سلطات مناطق أوكرانية محتلة تحدد مواعيد استفتاء الانضمام لروسيا

أ ف ب-الامة برس
2022-09-20

 جندي أوكراني يعمل على مدفع هاوتزر 2S3 في منطقة ميكولايف في 19 أيلول/سبتمبر 2022 (أ ف ب)

كييف: أعلنت السلطات التي عينتها موسكو في عدة مناطق في أوكرانيا الثلاثاء 20سبتمبر2022، إجراء استفتاءات عاجلة بشأن الانضمام إلى روسيا بدءًا من 23 ولغاية 27 أيلول/سبتمبر، في خضم هجوم أوكراني مضاد فيما توعدت الرئاسة الأوكرانية من جانبها "بالقضاء" على التهديد الروسي.

أعلنت عن تنظيم الاستفتاء السلطات الانفصالية في منطقتي لوغانسك ودونيتسك وكذلك في خيرسون التي احتلها الجيش الروسي في جنوب أوكرانيا وفي منطقة زابوريجيا وفيها أكبر محطة نووية في أوروبا.

وستجرى هذه الاستفتاءات مع دخول الحرب في أوكرانيا شهرها الثامن في حين تتعرض كل هذه المناطق للقصف وتدور فيها معارك.

يجري الإعداد منذ شهور لهذه الاستفتاءات، على غرار الاستفتاء الذي أضفى الطابع الرسمي على ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية من قبل روسيا في عام 2014 الأمر الذي ندد به المجتمع الدولي.

ويبدو أنه تم تقديم موعدها إثر الهجوم الأوكراني المضاد الذي اضطر الجيش الروسي على التراجع إلى الشمال الشرقي من البلاد.

في الواقع، كان حزب روسيا الموحدة بزعامة الرئيس فلاديمير بوتين يستهدف تنظيمها في 4 تشرين الثاني/نوفمبر، بمناسبة يوم الوحدة الوطنية الذي يحيي ذكرى ثورة شعبية في القرن السابع عشر ضد القوات البولندية في موسكو.

وكان رئيس "برلمان" لوغانسك دينيس ميروشنيشنكو أول من أعلن أن الاستفتاء سيجري على مدى أربعة أيام اعتبارًا من الجمعة.

- ابتزاز وتراجع روسي -

ونقل عنه موقع لوغانسك الإخباري الرسمي أن "مجلس الأمة قرر تحديد مواعيد التصويت على الاستفتاء من 23 إلى 27 أيلول/سبتمبر 2022". على الإثر، أعلنت وكالة أنباء دونيتسك الرسمية عن مواعيد مماثلة، تلاها رئيس إدارة الاحتلال في خيرسون، فلاديمير سالدو.

بعد الظهر، قال يفغيني باليتسكي، رئيس الإدارة الروسية في زابوريجيا على تلغرام "لقد وقعت اليوم على أمر بإجراء استفتاء على الولاء الترابي للمنطقة".

وردت كييف على لسان رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية أندريه يرماك بأن "أوكرانيا ستتكفل بتسوية المسألة الروسية. لا يمكن القضاء على التهديد إلا بالقوة"، وندد بما وصفه بأنه "ابتزاز" من جانب موسكو بدافع "الخوف من الهزيمة".

وأكد وزير الخارجية دميترو كوليبا أن أوكرانيا "ستواصل تحرير أراضيها بغض النظر عما تعلنه روسيا".

يأتي الاعلان عن الاستفتاء في الوقت الذي منيت فيه روسيا بانتكاسات مع اضطرارها للانسحاب من منطقة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا في مواجهة اختراق قوات كييف بفضل إمدادات السلاح والمعدات العسكرية الغربية.

شن الجيش الأوكراني أيضا هجوما مضادا على منطقة خيرسون في الجنوب، وإن لم يكن بالحجم نفسه، لكنه مكنه من تسجيل مكاسب. كما أنه في وضع هجومي في منطقة لوغانسك التي احتلتها موسكو بالكامل في الربيع بعد شهور من القتال الدامي.

وتأمل كييف في استعادة قرية بيلوجوريفكا التي كلف غزوها روسيا غالياً في أيار/مايو عندما تم تدمير قواتها ومعداتها أثناء محاولتها عبور نهر سيفرسكي دونيتس. انتشرت حينها صور الدبابات المدمرة حول العالم.

صباح الثلاثاء، كان الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف والرجل الثاني في مجلس الأمن الروسي أول من دعا إلى إجراء استفتاء في أقرب وقت ممكن بشأن ضم منطقتي لوغانسك ودونيتسك.

- السلاح النووي -

وأعلن ميدفيديف على تلغرام أن الاستفتاء في دونباس "له أهمية كبيرة ... لاستعادة العدالة التاريخية"، إذ تعتبر روسيا أوكرانيا تابعة تاريخيًا لها.

واضاف ان "التعدي على الاراضي الروسية جريمة وفي حال ارتكابها يسمح باستخدام كل القوات للدفاع عن النفس".

وقالت المحللة الروسية المستقلة تاتيانا ستانوفايا إن تنظيم هذه الاستفتاءات يمثل تهديدًا واضحًا من بوتين لأوكرانيا والغرب الذي يساعد كييف ويفرض عقوبات على روسيا.

وأضافت الخبيرة التي تدير مركز R.Politik على تلغرام أن "بوتين مستعد لإجراء الاستفتاءات من دون تأخير للحصول على الحق في استخدام السلاح الذري للدفاع عن الأراضي الروسية".

نشأت سلطتا دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتان بمساعدة الكرملين في عام 2014 واعترف فلاديمير بوتين باستقلالهما عن أوكرانيا في شباط/فبراير، مبررًا غزوه بالحاجة إلى حماية السكان الناطقين بالروسية.

في الوقت نفسه، أقر مجلس النواب الروسي (مجلس الدوما) قانونًا يشدد إلى حد كبير أحكام السجن في حق الجنود الروس الذين يستسلمون للعدو أو يفرون أو يرتكبون أعمال نهب.

خلال تسلمه أوراق اعتماد سفراء جدد، وعد بوتين الثلاثاء بمواصلة سياسته الخارجية "السيادية"، وندد بنزعة "الهيمنة" الأميركية قبل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي