هآرتس: "بيغاسوس" يتسبب بعاصفة لدى الاحتلال.. تجسس على الإسرائيليين

2022-01-19

برنامج التجسس "بيغاسوس" هو "برنامج مس بالحقوق الأساسية لحرية التعبير والاحتجاج والتنظيم (أ ف ب)

سادت حالة من الغضب الإسرائيلي الداخلي عقب الكشف عن تجسس جهاز شرطة الاحتلال الإسرائيلي على الإسرائيليين باستخدام برنامج "بيغاسوس" الذي يسير بـ"إسرائيل" نحو الدرك الأسفل.

وأكدت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها اليوم، أن "تفعيل برنامج التجسس "بيغاسوس" من إنتاج شركة "NSO" الإسرائيلية ضد إسرائيليين – بحسب تحقيق لمجلة "كلكليست" العربية - بمن فيهم رؤساء مدن ونشطاء، هو عمل مناهض للديمقراطية وغير دستوري، وهذا عمل غير قانوني على نحو ظاهر تقوم به الشرطة".

وأوضحت أن برنامج التجسس "بيغاسوس" هو "برنامج مس بالحقوق الأساسية لحرية التعبير والاحتجاج والتنظيم، وهو لا يقاس بأدوات التحقيق الموغلة التي لدى الشرطة، مثل تعقب الهواتف والتنصت الخفي والتفتيشات أو التسلل لمادة محوسبة، فـ"بيغاسوس" هو كل هذه وأكثر.. هو يسمح بالتسلل إلى الهاتف النقال دون علم صاحبه، ونسخ المعلومات التي فيه، وتتبع مكانه، والتنصت على الميكروفون والكاميرا والمحادثات والمراسلات وغيرها، وكل هذه تعطي الشرطة قدرة على الوصول إلى ما يتجاوز بكثير احتياجات التحقيق".

وذكرت أن "الشرطة تزعم أن عملها تم برقابة المستشار القانوني والمصادقة عليه بأوامر القضاة، وكل هؤلاء لا يمكنهم تسويغ استخدام البرنامج دون تخويل صريح في القانون"، منوهة إلى أن "المحاكم أكدت أنه لا علم لها بطلبات استخدام "بيغاسوس".

وأشارت الصحيفة، إلى أن "نتائج استخدام "بيغاسوس" سبق أن نشرت في أرجاء العالم، فالبرنامج بيع بإذن إسرائيل لأنظمة حكم مطلق، استخدمته عمليا من أجل ملاحقة نشطاء حقوق الإنسان والصحافيين ومعارضي النظام. ومؤخرا أوضحت وزارة الخارجية الفلسطينية، أن البرنامج وجد في هواتف ثلاثة من مسؤوليها، وتبين الآن أن نشطاء إسرائيليين هم هدف لهذا البرنامج، وهذا بخلاف ما زعمته "NSO"، أن الهواتف الإسرائيلية لا يمكنها أن تكون هدفا للملاحقة".

ونوهت إلى أن "الأدوات التي تستخدمها إسرائيل ضد الفلسطينيين وخصومها، توجه في نهاية المطاف إلى الداخل، باتجاه الجمهور".

وبعد ما كشف من استخدام برنامج التجسس المذكور، خارجيا وداخليا، أكدت "هآرتس" أن "إسرائيل خارقة منتظمة للقانون، تستخدم وسائل شديدة القوة كي تضع الإسرائيليين تحت ملاحقة متوغلة ودائمة، وهذا يجب أن يتوقف فورا"، مطالبا بـ"حظر استخدام "بيغاسوس"، والتحقيق في ’كيف ومن أقر البرنامج للاستخدام ضد الإسرائيليين؟ وهل كانت القيادة السياسية على علم بالأمر؟‘".

بدورها، رأت صحيفة "يديعوت أحرنوت" في افتتاحيتها اليوم التي كتبها عيناف شيف بعنوان "الأقرب لنهاية الديمقراطية"، أن استخدام "بيغاسوس" ضد الإسرائيليين هو "كابوس العصر".

 ونوهت إلى أنه "في العقد الأخير في إسرائيل، وبقوة أكبر في السنوات الأخيرة تحت الفوضى السياسية، أصبح الخوف من نهاية الديمقراطية..، وأصبح كل شيء تقريبا يمكن أن يصنف تحت عنوان "عاصفة"، وهو يحدد بشكل عجيب كأمر لم يسبق له مثيل، في الطريق نحو تغيير وجه النظام".

وقالت: "فضلا عن فقدان العقل الذي ينطوي عليه الاستخدام المهووس لمضامين معينة، فإننا لن ننجح في أن نشخص السياقات والأحداث التي تمس حقا بالحقوق وبالحريات".

وأكدت الصحيفة، أن "الدمية المفسدة التي طورتها "NSO" لم تكن زرعا غريبا في الحاضر الإسرائيلي، وهذه الشجرة هي كائن عضوي يحمل الشحنة الجينية للمنظومة (الأمنية الإسرائيلية)، وعليه فهم يفهمونها أفضل من الجميع".

ورأت أن "تداخل المصالح بين "NSO" وجهاز الشرطة، لا يزال يجسد كابوس هذه الأزمنة؛ فمن جهة، شركة تكنولوجية تبيع سلاح دمار شامل للخصوصية، ومن جهة أخرى، مؤسسة تفويضها يسمح باستخدام العنف لأجل الحفاظ على النظام، ولكنها أيضا ضعيفة ومردوعة بعد سنوات من المهام المضنية، والتعفن التنظيمي والخنق السياسي".

وأضافت: "ها هي، قدرات شركة غير مسؤولة وضائقة شرطة عديمة الأثر، ارتبطت معا كي تثبت أن إسرائيل قريبة أكثر بكثير من جيرانها مما كان يتخيل"، وفق تعبيرها.

وقدرت "يديعوت"، أن من "دفع نحو استخدام أوسع لبرنامج "بيغاسوس" سيئ الصيت والسمعة، كان روني ألشيخ، ومفاجئ حقا أن نسمع أن نائب رئيس "الشاباك" سابقا، لم يفهم لماذا يضيع الوقت على جمع بينات أو تحقيقات، عندما يمكن أن تستخدم ضد الإسرائيليين تكتيكات من مجال السيطرة على الفلسطينيين".

واعتبرت أن "شركة "NSO" هي الخط الفاصل في صناعة منفلتة العقال، ومشكوك أن تكون هذه هي الكلمة الأخيرة عن أفعالها في الطريق الطويل والمبارك نحو الأسفل".

ولفتت إلى أن "طيف فضائح الشرطة مليء كالمعتاد؛ من مناورات العلاقات العامة، وحتى المكتشفات الصادمة في لجنة التحقيق في المصيبة في جبل "ميرون"، ولكن هذه القصة أكبر من كليهما، تشير إلى أن الدراما ليست هي الصدام المحتم بين إسرائيل وشركات التكنولوجيا بل التعاون بينهما، وهذا بلا عجب، هو الإمكانية الكامنة الأكثر حقيقية لوضع نهاية الديمقراطية".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي