دير شبيغل: كيف تسلل عملاء بوتين إلى ألمانيا؟ وماذا كانت غايتهم؟

2022-08-26

أشارت الاستخبارات الألمانية خصوصا إلى وجود مركبات على مقربة من مداخل مخيّمات التدريب العسكري (أ ف ب)

كشفت مجلة “دير شبيغل” الألمانية، أن الاستخبارات الروسية تجسّست على دورات لتدريب الجنود الأوكرانيين على استخدام أسلحة جديدة في قواعد عسكرية في ألمانيا، من بينها واحدة تابعة للجيش الأمريكي.

وفي حوزة خدمة مكافحة التجسس العسكري في ألمانيا “أدلّة” على تلك العمليات التجسّسية، بحسب المجلة الأسبوعية.

وأشارت الاستخبارات الألمانية خصوصا إلى وجود مركبات على مقربة من مداخل مخيّمات التدريب العسكري.

وتقول المجلة أنه “بعد أحداث 11 سبتمبر، ساد الاعتقاد بأن السياسة الأمنية كانت تسعى لتحقيق هدف مشترك: محاربة الإرهاب الإسلامي. تم إهمال الاستخبارات المضادة واعتُبرت من مخلفات الحرب الباردة. ما تم التغاضي عنه هو أن الاتحاد السوفييتي قد هلك، ولكن ليس جهاز المخابرات الخاص به”. وبحسب المجلة الألمانية، فإن جهاز الاستخبارات الروسي بقي نشيطا واستطاع أن يثبت نفسه حتى داخل ألمانيا.

وفي إيدار-أوبرشتاين (غرب)، كان الجيش الألماني يدرّب جنودا أوكرانيين على استخدام مدافع “بانتسرهاوبيتسيه 2000″، في حين كان الجيش الأمريكي يمرّن الأوكرانيين على استعمال أنظمة المدفعية الغربية في غرافينفور (شرق).

وبحسب الاستخبارات الألمانية، حلّقت طائرات مسيّرة فوق ميادين التمرينات مرات عدة.

وتشتبه الاستخبارات في أن روسيا حاولت التجسّس على هواتف محمولة تابعة لأوكرانيين خلال تلقّيهم التدريب في فرنسا.

وهي تخشى أن تكون الاستخبارات الروسية تحاول اغتيال معارضين فرّوا من روسيا لاجئين إلى ألمانيا، أو عناصر يفكّرون في الانشقاق عن القوات الأمنية الروسية أو منشقّين انضمّوا إلى المعسكر الآخر.

وشهدت ألمانيا في السنوات الأخيرة عمليات تجسّس نُسبت إلى الاستخبارات الروسية التي يشتبه في أنها دبّرت اغتيال معارض شيشاني يحمل الجنسية الجورجية في برلين.

استقطاب عملاء داخل ألمانيا

وقالت المجلة إن روسيا حاولت استقطاب عملاء للتجسس على أنشطة عسكرية ألمانية وتهريب معدات تستخدم في صناعة الأسلحة. ورصدت المجلة حادثة لطالب الدكتوراه الروسي إيلنور ن. في جامعة أوغسبورغ . في صيف عام 2019، تحدث إليه رجل باللغة الروسية بينما كان ينتظر في طابور عند كشك لبيع الأسماك. تبين للاستخبارات الألمانية أن من تحدث معه كان  ليونيد ستروكوف، نائب القنصل الروسي رسميا في ميونيخ، ولكن في الواقع، وفقا لإدانة القضاء الألماني، كان ضابطا في الاستخبارات الروسية.

حيث سأله ستروكوف عما إذا كان غالبا يتواجد في أوغسبورغ ويمكن أن يجتمع لتناول البيرة المثلجة، فوافق الشخص المُخاطب، وبعد ذلك عُقد الاجتماع الأول.

وفقا لوثائق أمنية، قال ستروكوف إنه كان يساعد زميلا سابقا في بنك روسي كان يبحث عن فرص استثمارية في شركات الفضاء. وسأل طالب الدكتوراه الروسي هل يمكن أن يساعد صديقه بالخبرة في مجالات بحثية جديدة في مجال تكنولوجيا الطيران؟

وافق الطالب الروسي وقام بتجميع الملفات من المصادر العامة واستخدم وصوله إلى أرشيف الجامعة للحصول على المواد التي كانت تخضع لرسوم. لم يقدم أي معلومات حساسة، لكنه لا يزال يتلقى أموالا من نائب القنصل، وأحيانا 100 يورو، أو 200 يورو، ثم 600 يورو لاحقا.

كان الجاسوس الروسي مهتما بشكل خاص بمركبة الإطلاق الأوروبية “آريان 6” وكان قادرا أيضا على المساعدة في تقديم النصح بهذا المجال. كان الأمر يتعلق بتطوير ما يسمى بـcryostat، وهي حاوية تتولد فيها درجات حرارة منخفضة للغاية من أجل اختبار المواد اللازمة للسفر عبر الفضاء. لم يبد ستروكوف مهتما في البداية، ولكن في اجتماع لاحق طرح أسئلة محددة حول الأمر المعقد. وطلب من العميل الروسي تسليم وثائق حول هذا البحث؟ وقال له إذا لزم الأمر، يجب عليك ببساطة التقاط صورة للاختراع بهاتفك الخلوي.

بعد ذلك بوقت قصير، في اجتماع آخر في أوغسبورغ ، كانت الشرطة تنتظر الرجلين. كان المكتب الفدرالي لحماية الدستور (الاستخبارات الألمانية) قد شك بأنشطة ستروكوف، لذلك تمت مراقبته وهو ما قاد للكشف عن طالب الدكتوراه الروسي.

 لدى محاولة القبض على الرجلين، أظهر ستروكوف هويته القنصلية، وتذرع بحصانته الدبلوماسية وهرب. بينما اعتقلت الشرطة طالب الدكتوراه الروسي.

 وبحسب المجلة، تتعامل المحاكم الألمانية الآن مع الشبكة مع قضية رجل الأعمال من أوغسبورغ ألكسندر ش. أدين لأنه سلّم معدات خاصة بقيمة 7.9 مليون يورو. حيث تم رصد ذهاب هذه الآلات عالية التقنية إلى شركة تصنيع الأسلحة OKB Novator الروسية التي تنتج، من بين أشياء أخرى، صواريخ “إسكندر” التي يمكن تزويدها بأسلحة نووية. وتم إخفاء المشترين الحقيقيين لخداع السلطات الألمانية.

يشار إلى أنه ومنذ العقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا بعد ضم شبه جزيرة القرم، أصبح من الصعب على موسكو شراء التكنولوجيا التي يمكن استخدامها أيضا لأغراض عسكرية. لذلك ذهب أتباع بوتين في جولة تسوق سرية. وفقا للنتائج التي توصل إليها المدعي الفيدرالي، كان التركيز على رجل أعمال روسي يُدعى سيرجي. ك، الذي أجرى اتصالات مع شركات في الجمهورية الفيدرالية في المعارض التجارية ورحلات العمل.

وعمل سيرغي. ك، كمدير عام “لمركز التطور العلمي والتكنولوجي”، وتم رصد أجهزة أمنية ألمانية لهذه القضية فيما بعد.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي