أوكرانيا تتهم الجيش الروسي بقصف موقع محطة نووية في جنوب البلاد

أ ف ب-الامة برس
2022-09-19

    العلم الأوكراني يرفرف في حديقة كراماتورسك في منطقة دونيتسك غي شرق أوكرانيا في 19 أيلول/سبتمبر 2022 (ا ف ب)

كييف: اتّهمت أوكرانيا الاثنين 19سبتمبر2022، روسيا بقصف موقع محطة بيفدينوكراينسك للطاقة النووية في جنوب البلاد، ما يثير الخشية مرة جديدة من أن تتسبب هذه الحرب بحادثة نووية كبرى.

وهذه المنشأة النووية الأوكرانية الثالثة التي تتعرض للقصف أو الاحتلال، منذ إطلاق روسيا في 24 شباط/فبراير غزوها لأوكرانيا، رغم دعوات دولية كثيرة لإبقاء مثل هذه المنشآت بعيدًا عن النزاع لعدم التسبب بكارثة على مستوى القارة الأوروبية.

من جانبها، ندّدت موسكو الإثنين بالمعلومات حول العثور على مئات الجثث وعلى مقبرة جماعية في إيزيوم في شرق أوكرانيا بعد استعادتها من القوات الروسية، معتبرا أنها "أكاذيب". وكانت كييف اتّهمت الجيش الروسي بارتكاب فظائع في هذه المدينة.

وتعقيبًا على الضربة الصاروخية التي استهدفت موقع محطة بيفدينوكراينسك في منطقة ميكولايف (جنوب)، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر تلغرام إن "روسيا تعرض العالم بأسره للخطر". وأضاف "علينا وقفها قبل فوات الأوان" مرفقًا المنشور بفيديو مراقبة بالأسود والأبيض يظهر انفجارًا شديدًا.

وأعلنت شركة "إنرغوأتوم" الحكومية المشغلة للمحطات النووية الأوكرانية أنه "وقع انفجار قوي على مسافة 300 متر فقط من المفاعلات" في هذه المحطة، مشيرةً إلى أنها ضربة صاروخية روسية ليلية.

على بعد 260 كيلومتر على خط مستقيم نحو الغرب، تعرّضت محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية وهي الأكبر في أوروبا وتحتلّها القوات الروسية منذ الأسابيع الأولى للغزو، للقصف مرات عديدة في الأشهر الأخيرة ما أثار قلقًا كبيرًا.

وتتقاذف كييف وموسكو المسؤولية وتتهمان بعضهما بالابتزاز النووي. إلا أن الوضع تحسّن في الأيام الأخيرة وأُعيد ربط المحطة بالشبكة الكهرباء الأوكرانية.

- لا استراحة -

دعا مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، المنظمة التي أرسلت مفتشيها إلى المنشأة النووية مطلع أيلول/سبتمبر، روسيا إلى الانسحاب منها.

في بداية الغزو، احتلّت القوات الروسية موقع محطة تشيرنوبيل (شمال) التي تسبب انفجار أحد مفاعلاتها عام 1986 بتسرب إشعاعي في جزء كبير من أوروبا. لكن الروس انسحبوا منها في الربيع بعد فشل هجومهم على كييف.

في بيفدينوكراينسك، كانت المحطة تعمل بشكل طبيعي صباح الاثنين رغم الضربة الصاروخية التي تسببت بتكسير نحو مئة شباك وقطع ثلاثة خطوط توتر عالي.

يأتي هذا القصف في وقت سجّلت القوات الروسية إخفاقات متتالية في أيلول/سبتمبر، مع انسحابها من منطقة كبرى في شمال شرق البلاد إثر هجوم مضاد خاطف شنّه الأوكرانيون على منطقة خاركيف. واستعادت قوات كييف أيضًا أراضي لكن ببطء أكبر في الجنوب.

منذ أيام، تباطأ التقدم الأوكراني. وشدد الرئيس زيلينسكي مساء الأحد على أن قواته لا تأخذ "استراحة" إنما "تحضّر للمراحل المقبلة"، إذ إن روسيا تسيطر على جزء كبير من دونباس (شرق) ومنطقتَي خيرسون وزابوريجيا (جنوب). وضمّت موسكو عام 2014 شبه جزيرة القرم الأوكرانية.

تسببت ضربة أوكرانية على دونيتسك عاصمة المنطقة الانفصالية التي تحمل الاسم نفسه، بمقتل 13 مدنيًا، وفق ما أفاد رئيس بلدية المدينة الموالي لروسيا أليكسي كيمزولين.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية الاثنين أنها شنّت ضربات في أنحاء البلاد، إحداها على زابوريجيا (جنوب) "دمّرت ورش عمل (...) حيث تجري صيانة منظومات (صواريخ) أميركية من نوع هيمارس". ودارت مواجهات أيضًا في منطقة دونيتسك الانفصالية، وكذلك في لوغانسك المجاورة.

من جانبها، أكّدت الرئاسة الأوكرانية الاثنين أن "عشرة مدنيين قُتلوا وجُرح 22" آخرون إثر ضربات روسية الأحد.

- تعذيب و"أكاذيب" -

في منطقة خاركيف، تتواصل عمليات إخراج الجثث في إيزيوم بعد اكتشاف أكثر من 440 مقبرة قرب هذه المدينة المهمة التي استعادت القوات الأوكرانية السيطرة عليها مؤخرًا من الروس. وتحمل بعض الجثث التي عُثر عليها مكبلة الأيدي، آثار تعذيب. وبدأ محققون أوكرانيون تحقيقاتهم في 16 أيلول/سبتمبر.

مرة جديدة، نفى الكرملين مسؤوليته عن هذه الفظائع، مثل ما فعل عندما عُثر على جثث مئات المدنيين في الربيع في بوتشا بعد انسحاب القوات الروسية منها.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف "إنها أكاذيب. سندافع بالطبع عن الحقيقة في هذه القضية". وقال "إنه السيناريو ذاته كما في بوتشا".

ودعت جمهورية تشيكيا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي السبت إلى إنشاء محكمة دولية خاصة.

وجمع صحافيون في وكالة فرانس برس شهادات أوكرانيين تعرّضوا للتعذيب على أيدي جنود روس أثناء احتلال منطقة خاركيف.

في مستشفى إيزيوم، روى ميخائيلو تشينداي (67 عامًا) أنه اعتُقل لمدة 12 يومًا لدى الجنود الروس في زنزانة فيها رطوبة وأن سجانيه كسروا ذراعه بسبب ضربه بقضيب معدني.

وأضاف تشينداي "لقد ضربوني على كعبَي رجلَي وظهري وساقَي وكليتَي". وكان الجنود الروس يتّهمونه بأنه أعطى القوات الأوكرانية إحداثيات موقع مدرسة كانوا يتمركزون فيها. وأدى قصف أوكراني على المدرسة إلى مقتل عدد كبير من الجنود الروس.

على الصعيد الدبلوماسي، فُرضت عقوبات جديدة على موسكو. فاعتبارًا من الاثنين بدأت بولندا ودول البلطيق الثلاث تطبيق قيود على دخول المواطنين الروس الحاملين تأشيرات أوروبية، إلى أراضيها.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي