حارات دمشق القديمة صامدة في لوحات سوسن الزعبي

دمشق - تشكل حارات دمشق القديمة موضوعا أساسيا لمعرض الفنانة التشكيلية السورية سوسن الزعبي، تعبّر من خلالها عن قدرة الجمال على الصمود في وجه القبح الذي خلفته عشر سنوات من الحرب في نفوس السوريين وحتى على المعمار السوري.

ويعدّ المعرض فرصة غنية لطلاب الزعبي، وهي رئيس قسم الاتصالات البصرية في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق، وأيضا لمحبي الفن التشكيلي، للاطلاع على تجربتها الفنية وتطور أسلوبها وتطويعها لمختلف التقنيات وطريقتها الخاصة في بناء اللوحة الفنية.

والمعرض الذي تستضيفه صالة عشتار من السابع من يناير الجاري إلى غاية الخامس عشر من الشهر نفسه، يضم 30 لوحة بأحجام تراوحت بين المتوسط والكبير بتقنيات الأكريليك والكولاج التي ميزت لوحات سوسن عبر سنوات طويلة وجاءت حارات دمشق القديمة كموضوع أساسي فيها إلى جانب بعض لوحات البورتريه والطبيعة الصامتة.

وعن المعرض قالت الزعبي “أردت أن أقيم هذا المعرض مع بلوغي عامي الستين ليكون ‘نصف استعادي’ أقدم من خلاله أعمالا أنجزتها خلال السنوات العشر الماضية”.

وتابعت “غالبا ما أختار حارات دمشق القديمة كموضوع للوحتي كونها تمثل عراقة وأصالة سوريا ولارتباطها بوجداني ومخيلتي كونها تمتد في التاريخ لحوالي 10 آلاف عام كأقدم عاصمة مأهولة في العالم”.

وأوضحت الأستاذة الجامعية أن تغليبها لتقنية الكولاج يأتي دائما لما تحمله من رسائل فكرية وبصرية وتراكمات عديدة تريد إيصالها للمشاهد، مبينة أن كل ما تقوم به من عمل فني وأكاديمي هو موجه في المقدمة لطلابها في كلية الفنون الجميلة لدعمهم وصقلهم والتخفيف من آثار الحرب عليهم كونهم يمثلون المستقبل بالنسبة إليها وإلى الفن في سوريا.

ولفتت الفنانة إلى أن اختيارها لصالة عشتار لإقامة المعرض فيها جاء لعدة أسباب منها اسم الصالة بما يحمله من رمزية ثقافية وحضارية مرتبطة بالحضارة السورية القديمة التي ننتمي لها ونرتبط بجذورها كسوريين بالإضافة إلى أنها تدار من قبل الفنان عصام درويش بعيدا عن الحالة التجارية الموجودة في بعض مفاصل الفن التشكيلي حاليا.

وسوسن الزعبي حاصلة على دكتوراة فلسفة في علوم الفن في العام 1991 من جامعة “ستروغونوف” في روسيا، وبكالوريوس فنون جميلة عام 1983 من جامعة دمشق. وشاركت في عدد من المعارض والمهرجانات الفنية داخل سوريا وخارجها.