لماذا يعاني المتعافون من كوفيد-19 من «ضبابية الدماغ»؟

Why Does COVID Cause "Brain Fog"?
2022-01-26

المتعافون من كورونا يعانون من ضبابية الدماغ (د ب أ)

نشرت مجلة «سيكولوجي توداي» مقالًا للدكتور ترافيس لانجلي الأستاذ بجامعة هندرسون الحكومية في أركانسو حول حالة ضبابية الدماغ أو التفكير الضبابي أو ضعف الإدراك التي تصيب بعض المرضى بعد تعافيهم من الإصابة بكوفيد-19، واختفاء الأعراض الجسمية مثل الحمى والرشح والسعال وضيق التنفس.

أفاد باحثون من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو ومؤسسة «وايل كورنيل» للطب أن الأبحاث التي جرى الإعلان عنها مؤخرًا حول «ضبابية الدماغ» بعد نوبة خفيفة من كوفيد-19 تربط هذه الإعاقات الإدراكية بتشوهات السائل النخاعي التي تشبه تلك التي تظهر في الأشخاص الذين يعانون من أمراض مُعْدية أخرى. وقد تؤدي الاستجابة المناعية المفرطة النشاط إلى التهاب أنسجة المخ، حيث تهاجم الأجسام المضادة الجسم مثل أمراض المناعة الذاتية. ويشير هؤلاء الباحثون أيضًا إلى أن هذه التأثيرات يجب أن تكون قابلة للتغيير.

نسبة حدوث ضبابية الدماغ

يوضح الكاتب أنه على الرغم من أن الحالة تفتقر إلى تعريف واضح ومتسق، فإنه جرى بحثها بشكل كافٍ لإثبات أنها حقيقية. وتشمل الأعراض انخفاض فترة الانتباه، وضعف الذاكرة القصير المدى، وضعف الوظيفة التنفيذية، والإجهاد العقلي. وتؤثر هذه الحالة في 20 في المئة من مرضى كوفيد-19 بدرجات متفاوتة، بعد فترة طويلة من تغلبهم على الأعراض الجسدية مثل الحمى أو الرشح أو السعال أو ضيق التنفس.

ويوضح الكاتب أن حالات العجز قد تبدأ أثناء المرض الجسدي، «لكن كثيرًا من المرضى يصابون بكوفيد-19، ويتعافون جيدًا، وبعد شهر أو شهرين تظهر عليهم الأعراض الإدراكية»، كما تقول الدكتورة سارة كريمين، مديرة برنامج السلوك العصبي في مركز جونا جولدريتش للزهايمر واضطرابات الذاكرة. ويمكن أن تستمر الصعوبات لأكثر من سبعة أو ثمانية أشهر حتى لدى الأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ سابق من المشاكل الإدراكية. ويمكن أن تتطور الأعراض الذُّهانية مثل الهلوسة وظهور أفكار جنون العظمة، على الرغم من ندرتها، في بعض الحالات الشديدة.

وأثناء كتابة هذا المقال، أتعافى من أعراض جسدية خفيفة بعد اختبار كوفيد-19 إيجابي، وربما ساعد الحصول على التطعيم الكامل مع الحقنة المعززة. ولم يكن لدي أي حمى أو فقدان لحاسة الشم أو تغير في أكسجين الدم. ولم يكن هناك احتقان أو التهاب في الحلق أسوأ مما أصابني في بعض الأحيان بسبب الحساسية.

ومع ذلك، استمرت الأعراض الإدراكية، ونطاق الاستعانة بالإشارات مقيد في الوقت الحالي، وأفقد تسلسل أفكاري بسهولة أكبر من المعتاد، فالاهتمام المستمر ليس بالأمر السهل. ولدي مشكلة في معالجة المنطق المتعدد الخطوات أو متابعة مواد القراءة المعقدة، وتتطلب الألغاز المنطقية التي استمتعت بحلِّها الشهر الماضي مزيدًا من العمل الآن – وليس بطريقة ممتعة. والحمل الإدراكي يأتي على رأس القائمة.

أجد نفسي أشاهد قصصًا من حلقة واحدة، وتحديدًا الألغاز الإجرائية، حيث تؤدي خطوة واحدة في الحبكة إلى المرحلة التالية حتى يتمكن المشاهد من متابعة ما يحدث حتى دون حل اللغز، لكن محاولة متابعة مناقشة غير منظمة في الغالب على يوتيوب أمس جعلتني أخسر ثلث الوقت. ومما قرأته وسمعته، يجب أن تكون جميع أوجه القصور هذه مؤقتة، لكنها محبطة في الوقت الحالي، لأنني أعيش حياتي منغمسًا في التفكير، التفكير هو الحياة.

ما الذي يمكن أن يفعله المصابون حيال ضبابية الدماغ؟

يتساءل الكاتب: ماذا نفعل لإدارة ما يسمى بـ«الضبابية»؟ إن التخطيط المسبق يساعد في ذلك. ويمكن أن تساعدني كتابة مخطط تفصيلي، ومراجعته ثلاث مرات، والحصول على شخص آخر لتدقيقه من أجل التأكد من الاتساق والمنطق الداخلي في تنظيم منشور على مدونة مثل هذا المقال، ليكون منطقيًّا بوجه عام، ولكن لا يمكنني كتابة فصل في رواية. وعادةً ما أكتب الروايات طوال الوقت، واليوم لا أستطيع. ويمكنني تحرير ما يكتبه شخص آخر، لكن عليَّ أن أبذل جهدًا إضافيًّا لمعرفة مدى الاتساق في ما كتبه هذا الشخص، حتى عندئذ، ما زلتُ غير متأكد كما كانت عادتي.

يرجح الكاتب أن لعب لعبة سوليتير أو ووردل وهما من الألعاب الشائعة قد يؤدي إلى تمرين الدماغ بعض الشيء، ولكن ربما لا يكون ذلك كافيًا. وتعتمد هذه الألعاب في الغالب على الحيل البسيطة والمتكررة والتعرف، وليس الإستراتيجية الأكثر تعقيدًا، أو الذاكرة الطويلة المدى، أو التلاعب العقلي بمتغيرات متعددة. ومثل استخدام العضلات، بالطبع تكون بعض التمارين أفضل من لا شيء. وثبُت أن مبدأ «استخدِمه أو اخسره» ينطبق على الحفاظ على مجموعة متنوعة من المهارات والحدة الإدراكية.

تقول سارة: «إذا كنت تعاني من أعراض إدراكية بعد حالة كوفيد-19، يجب أن تستشير مقدِّم الرعاية الأولية الخاص بك». ومن ناحية، قد يكون الطبيب قادرًا على استبعاد الأسباب الطبية الأخرى للضعف الإدراكي مثل ارتفاع نسبة السكر في الدم أو أمراض الغدة الدرقية. ومن ناحية أخرى، قد يساعد الطبيبُ المريضَ في تطوير برنامج للتحسين. ومع ذلك، فحتى المهنيين الطبيين ربما يخمنون إلى حد كبير ظاهرة لم يجرِ تأكيدها سوى مؤخرًا.

نصيحة طبيب أعصاب

يقدم أحد أطباء أعصاب السلوك الإدراكي مجموعة من النصائح، تشجع أولئك الذين لا يزالون يعانون من ضبابية الدماغ بعد الحفاظ على ممارسة التمارين الرياضية، وتناول وجبات على طراز البحر الأبيض المتوسط (الفواكه والخضروات والمكسرات والفاصوليا والحبوب الكاملة وزيت الزيتون)، وتجنب المواد المؤذية مثل المخدرات والكحول، والنوم جيدًا، والحفاظ على العلاقات الاجتماعية، والمشاركة في أنشطة محفزة عقليًّا.

ومن دون تقديم استشهادات على دعم هذه النصائح، سيكون من غير الواضح هل كل هذه الاقتراحات مبنية على أساس تجريبي، أو مجرد حدس، أم أنها قِصص تستند إلى حد ما إلى تأملات طبيب أعصاب لا يتمعن كثيرًا فيما يقول. ولحسن الحظ، يربط بودسون كل توصية بمصادر أخرى. ومع ذلك، هل ينبغي تعديل هذه التوصيات بناءً على البحث الإضافي خلال العام الماضي؟

ويختتم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أنه من المأمول، بمرور الوقت، أن يختفي الضباب تمامًا. وفي غضون ذلك، عليك أن تعتني بهذا الدماغ. استمر في ارتداء الكمامات واتبع الاحتياطات الأخرى، لأن الناس يمكن أن يصابوا بكوفيد أكثر من مرة. حتى الحالة الخفيفة يمكن أن تكون مزعجة لشخص ما ولكنها قد تكون قاتلة لشخص آخر. ولذلك، كن حذرًا عندما تكون خارج المنزل.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي