ميدل إيست آي: هدم منازل المسلمين في الهند جريمة حرب على النمط الإسرائيلي

2022-06-28

في تناقض صارخ مع العملية الديمقراطية القائمة، يكتسب مشروع "الإبادة الجماعية" استحسان المجتمع من خلال العقلية الشعبوية ذات الأغلبية (أ ف ب)

نشر موقع ميدل إيست آي البريطاني (Middle East Eye) مقالا للناشطة الهندية لاديدة فارزانا قالت فيه إن حكومة نيودلهي تحت سيطرة حزب بهاراتيا جاناتا تتبع نهج إسرائيل بهدم المنازل وتدمر مقومات استقرار المسلمين وحتى قدرتهم للبقاء على قيد الحياة.

وأضافت الكاتبة المسلمة أن هذه الحكومة القومية الهندوسية اليمينية استخدمت الجرافات السنوات الأخيرة أداة للقمع والعقاب الجماعي، وأن هدم العقارات غالبا ما يستهدف النقاد والمتظاهرين السلميين ويتم تنفيذه بعدوانية دون إشعار ذي مغزى.

وقالت أيضا إن تصاعد العنف ضد الأقليات المسلمة بلغ ذروته في حملة هدم واسعة النطاق استهدفت منازلهم ومساجدهم وشركاتهم. وفي فترة زمنية قصيرة، تحول المسلمون إلى لاجئين في قراهم بسبب هذه المذبحة العنيفة التي ترعاها الدولة والقمع المؤسسي.

ومنذ وصول حكومة ناريندرا مودي إلى السلطة عام 2014، اكتسب مشروع الهند للهندوس "هندوتفا" العنصري ضد المسلمين زخما، وأصبحت تتحول بسرعة إلى دولة قومية هندوسية شمولية من خلال عمليات الإعدام خارج القانون وحملات الكراهية والإجراءات الانتقامية ضد المؤسسة السياسية والاقتصادية الإسلامية.

وفي تناقض صارخ مع العملية الديمقراطية القائمة، يكتسب مشروع "الإبادة الجماعية" استحسان المجتمع من خلال العقلية الشعبوية ذات الأغلبية.

إعلان الهند رسميا دولة هندوسية

وتستمر الكاتبة فتقول، باختصار، كل ما تبقى هو الإعلان رسميا عن أن الهند دولة هندوسية وللهندوس فقط.

وأوضحت أن حكم المحكمة العليا لعام 2022 بمنح أرض مسجد بابري لمعبد رام وتبرئة مجرمي "هندوتفا" الذين هدموا المسجد عام 1992، وحظر الحجاب يُعتبران من العلامات الواضحة على إنكار الحقوق الدينية والثقافية للمسلمين.

"سياسة العدو"

وتحدثت الكاتبة عن أن العداء للإسلام في الهند لا يقتصر على أقصى اليمين فقط، بل إن جميع الأطراف الأيديولوجية، بخلاف الخلافات السطحية، يجمعها ما يسمى "سياسة العدو" وقد أصبح هذا العداء جزءا لا يتجزأ من النفسية السياسية للهند.

وقالت إن الجماعات المناهضة للفاشية والمعارضة للحزب الحاكم، مثل "النسويات" السائدة ووسائل الإعلام الليبرالية والدستوريين والعلمانيين والليبراليين اليساريين، جميعها تروّج أيضا للروايات المعادية للإسلام، وتنكر بطرق مختلفة الهوية الإسلامية وتخشى المنظمات الإسلامية وتنزع الإنسانية عن التدين الإسلامي.

فعلى سبيل المثال، تقول الكاتبة، يصور العديد من الحلفاء المناهضين للفاشية في الهند الحجاب على أنه علامة على اضطهاد المسلمات، وبالتالي يشجعونهن على خلع حجابهن في "المساحات التقدمية والعلمانية" مثل المؤسسات التعليمية. وتتجذر "النسوية" الهندية إلى حد كبير في الأفكار الغربية وتقدم الصور النمطية الاستشراقية عن "المرأة المسلمة المضطهدة" و"الرجل المسلم القمعي".

صمتُ الحلفاء المحتملين

العام الماضي، حتى بعد طرح المئات من الناشطات المسلمات في "المزاد" على تطبيقات مثل "Sulli Deals" و"Bulli Bai" على أنهن "صفقة اليوم" التزمت "النسويات" المشهورات الصمت.

وبالمثل، فشلت الجماعات المناهضة لـ "هندوتفا" في طرح مشروع "إزالة التطرف" من أتباع "هندوتفا" ثقافيا ودينيا، رغم أنهم أكبر حشد عنيف في الهند. وفي تعريفهم، فإن المسلمين فقط هم الذين "يتطرفون" ويهددون الأمن القومي.

إعلان الحرب على المسلمين

وعندما نظم مسلمو الهند والجامعات الإسلامية احتجاجات حاشدة ضد خطة الحكومة لترحيل المسلمين بموجب قانون تعديل المواطنة، سُجن القادة بموجب قوانين صارمة بما في ذلك قانون الأمن القومي وقانون منع الأنشطة غير المشروعة.

وعلى الرغم من أن قوات "هندوتفا" لم تكن قادرة بعد على تطبيق قانون تعديل المواطنة عمليا، فإن سياسة التجريف الحالية هي إعلان حرب على المسلمين، مما يدمر أسس الاستقرار وحتى القدرة على البقاء على قيد الحياة.

وأضافت الكاتبة أن كل المفاهيم والأفكار والمؤسسات التي تشكل الدولة القومية الحديثة، مثل الديمقراطية الليبرالية والعلمانية وسيادة القانون، كانت متفرجة صامتة أمام مشروع الإبادة الجماعية للمسلمين. لكن الدعم من الأفراد والجماعات على الصعيد الدولي كان مصدر إلهام كبير للمسلمين الهنود.

وختمت بالقول إنه وتحت أنقاض منازلهم ومساجدهم التي دمرت بالجرافات، زرع المسلمون في الهند ثقافة المقاومة، وعقدوا العزم على العيش، وسيواصلون القتال من أجل وجودهم وكتابة تاريخهم الخاص في النضال ضد الظلم.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي