حتى الذين تم تطعيمهم قبل عقود من الزمن يحافظون على مستوى عال من المناعة

لاشيئ يدعو الى القلق : إطمئنوا، جدري القردة ليس تهديدا خطيرا الا لفئتين هشتين

وكالات - الأمة برس
2022-05-27

وصول عدد حالات مرض جدري القردة الى نحو 300 مئة حالة حول العالم (ويكيبيديا)واشنطن – مع وصول عدد حالات مرض جدري القردة الى نحو 300 مئة حالة حول العالم تتزايد المخاوف بين الناس من الفيروس الجديد القديم، لكن خبراء طمأنوا بان الاشخاص الاكثر عرضة للاشكال الخطرة منه ينتمون الى فئتين هشتين صحيا في مقابل تمتع فئات اخرى بنوع من الحصانة.

وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الخميس، عن الفئات الأكثر تعرضا للإصابة ومدى قدرة اللقاحات على منع حدوثها.

ونقلت الصحيفة عن خبراء قولهم إن معظم الأطفال والبالغين الذين يتمتعون بجهاز مناعي سليم من المرجح أن يتجنبوا الأعراض شديدة حتى في حال إصابتهم.

لكن هؤلاء الخبراء أكدوا أن هناك فئتان معرضتان لخطر شديد في حال إصابتهم، وهما الأطفال الرضع الذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر، وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.

بالمقابل تقول الصحيفة إن العديد من الدراسات تشير إلى أن الكثير من كبار السن محميون من الإصابة إلى حد ما نتيجة تلقيهم لقاحات ضد الجدري منذ عقود.

وتضيف أن هؤلاء قد يصابون بالعدوى لكنهم من المحتمل أن يعانوا من أعراض خفيفة فقط.

وتنقل الصحيفة عن المدير العلمي للمعهد الوطني الأميركي للشيخوخة لويجي فيروتشي القول "حتى أولئك الذين تم تطعيمهم قبل عدة عقود من الزمن يحافظون على مستوى عال جدا جدا من الأجسام المضادة والقدرة على تحييد الفيروس".

تبدأ عدوى جدري القردة بأعراض تنفسية، ولكنها تتطور إلى طفح جلدي، أولا في الفم ومن ثم راحة اليد وباطن القدمين، وتدريجيا تنتشر لباقي أنحاء الجسم. يتفاقم بعدها الطفح الجلدي ليتحول إلى بثور مملوءة بالصديد.

تحتوي البثور على فيروس حي يمكن أن تتسبب عند انفجارها في تلويث الأغطية والفراش، مما يعرض المحيطين لخطر الإصابة. يصبح المصابون غير معدين بعد أن تتقشر البثور وتتلاشى.

وينصح الخبراء الأشخاص المصابين بضرورة توخي الحذر الشديد من فرك أعينهم لأن الفيروس يمكن أن يدمر البصر.

وقال عالم المناعة في جامعة أوريغون للصحة والعلوم مارك سليفكا إنه "قبل أن يتم تطوير لقاح للجدري، كان هذا المرض هو السبب الأول للعمى في العالم.

ومع ذلك، تقول الصحيفة إن هناك تضاربا في الآراء بشأن مدة استمرار المناعة الناجمة عن تلقي لقاح الجدري.

نصيحة للمصابين بتوخي الحذر الشديد من فرك أعينهم لأن الفيروس يمكن أن يدمر البصر

وتنقل الصحيفة عن المتحدث باسم المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها ديفيد دايجل القول إن لقاحات الجدري يجب أن تعطى كل ثلاث سنوات، ولكن فقط "للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة نتيجة مهنتهم"، كالعاملين في المجال الصحي.

في إحدى الدراسات التي شملت 306 متطوعا تم تطعيم بعضهم بلقاح الجدري قبل عقود، بما في ذلك شخص تم تحصينه قبل 75 عاما، حافظ معظمهم على مستويات عالية من الأجسام المضادة للجدري.

وفي دراسة أخرى، تبين أن الأجسام المضادة التي تنتجها جرعة واحدة من لقاح الجدري تتراجع ببطء شديد في الجسم وتنخفض إلى النصف بعد حوالي 92 عاما، وفقا للصحيفة.

كما وجد باحثون في المعهد الوطني للصحة أن مستويات الأجسام المضادة تستمر لعقود بعد التطعيم وقد تكون كافية بمفردها للحماية من جدري القردة.

وفي دراسة أخرى أجريت في عام 2003 عندما أصيب عشرات الأميركيين بجدري القردة نتيجة اختلاطهم بكلاب مصابة وشملت نحو 28 مصابا، بينهم ثمانية أشخاص تم تطعيمهم في السابق بلقاح الجدري.

أظهرت الدراسة أن خمسة من هؤلاء الثمانية، ظهرت لديهم ثلاثة بثور فقط مليئة بالصديد، مقارنة بمتوسط 33 من البثور في أولئك الذين لم يتم تلقيحهم.

أما الأشخاص الثلاثة الآخرين الذين تم تطعيمهم فلم تظهر عليهم أي أعراض على الإطلاق، ولم يعرفوا حتى أنهم أصيبوا بالمرض.

ووجدت دراسة أخرى عن هذا التفشي أنه في عائلة واحدة مكونة من ثلاثة أفراد، ظهرت بثرتان فقط لدى الأب الذي سبق تطعيمه، مقارنة بـ 200 في الأم التي لم تكن قد تلقت اللقاح.

أما ابنتهم البالغة من العمر 6 سنوات والتي لم تتلق اللقاح أيضا فقد عانت من نحو 90 من البثور وظلت في غيبوبة لمدة 12 يوما.

يتوطن جدري القردة، وهو عدوى فيروسية خفيفة، في دول أفريقية هي الكاميرون وجمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونجو الديمقراطية ونيجيريا.

وأثار تفشي المرض في الآونة الأخيرة في دول لا ينتشر بها عادة الكثير من المخاوف. ويُعتقد أن معدل الوفيات جراء السلالة المنتشرة عالميا نحو واحد في المئة على الرغم من توفر اللقاحات والعلاجات الفعالة.

والخميس قالت ماريا فان كيركوف، كبيرة خبراء الأوبئة في منظمة الصحة العالمية، في إفادة عبر الإنترنت، إنه تم حتى الآن تسجيل إصابات في أكثر من 20 دولة لا يتوطن بها المرض، مضيفة أن المنظمة تتوقع زيادة الأعداد.

وتتركز معظم الإصابات في قارة أوروبا التي سجلت 191 حالة، بينها 118 حالة في دول الاتحاد الأوروبي.

وأضافت "نتوقع اكتشاف مزيد من الإصابات. نطلب من الدول زيادة المراقبة... هذا وضع قابل للاحتواء. سيكون صعبا لكنه قابل للاحتواء في الدول غير الموبوءة".

واعتبر مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الإثنين أن احتمالية انتقال عدوى جدري القردة بين عامة السكان "منخفضة للغاية" لكنها من ناحية أخرى "مرتفعة" لدى الأشخاص الذين لديهم عدة شركاء جنسيين.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي