. ابحث عما يجعلك قادرا على تجاوز الصدمات، والخروج من دائرة الحزن بسلام.






شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي