وول ستريت جورنال: جنرالات السودان قتلوا 7 ويفاوضون من أجل المشاركة بالحكم

2022-01-19

جاءت الدعوة للإضراب والعصيان المدني بعد يوم من إطلاق قوات الأمن الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المحتجين (أ ف ب)

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" (The Wall Street Journal) الأميركية إن العصيان المدني الذي بدأ في السودان أمس الثلاثاء ويستمر يومين يفاقم صراع المحتجين مع جنرالات الجيش.

وذكرت الصحيفة أن العصيان المدني، الذي دعت له مجموعات تنادي بالديمقراطية، يتزامن مع أزمة اقتصادية تذكي لهيب الاضطرابات التي اندلعت عقب الانقلاب العسكري في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وجاءت الدعوة للإضراب والعصيان المدني بعد يوم من إطلاق قوات الأمن الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع لتفريق جموع المحتجين في واحد من "أعنف" الاشتباكات منذ انقلاب العام الماضي على حكومة رئيس الوزراء المستقيل عبد الله حمدوك.

وأفادت الصحيفة، في تقرير لمراسلها نيكولاس باريو، بأن مواجهات أول أمس الاثنين، التي أوقعت 7 قتلى ومئات الجرحى، تمثل تصعيدا كبيرا في حدّة التوترات بين قادة الانقلاب وحركة الاحتجاجات المتزايدة، في حين تعثرت الجهود الدبلوماسية لوضع حد للاضطرابات.

واتهم قادة الحركة الاحتجاجية الجنرالات العسكريين بسوء إدارة الاقتصاد، وتبديد عائدات البلاد من الذهب والنفط، وينفي الجنرالات تلك التهم.

وأشارت الصحيفة الأميركية في تقريرها إلى أن أكثر من 70 متظاهرا قُتلوا واعتُقل آلاف آخرون منذ أن استولى الفريق عبد الفتاح البرهان على السلطة في 25 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.

وأضافت أن الإضراب المعلن يزيد الضغوط على حكومة البرهان، في حين دعا قادة الاحتجاجات أنصارهم إلى إغلاق شوارع العاصمة (الخرطوم) بالمتاريس. ويتزامن تفاقم التوتر مع زيارة يقوم بها المبعوث الأميركي الخاص إلى القرن الأفريقي ديفيد ساترفيلد ومولي في -مساعدة وزيرة الخارجية- إلى الخرطوم، "في أحدث محاولة من جانب واشنطن لإنهاء الاضطرابات".

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس كتب في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن الولايات المتحدة قلقة من تصاعد العنف ضد المحتجين. ومن جانبها، وصفت منظمة الأمم المتحدة -التي أعلنت الأسبوع الماضي مبادرة للتوسط من أجل وقف المواجهات بين جنرالات الجيش والقادة المدنيين- أن قمع مظاهرات الاثنين الماضي غير مقبول.

وفي الأثناء، ظل اقتصاد السودان في حالة هبوط حاد؛ فقد ارتفع معدل التضخم إلى 443% في ديسمبر/كانون الأول الماضي، من 163% في عام 2020. وما زال النقص في السلع الأساسية، من مواد غذائية إلى أدوية، يثير استياء المواطنين في أرجاء مدن البلاد الفقيرة، ويؤدي إلى تعقيد الجهود الرامية لوضع حد للمواجهات، حسب محللين.

وتنقل الصحيفة عن ماجا بوفكون -محللة الشؤون الأفريقية بشركة "فيريسك مابلكروفت" (Verisk Maplecroft) المتخصصة في تحليل المخاطر وتقديم الاستشارات الإستراتيجية ومقرها في إنجلترا- القول إن الفشل في تطبيق اتفاق تقاسم السلطة السابق، والانقلاب العسكري في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وما تبعه من "قمع دموي" كان سببا في تصلب الفرقاء السودانيين في مواقفهم، و"هو ما يجعل التوسط لإبرام اتفاق جديد تحديا كبيرا وعرضة للفشل".

وبدوره، شدد كاميرون هدسون المدير السابق لمكتب المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان على ضرورة أن تمارس الولايات المتحدة "مزيدا من الضغوط على قادة الجيش السوداني".

وتنسب إليه صحيفة وول ستريت جورنال في تقريرها قوله إن العسكر قتل 7 محتجين، "وغدا سوف يجلسون مع الدبلوماسيين الدوليين لبحث تسويات تبقيهم ضمن حكومة انتقالية".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي