هل تكون القشة التي قصمت ظهر البعير ؟ : حجاب فتاة إيرانية يعيد الاحتجاجات للشارع الإيراني

خاص الامة برس
2022-09-20

وفاة "مهسا أميني" تتصدر عناوين الإعلام في إيران (الأناضول)رصد : عاطف دبل

وفاة فتاة بعد اعتقالها من قبل قوات الأمن تثير احتجاجات في الشارع الإيراني ضد التطبيق الجبري للقيم التي فرضتها الثورة الإسلامية.

حجاب غير لائق" يودي بحياة فتاة إيرانية."
اندلعت احتجاجات في غرب إيران خلال جنازة الشابة (مهسا أميني)، وذلك بعد اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق مساء الثلاثاء 13 سبتمبر بدعوى تطبيق القواعد الصارمة الخاصة بارتداء الحجاب، وهو ما يشير لاحتقان داخل المجتمع الإيراني ضد قيم الثورة الإسلامية والتي تسيطر على الحكم في إيران منذ العام 1979.
وكانت الفتاة، البالغة من العمر 22 عام، قد أصيبت بغيبوبة بسبب اعتداء قوات الأمن عليها وتم نقلها لمستشفى طهران لأيام قبل أن تعلن أسرتها وفاتها الجمعة 16 من سبتمبر وقد أكدت الأسرة المكلومة أنها لن تتنازل عن حق ابنتها الراحلة.
وزعمت السلطات الإيرانية أن الفتاة قد أصيبت بنوبة قلبية فجأة أدت لانهيارها، فيما تمسكت أسرتها بسيناريو وفاتها بسبب إصابتها بتلف شديد في الدماغ جراء الضرب المبرح الذي تعرضت له على يد قوات الأمن في مركز احتجاز بالعاصمة طهران.

احتجاجات تجتاح مدن إيرانية
تحولت جنازة مهسا أميني لمظاهرة مثلت بداية احتجاجات في الشارع الإيراني، فقد انطلقت من بلدة "سقز" مسقط رأس الفتاة في محافظة كردستان الغربية، هذا وقد قام عدد من النساء بخلع الحجاب احتجاجا على إجبارهن على ارتداؤه.
يذكر أنها ليست المرة الأولى لمثل هذا الرفض المجتمعي لقيم الثورة وخاصة الحجاب وشكل اللباس المفروض قهرا على الجميع، فقد نظمت العديد من الحملات النسائية لدعم ذات التوجه في إيران، ولكن كانت تتصدى لها قوات الأمن عبر القمع والاعتقالات.
لكن تأتي الحملة الأخيرة والتي مثلت وفاة مهسا شرارتها، بعدما وقع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في 16 أغسطس الماضي مرسوما ينص على فرض عقوبات أقسى على كل من يخرق القانون في هذا الصدد سواء في الشوارع أو على الإنترنت.
وجاءت هتافات المشيعين للجنازة ضد المرشد الأعلى، والذي وصفه المتظاهرون "بالديكتاتور"، وكذلك ضد النظام بأكمله، وقد وصلت التظاهرات الغاضبة نحو مكتب المحافظ، وعليه وقعت قوات الأمن في فخ إطلاق النار على المتظاهرين وشن حملة اعتقالات، مما أدى إلى زيادة حدة المشهد وأثار ردود أفعال واسعة.

ردود الفعل الدولية
تصدرت الولايات المتحدة جمهور المنددين بما حدث للفتاة، فقد كتب المبعوث الأمريكي الخاص لشئون إيران " وفاة مهسا أميني بعد إصابات تعرضت لها في الحجز بسبب ارتداؤها حجاب غير لائق مروعة ... يجب محاسبة المسؤولين عن وفاتها"
وقد وصف البيت الأبيض الواقعة بأنها " أمر لا يغتفر"، ووعد جيك سوليفان مستشار الأمن القومي للرئيس جو بايدن بأن الجانب الأمريكي سوف يستمر في العمل على محاسبة المسؤولين الإيرانيين عن مثل هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان.
يأتي هذا التنديد الأمريكي في وقت تشتعل فيه الأزمات بين الغرب والنظام الإيراني وذلك على خلفية التعثرات المتلاحقة في ملف المفاوضات النووية المعروف (خطة العمل المشتركة)، فتكون بذلك إيران قد وضعت بين يدي الإدارة الأمريكية ورقة جديدة، تتمثل في ملف حقوق الإنسان، للضغط على النظام الإيراني.
ومن جانبها دعت منظمة العفو الدولية لإجراء تحقيق جنائي حول مزاعم التعذيب وغير ذلك من سوء المعاملة في الحجز، وتقديم كل الأفراد الواقع عليهم المسؤولية للعدالة.

خاتمة
جملة ما تقدم أن وفاة الفتاة مهسا أميني وما تبعها من احتجاجات تشير لحالة من الاحتقان ضد بعض القيم التي تفرضها السلطة جبرا في الجمهورية الإسلامية،
كما أن أسلوب قوات الأمن في التعامل مع المتظاهرين يسبقها ذات الأسلوب مع الفتاة والتي أودى بحياتها، يهدد النظام الإيراني بأكمله،
في ظل العقوبات الاقتصادية والأزمات العالمية التي تفتك باقتصاد إيران وتؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين، تضيف اليوم قوات الأمن ملف "انتهاك حقوق الإنسان" الذي يجعل النظام الحاكم في مهب تنديدات خارجية واحتجاجات داخلية.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي