بين برلوسكوني وبوتين صداقة ترمز للعلاقات الإيطالية الروسية

ا ف ب – الأمة برس
2022-05-28

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الايطالي الاسبق سيلفيو برلوسكوني في مطار فيوميتشينو في روما في 05 تموز/يوليو 2019 (ا ف ب)

روما - يجد سيلفيو برلسكوني صعوبة في قطع علاقته بصديقه فلاديمير بوتين بعد الغزو الروسي لأوكرانيا،  مثل كثر آخرين في إيطاليا التي نسجت علاقات وثيقة مع موسكو على مر الزمن.

ويعكس تحفظ رئيس الوزراء الأسبق عن توجيه انتقادات لسيد الكرملين بشكل واضح الصعوبات التي يواجهها القادة السياسيون الآخرون في شبه الجزيرة لإنهاء هذه العلاقة الخاصة.

وتواجه بعض وسائل الإعلام اتهامات بالعمل كمنبر للدعاية الروسية.

يدعم رئيس الوزراء الحالي ماريو دراغي ذو الميول الأطلسية والقناعات الأوروبية الراسخة العقوبات المفروضة على موسكو ويسعى في الوقت نفسه لتقليل اعتماد روما على الغاز الروسي.

وبمبادرة منه، أعطى البرلمان الإيطالي الضوء الأخضر لإرسال أسلحة إلى أوكرانيا، لكن عددا من الأحزاب الأعضاء في ائتلافه الحكومي تبدي تحفظًا بسبب صلاتها بموسكو، وهي "إلى الأمام إيطاليا" (فورتسا ايتاليا) بقيادة برلسكوني وحزب "الرابطة" السيادي المناهض للهجرة بقيادة ماتيو سالفيني وحركة "5 نجوم".

بالعودة إلى الماضي، كان الحزب الشيوعي الإيطالي الأقوى في العالم الغربي واستثمر عدد من الشركات الإيطالية في الاتحاد السوفياتي في ستينات القرن الماضي وبالعكس.

قبل شهر واحد فقط من الهجوم الروسي في 24 شباط/فبراير أمضى بوتين ساعتين في مؤتمر عبر الهاتف مع رجال الأعمال الإيطاليين.

- "مكلف" -

ترصد وسائل الإعلام بدقة تصرفات وتحركات برلسكوني (85 عاما) وموقفه من بوتين على الرغم من أنه غادر السلطة منذ أكثر من عشر سنوات.

وبما أنه كان معجبا جدا بالرئيس الروسي عندما كان في السلطة، أقام الرجلان علاقة صداقة شخصية وأمضيا عطلا معًا والتقطت لهما صور يظهران في واحدة منها وهما جالسين جنبًا إلى جنب ويعتمران قبعتين ضخمتين من الفراء.

وأهدى بوتين برلوسكوني سريرا فاخرا ذا أعمدة وستائر مارس عليه رئيس الوزراء السابق الجنس في 2008 مع فتاة مرافقة كتبت عن ذلك في كتاب، بينما قدم برلوسكوني لبوتين غطاء سرير يحمل صورة الرجلين.

وقال المؤرخ انطونيو جيبيلي لوكالة فرانس برس "كانا شخصين مستبدين يعمل كل منهما على تعزيز صورة الآخر".

في الأشهر التي سبقت النزاع واصل برلسكوني إظهار قربه من فلاديمير بوتين وأشار إلى محادثة "طويلة وودية" معه بمناسبة ليلة رأس السنة الجديدة.

ورأى برلوسكوني الأسبوع الماضي في نابولي أن "على أوروبا (...) محاولة إقناع أوكرانيا بقبول طلبات بوتين"، قبل أن يتراجع على الفور ويصدر بيانًا يدعم فيه كييف.

وقال جيبيلي إن "قطع العلاقات مع بوتين مكلف لبرلسكوني" إذ "سيكون عليه التخلي عن جزء من صورته، وهذا يعادل التخلي عن جزء منه شخصيا".

من جهته وبعدما التقطت له صور في الماضي وهو يرتدي قمصانا عليها عبارات مؤيدة لبوتين، دعا ماتيو سالفيني إلى الامتناع عن تسليم أوكرانيا أسلحة.

وكشف تحقيق أجرته مجلة "ليسبريسو" الأسبوعية ونشر هذا الأسبوع أن من بين 600 رسالة نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي منذ 24 شباط/فبراير، امتنع سالفيني عن ذكر اسم بوتين قبل أن يفعل ذلك أخيرا للمرة الأولى الخميس.

في الوقت نفسه، يتحدث عدد من المؤيدين لروسيا على شاشات التلفزيون في البرامج الحوارية الشعبية جدا في إيطاليا حيث تمثل"واحدة من أهم الوسائل الإخبارية" للجمهور العريض على حد قول روبرتا كارليني الباحثة في مركز تعددية وسائل الاتصال وحرية الصحافة في المعهد الجامعي الأوروبي في فلورنسا.

وهي تحذر من ميلهم إلى "حجب الحقائق".

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (يمين) ورئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني خلال زيارة لبلدة زافيدوفو بالقرب من موسكو في 03 شباط/فبراير 2003 (ا ف ب)

وفتحت لجنة برلمانية تحقيقا في نشر "معلومات مضللة" ضد شبكة "راي" الإعلامية الإيطالية العامة المسيّسة جدا، بناء على شكاوى حول الحضور المتكرر لضيوف روس في البرامج الحوارية.

وتواجه المجموعة الإعلامية العملاقة ميدياست التي تضم قنوات عدة يملكها برلوسكوني مشاكل بعد بثها مقابلة مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تمكن فيها من التعبير عن آراء مثيرة للجدل من دون أن يواجه باي رأي معاكس.

ودافعت "ميدياست" عن نفسها بالقول إن الصحافة تتعلق بالاستماع إلى الآراء "حتى الأكثر إثارة للجدل".

وقال فرانشيسكو غالييتي مؤسس شركة "بوليسي سونار" الاستشارية لفرانس برس إن "إيطاليا دولة في مجموعة السبع يفتقر المشهد الإعلامي فيها بشكل كبير إلى الموضوعية".

وأضاف أن شبكة "راي هي انعكاس للمشهد السياسي الذي يضم العديد من الأحزاب المؤيدة لروسيا. وبشأن ميدياست... برلسكوني صديق قديم لبوتين، فماذا تتوقع؟".

وتابع "نجد أنفسنا في موقف يعتبر أن قناة ار تي (روسيا اليوم) تتمتع بالقدر نفسه من الثقة مثل بي بي سي" هيئة الإذاعة البريطانية.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي