المطاط في الساعات الراقية.. لمسة رياضية

 محمد عبد السند
2022-08-03

 

المطاط في الساعات الراقية. (الرجل )

عندما اكتُشف المطاط للمرة الأولى، كان يُستخدم أساسًا في تصنيع أشياء مثل إطارات السيارات والدرّاجات وغيرها من المواد الصناعية الخفيفة والثقيلة. استفادت الصناعات من ميزاته العديدة مثل مقاومة الماء والقابلية للتشكل بسهولة، فضلاً على مرونته الكبيرة.

لكن كيف دخل المطاط، في نهاية المطاف إلى صناعة الساعات الفاخرة؟

أدى تسخين المطاط الطبيعي ومزجه بمركبات كيميائية أخرى إلى تشكيل المطاط المفلكن، ويتميز هذا الأخير بمرونته أولاً وسهولة تشكيله والتحكم برائحته فجذب إليه عددًا من الصناعات الجديدة.

وبعد  سنوات من التجارب، ظهر المطاط الصناعي كبديل قابل للتطبيق. ومثل المطاط الطبيعي، لم يكن المطاط الصناعي متينًا ومقاومًا للماء والزيوت فحسب، ولكنه كان مقاومًا للتغيرات في درجات الحرارة والأشعة فوق البنفسجية، فتحول المطاط الصناعي من الاستخدامات في الصناعات الثقيلة إلى مجالات أخرى مثل الأحذية والأحزمة والإكسسوارات

الخصائص الطبيعية للمطاط المقاوم للماء جعلته مثاليًّا جدًّا لساعة الغوص، لاسيما إذا اُستخدم للغوص في المياه العميقة.

استغلت "رولكس" شركة الساعات السويسرية الشهيرة هذه الميزة في خمسينيات القرن الماضي، وطرحت ساعتها الشهيرة "صب مارينر" بسوار مطاطي غير عادي  ومقاوم للماء عرفت حينها باسم باسم سوار Tropic.

بيعت أساور  Tropic من قبل "رولكس" والتجار المعتمدين كبديل مقاوم للماء والجلد وخيار متين وخفيف الوزن بدلاً من السوار المصنوع من الفولاذ المقاوم للصدأ.

وظلت أساور Tropic  المطاطية من رولكس شائعة للغاية حتى ستينات القرن الماضي.

غيرت شركة "هوبلو" شركة الساعات السويسرية التي تأسست في ثمانينيات القرن الماضي مفهوم استخدام المطاط لتزود به احدى ساعاتها الميكاميكية الراقية التي كانت حينها مصنوعة من الذهب وغير مخصصة لهواة الغوص.

لفتت الساعة التي كشف عنها في معرض "بازل وورلد" الأنظار وإن اختلفت الآراء حولها من قبل الصانعين. ولم تمر إلا سنوات قليلة حتى وجدت الأساور المطاطية الطبيعية مكانًا في ساعات أشهر الدور السويسرية وأعرقها،  فقد استخدمت  "شوبارد" السويسرية الفاخرة أساور مطاطية منقوشة  شبيهة بإطارات السيارات في أساور ساعات مجموعة Mille Miglia،  وكذلك فعلت "أوديمار بيغيه" العريقة التي زودت ساعات  Royal Oak  Offshore   أساور من المطاط.

وقد انتظرت "رولكس" سنوات حتى طرحت ساعة بسوار مطاطي، ولكن بعد سنوات من التصميم والتطوير، أماطت العلامة التجارية عن ساعة  Everose Yachtmaster  العام 2015 في معرض بازل وورلد  للساعات والمجوهرات، وكانت  بسوار Oysterflex المطاطي الحاصل على براءة اختراع.

أصبحت الأساور المطاطية في الساعات الفاخرة أمرًا عاديًّا لا بل مستحب يمنح التصميم لمسة رياضية قوية وصلبة، يتوفر بألوان كثيرة وتصميمات ذات ميزات فريدة لافتة.

تتمتع أساور الساعات المطاطية بالعديد من المزايا، ومن بينها:

أسعار معقولة

بالمقارنة مع الأساور الجلدية والمعدنية، تكون أسعار بعض الأساور المطاطية الطبيعية خيارًا معقولاً وميسورة التكلفة. علاوة على ذلك، فإن الأساور المطاطية متينة أيضًا، ويمكن أن تدوم  لسنوات قبل أن تحتاج إلى تغيير.

 يمكن غسلها

لا يتأثر سوار الساعة المطاطي الطبيعي بالماء والمواد العطرية وملائم جدًّا للذين يعانون حساسية من المعادن المركبة أو غير النقية. عدا أنها تحافظ على مظهرها الجديد لفترات طويلة.

تصميمات رائعة

 يمكن أن تأتي أساور الساعة المطاطية بتصميمات وألوان مختلفة. فهناك المظهر الخافت لسوار الساعة الأسود البسيط الذي يروق للكثيرين، وهناك أيضًا السوار البرتقالي اللامع بنقوش معقدة يمكن رؤيتها بسهولة، الذي يروق للبعض الآخر.

مقاومة للصدمات

عادت يتجهز الساعات الرياضية التصميم بأساور من المطاط  لجعلها أكثر ملاءمة  للرحلات البحرية أو الرحلات الجبلية. أضف الى كل ذلك  مقاومة المطاط لعوامل الأكسدة وخفة وزنه ومقاومته الحراراة كما البرودة الشديدة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي