مدينة فنزويلية تكافح أعلى معدل انتحار في البلاد

ا ف ب – الأمة برس
2022-08-13

صورة مؤرخة في 3 آب/أغسطس 2022 ليد شابة حاولت الانتحار في ولاية ميريدا الفنزولية (ا ف ب)

ميريدا - يقفز هنري لا كروس من على دراجته النارية ويمسك بشاب قبل أن يلقي بنفسه من جسر لإنهاء حياته... لكنّ هذا الإطفائي الذي يعمل في ولاية ميريدا الفنزويلية، وهي منطقة تشهد أعلى معدل انتحار في البلاد، لا يكون محظوظا دائما.

سجلت فنزويلا العام الماضي 4,3 حالات انتحار لكل 100 ألف شخص، وفق تقديرات المرصد الفنزويلي للعنف، لكن في ولاية ميريدا في غرب الأنديس، كان هذا الرقم أكثر من الضعف عند 9,9 حالات لكل ألف شخص.

لا توجد دراسات تفسر أسباب ارتفاع معدل الانتحار في هذه الولاية الجبلية المسالمة التي يبلغ عدد سكانها 860 ألف نسمة وحيث يعزز قطاعا الزراعة والسياحة الاقتصاد.

في العام 2016، سجّلت وزارة الصحة 843 حالة انتحار، معظمها تعود إلى رجال، من بينها 97 في ميريدا وفق أحدث البيانات.

في نهاية تموز/يوليو، أطلقت السلطات المحلية حملة لمكافحة الانتحار، وقدمت مساعدة متخصصة مجانية.

وقالت النائبة الإقليمية فابيانا سانتاماريا لوكالة فرانس برس "نحتاج إلى تثقيف المجتمع... بحيث يتوقف الأشخاص عن التفكير في الأمر على أنه من المحرمات، وحتى يفقدوا الخوف من ذكر كلمة انتحار".

وتتمثل الخطوة الأولى في إلقاء محاضرات في المدارس لزيادة الوعي بالانتحار والوقاية منه.

وأضافت سانتاماريا "الأمر لا يقتصر فقط على إخبار شخص ما بألا يحاول الانتحار، بل بمنحه الأدوات اللازمة للعيش وحب الحياة".

وزادت السلطات من الدوريات في المواقع حيث يرتفع خطر محاولات الانتحار.

وقال لا كروس إنه كان يستجيب لمكالمة طوارئ بشأن عملية انتحار محتملة أخرى عندما أنقذ حياة الشاب البالغ 21 عاما على جسر في عاصمة الولاية يُطلق عليه أيضا اسم ميريدا.

- الاكتئاب -

وفيما كان يبحث عن الضحية المحتملة الأخرى تحت الجسر وفي النهر وبين النباتات المحيطة به، رصد الشاب وهو يحاول الانتحار.

بحلول الوقت الذي وصل إليه لا كروس "كانت صفارات الإنذار تدوّي. استدار وتسلق السور. قفزت من على (الدراجة النارية) وألقيت بنفسي عليه وأمسكت به. حاول تحرير نفسه لكنني سحبته بكل قوتي إلى الرصيف".

وتحدث الاثنان لمدة ساعتين قبل أن يقنعه لا كروس بعدم إنهاء حياته.

وعلى أحد حواف الجسر، كتبت مجموعة دينية رسائل تقول "الانتحار ليس نهايتك. هناك قصة في قلب الله تحمل اسمك".

ويفيد المرصد الفنزويلي للعنف الذي يجمع معلومات من الصحافة وتقارير جزئية من السلطات، أن الاكتئاب هو أحد الأسباب الرئيسية لمحاولات الانتحار.

حاولت تهايس بلتران الانتحار بعدما تركها زوجها وأطفالها فجأة بين عشية وضحاها.

وروت المعالجة الفيزيائية "كان الأمر مؤلما جدا".

لكنها الآن تعمل في منظمة غير حكومية تساعد المعوّقين وأشخاصا آخرين لديهم أفكار انتحارية.

وأنشأ اتحاد المعالجين النفسيين في فنزويلا خطا هاتفيا مخصصا لتقديم الدعم، لكن الخبراء يقولون إن ذلك ليس كافيا نظرا إلى نقص التمويل للمراكز والبرامج المخصصة في ميريدا.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن واحدة من كل 100 حالة وفاة في كل أنحاء العالم تنتج عن انتحار.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي