جبران باسيل: اتفاقنا مع حزب الله فشل في بناء الدولة بلبنان

وكالة الأناضول
2022-01-20

جبران باسيل (التواصل الاجتماعي)

اعتبر رئيس التيار الوطني الحر في لبنان، النائب جبران باسيل، أن اتفاق "مار مخايل" بين تياره وحزب الله "فشل في بناء الدولة" داعيا إلى وضع سلاح الحزب "ضمن سياسة الدولة" دون أن يكون الهدف هو نزعه.

وأضاف باسيل، أن تفاهم التيار (أسسه رئيس الجمهورية الحالي ميشال عون) مع حزب الله بحاجة إلى "تطوير من ناحية الإصلاح وبناء الدولة" معتبرا أن عودة الحزب إلى اجتماعات الحكومة "جزء من التجاوب مع التطوير، لكنه غير كاف".

ورأى أن "الخلاف واضح وكبير مع حزب الله في ما يخص الأمور الداخلية، وإن حُلت فعلى أساسها يتحدد موضوع التحالفات الانتخابية" مشددا على أنه ليس لديه حاليا "أي مخطط أو هدف" بشأن انتخابات الرئاسة.

وأكد باسيل (وهو صهر عون) على عروبة لبنان، وأنهم يريدون "أفضل العلاقات" مع دول الخليج، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة عدم منعهم من أن تكون لهم علاقات مع دول أخرى، مثل تركيا وإيران، واصفا العلاقات مع أنقرة بـ "الجيدة".

الانتخابات النيابية والرئاسية

ومن المقرر أن يشهد لبنان في 27 مارس/آذار المقبل انتخابات نيابية، جرى تبكير موعدها بدلا عن 8 مايو/أيار المقبل.

وقال باسيل "التيار الوطني الحر سيخوض الانتخابات النيابية في كل المناطق اللبنانية، مشروعه لا يزال نفسه هو مشروع الدولة، التي لا يمكن أن تقوم في ظل وجود الفساد".

وعن تحالف تياره بالانتخابات مع حزب الله، أجاب "الخلاف واضح وكبير مع حزب الله بما يخص الأمور الداخلية، وإن حُلت هذه الأمور، فعلى أساسها يتحدد موضوع التحالفات الانتخابية".

كما اعتبر أن "الوطني الحر يشكل حالة شعبية في لبنان، وبناء عليها هو يستطيع خوض الانتخابات لوحده".

وعما إذا كانت حظوظ رئيس "تيار المردة" (سليمان فرنجية) مرتفعة ليكون رئيس الجمهورية المقبل، رد باسيل بأن "موضوع الرئاسة يشمل اعتبارات عدة، منها التمثيل الشعبي بعد الانتخابات المقبلة، وموضوع الخيارات السياسية كمعرفة الجهات التي ستدعمه وتمكنه من تشكيل أكثرية بالبرلمان، بالإضافة إلى برنامجه الانتخابي".

واعتبر باسيل (وهو ماروني مسيحي) أن "انتخابات الرئاسة ليست مبلوَرة ومن المبكر الحديث عنها، وليس لديَ الوقت الحالي أي مخطط أو هدف للرئاسة".

التفاهم مع حزب الله

في 13 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تأجل انعقاد جلسة للحكومة إلى أجل غير مسمى إثر إصرار الوزراء المحسوبين على حزب الله وحركة "أمل" على أن يبحث المجلس ملف تحقيقات انفجار مرفأ العاصمة بيروت، تمهيدا لتنحية المحقق العدلي طارق البيطار، بعد اتهامه بـ "تسييس" القضية.

ولم يُجب باسيل بالنفي ولا التأكيد عما إذا كان على علم مسبق بقرار عودة "حزب الله" وحركة "أمل" إلى المشاركة بجلسات مجلس الوزراء، بعد تعطيلها لأكثر من 3 أشهر.

ورأى أن "عودة الثنائي إلى الحكومة كانت أمرا حتميا، لأن المقاطعة لم تكن مبرَرة ولا مقنعة. لكن العودة غير كافية، ويجب استكمالها بمجموعة خطوات تؤدي إلى الاستقرار بالبلاد ومعالجة مشاكل الشعب".

ومنذ عامين، يعاني اللبنانيون أزمة اقتصادية غير مسبوقة، أدت إلى انهيار قياسي في قيمة العملة المحلية (الليرة) مقابل الأميركية (الدولار) فضلا عن شح في الوقود والأدوية وسلع أساسية أخرى، وانهيار قدرتها الشرائية.

وعن سر صمود "تفاهم مار مخايل" بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" أجاب باسيل بأن "الحاجة الوطنية له هي السر، فالتفاهم المذكور يحافظ على الوحدة بشكل أو بآخر، علما بأن هناك خلافات داخلية كافية لتنسفه، لأن أهم نقطة فيه هي بناء الدولة".

وتابع "الاتفاق ساعدنا على مواجهة إسرائيل ومنع داعش (تنظيم الدولة) من احتلال لبنان، ومنع الاقتتال الداخلي، وهذا أمر أساسي، لكن لا يكفي لبناء دولة، فالاتفاق فشل ببناء الدولة".

وفي 6 فبراير/شباط 2006، وقَع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ورئيس "التيار الوطني الحر" (حينها) رئيس الجمهورية الحالي ميشال عون، تفاهما في كنيسة مار مخايل في بيروت، للعمل معا على معالجة قضايا مهمة، أبرزها "بناء الدولة".

وتتألف وثيقة التفاهم من 10 بنود، أبرزها "قانون الانتخاب، العلاقات اللبنانية السورية، حماية لبنان" وبند آخر بعنوان "بناء الدولة" ينص على اعتماد معايير العدالة والتكافؤ والجدارة والنزاهة، قضاء عادل ومستقل، معالجة الفساد من جذوره.

وعن سلاح حزب الله، قال باسيل "من الضروري أن يدخل ضمن إطار تنفيذي معين، ليكون ضمن سياسة الدولة، وهذا أمر ممكن إذا خرج البعض من فكرة المؤامرة".

وشدد على أن "الهدف يجب ألا يكون نزع سلاح حزب الله، إنما كيفية استعماله لمصلحة الوطن".

تحقيق المرفأ

وكشف باسيل أنه التقى نصر الله "منذ فترة غير قريبة" ونفى أن يكونا قد تناولا موضوع قاضي التحقيق في انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار.

ورأى أن هناك "حالة مراوحة (جمود) في الملف" مؤكدا "أهمية أن يُستكمل التحقيق العدلي للوصول إلى القرار الظني (الاتهام) ويجب عدم البقاء بحالة مراوحة".

واعتبر أن "التحقيق فيه استنسابية (استثنائية) لكنه غير مسيَس، لكن اليوم هناك مراوحة قاتلة، ونريد أن يتحمل القضاء مسؤوليته".

وقد دمر هذا الانفجار المرفأ في 4 أغسطس/آب 2020، وأدى إلى مصرع 219 شخصا وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، فضلا عن تضرر مساحات واسعة من بيروت جراء انفجار مواد كانت مُصادرة ومُخزنة فيه منذ سنوات.

العلاقات الخارجية

ورغم استقالة جورج قرداحي، وزير الإعلام في 3 ديسمبر/كانون الأول الماضي، فإن أزمة دبلوماسية لا تزال قائمة بين لبنان من جهة والسعودية ودول خليجية من جهة أخرى، وهو ما يثقل كاهل بيروت.

وسحبت السعودية سفيرها لدى بيروت، وطلبت من السفير اللبناني بالرياض المغادرة، وهو ما فعلته لاحقا الإمارات والبحرين والكويت واليمن، رفضا لتصريحات بشأن حرب اليمن أدلى بها قرداحي قبل توليه الوزارة.

وعن علاقته بالدول الخليجية، قال باسيل "لا يجوز تصويرنا أننا بموضع عدائي معها، فنحن نريد أفضل العلاقات معها".

وتابع "لأن لبنان بلد عربي، ويجب ألا يكون على خصومة معها (دول الخليج) ولها الأولوية. لكن في الوقت نفسه، يجب ألا نُمنع من أن تكون لدينا علاقات مع دول أخرى، مثل تركيا وإيران وغيرهما".

وختم بقوله "لدينا علاقات جيدة مع تركيا، ومن الممكن أن نتعاون معها لتوفير الطاقة المتجددة للبنان أو غيرها من المسائل".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي