عضوية منظمة شنجهاي.. هل أوشكت عزلة إيران على نهايتها؟

الأمة برس - متابعات
2022-09-19

 علم إيران خارج مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا خلال اجتماع مجلس حكام الوكالة في الأول من آذار/مارس 2021 (ا ف ب)

ليس من المعروف بعد ما إذا كانت إيران والولايات المتحدة ستعودان إلى الاتفاقية النووية، ولكن سواء فعلوا ذلك أم لا، يبدو أن عزلة إيران الدولية تقترب من نهايتها.

وخلال القمة الأخيرة لمنظمة شنجهاي للتعاون، وقع الأمين العام للمنظمة مذكرة بشأن عضوية إيران، فيما سيتم اعتماد العضوية الكاملة خلال اجتماع في أبريل/نيسان 2023. ونتيجة لذلك، ستنضم إيران إلى منظمة تمثل 43% من سكان العالم، ما يجعلها ثاني أكبر منظمة دولية بعد الأمم المتحدة.

وأصبحت منظمة شنجهاي للتعاون أيضًا أولوية عالية لدى كل من روسيا والصين، ويعد الغرض منها هو العمل كثقل مُوازن في الاقتصاد والسياسة الخارجية للعالم أحادي القطب الذي تقوده الولايات المتحدة.

وبدأت المنظمة بـ6 أعضاء فقط في عام 2001، ووصلت إلى 8 أعضاء عندما انضمت الهند وباكستان في عام 2017، وستنضم إيران لتكون العضو التاسع، لكن الكثير من الدول تنتظر الآن دورها.

مزايا التوجه شرقًا

ستمنح العضوية طهران أعلى مستوى من الاتصالات والتعاون الاقتصادي مع روسيا والصين والهند وباكستان والعديد من دول آسيا الوسطى؛ أي ما يقرب من نصف سكان العالم، والذين يشكلون 28% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

وقال المستشار الاستراتيجي "بيجان خاجبور" لموقع "ريسبونسبل ستيتكرافت": "حاولت طهران التعامل مع استراتيجية (أقصى ضغط) التي فرضتها واشنطن عبر التركيز على جيرانها المباشرين وكذلك على القوى الشرقية. هذه السياسة مدفوعة في المقام الأول بالأمن والضرورات الاقتصادية. ستساعد عضوية منظمة شنجهاي في تعزيز تجارة إيران مع القوى الآسيوية وروسيا، ما يعوض انخفاض التجارة مع الاتحاد الأوروبي بسبب العقوبات الأمريكية".

وبالرغم أن إيران ليست واثقة للدرجة التي تشعرها بأنها محمية من العقوبات الأمريكية، وبالرغم أنها قد تأمل في الحفاظ على باب مفتوح مع الغرب، لكنها لن تعود محصورة بين خيار الرضوخ أو العزلة.

الخروج من العزلة الإقليمية

تسببت العزلة على إيران، والتي ركزت إلى حد كبير على الحدود الغربية للبلاد، في نشاط كبير عبر الحدود الشرقية. ولم تخرج إيران من عزلتها وتنطلق إلى الشرق فحسب، بل خرجت من عزلتها الإقليمية في الشرق الأوسط أيضًا.

ففي أغسطس/آب الماضي، أعلنت كل من الإمارات والكويت أنهما ستعيدان سفراءهما إلى طهران. ونظرًا لأن كلا البلدين قاما بسحب سفرائهما في عام 2016 تضامنًا مع السعودية، فإن التحركات الأخيرة تشير إلى أن الرياض ربما تكون موافقة على قرارهما بالسعي لانفراجة (بالرغم أن الرياض لم تعد فتح سفارتها في طهران بعد).

ومن المرجح ميل السعودية لتدفئة العلاقات مع إيران خاصة بعد تقارير تفيد بأن ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" اقترح اجتماعًا بين وزيري خارجية إيران والسعودية.

وقد انخرطت وفود من البلدين في محادثات منذ عام 2020، والتقوا حتى الآن عدة مرات، وفي 25 أبريل/نيسان الماضي عقدوا الجولة الخامسة من المحادثات في بغداد. وفي 22 أغسطس/آب الماضي، قالت وزارة الخارجية الإيرانية إن "المحادثات مع السعودية حول استئناف العلاقات تسير في اتجاه إيجابي".

وفي أغسطس/آب الماضي أيضًا، قالت وزارة الخارجية الإماراتية إن عودة سفيرها إلى إيران كانت جزءًا من الجهود "لتحقيق المصالح المشتركة للبلدين والمنطقة الأوسع"، وأجرى وزيرا خارجية الدولتين مكالمة هاتفية قبل ذلك بأسبوع، حيث ناقشا "تعزيز العلاقات الثنائية ومجالات التعاون بين البلدين". وفي الوقت نفسه، أعلنت الكويت تعيين سفير لها في إيران.

وتشير سلسلة التحركات المتتالية - بما في ذلك توقيع إيران على شراكة استراتيجية واقتصادية مع الصين بقيمة 400 مليار دولار ولمدة 25 عامًا، وافتتاح الإمارات والكويت لسفارتيهما في طهران الشهر الماضي، وصعود طهران هذا الأسبوع إلى العضوية الكاملة في منظمة شنجهاي - إلى أنه حتى لو فشلت مفاوضات إحياء الاتفاق النووي وتواصلت العقوبات الغربية، فإن عزلة إيران ربما تكون قد انتهت.

تيد سنايدر - ريسبونسبل ستيتكرافت







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي