هذا ما يحتاج إليه الطفل المريض بـ"السكري"

زهرة الخليج
2022-09-24

هذا ما يحتاج إليه الطفل المريض بـ"السكري" (زهرة الخليج)

تمثل رعاية طفل مصاب بمرض السكري مسؤولية كبيرة، تتطلب معلومات كافية ووافية عن هذا المرض، ودراية واسعة بأفضل وسائل العناية به، والإلمام كلياً بالمحظورات. ولابد لنا من إدراك أن رعاية طفلٍ مصابٍ بالسكري تتطلب جهداً إضافياً، لينعم دائماً بالراحة، وليكون محمياً من أي مضاعفات هو بغنى عنها. 
الدكتور شريف الريفي، استشاري طب الأطفال ورئيس قسم السكري والغدد الصماء لدى الأطفال في مركز "إمبريال كوليدج لندن للسكّري"، يقدم خمس نصائح رئيسية، يجب تذكرها دائماً عند رعاية طفل مصاب بمرض السكري

على الرغم من أن تعريف مرض السكري واحد بالنسبة لجميع المرضى، فإن حالة كل مريض تختلف عن الآخر، تبعاً لظروفه البدنية والصحية واستجابة جسمه للمرض بحد ذاته. لذلك، يتعين علينا، دائماً، معرفة حالة طفلنا بدقة متناهية، والاستفسار من مقدم الرعاية المختص عن وتيرة جرعات الأنسولين، والإجراءات الواجب اتخاذها في الحالات الطارئة.
فبعض الأطفال المصابين بالسكري يتبعون وتيرة يومية معينة لفحص مستوى السكر في دمهم. ويقومون بذلك عبر استخدام جهاز مراقبة سكر الدم المستمر، أو عبر مقياس وخز الإصبع التقليدي. ويكون، في العادة، الأطفال المصابون بالسكري على دراية بطريقة وموعد فحص سكر دمهم، إلا أنه لا ضير من تذكيرهم إذا اقتضت الضرورة. 
وتتوفر أجهزة مراقبة سكر الدم المستمر القابلة للاتصال بالهواتف المتحركة للوالدين، إذ تمنحهما القدرة على مراقبة المعلومات الصادرة عن الجهاز حول مستويات السكر في دم طفلهما. وتساعدهما هذه الأجهزة في مراقبة حالة طفلهما باستمرار، والاستجابة سريعاً لأي طارئ مفاجئ. 

إن الحصول على الحماية من حرارة الصيف مسألة في غاية الأهمية للجميع، وينطبق هذا الأمر على الأطفال المصابين بالسكري أيضاً، نظراً لأن التعرض الزائد لأشعة الشمس يتسبب بارتفاع سكر الدم لديهم. 
فإذا كان الأطفال يستمتعون بوقتهم في الهواء الطلق، فيجب تشجيعهم على اللعب في المناطق المظللة، وتجنب الخروج في أوقات ذروة الحر خلال اليوم، وضمان استخدام واقيات الشمس باستمرار، وتذكيرهم بشرب المياه، وتشجيعهم على ارتداء ملابس تحميهم من أشعة الشمس، وقبعة لحماية رأسهم.

إن تناول المأكولات الصحية يساعد في السيطرة على مستويات السكر في الدم بسهولة أكبر، لاسيما أنه بصرف النظر عما يأكله الطفل، فإن الطعام سيرفع سكر دمه بشكل مباشر. لذلك، إن الفواكه، مثل: البرتقال والتوت الأحمر والأفوكادو والتفاح والبطيخ والتوت الأسود، تعتبر خيارات مثالية. 
وعلى أية حال، لا يعني ذلك منع الأطفال من تناول الحلويات، فإن هذا الوقت مخصص لاستمتاعهم، والطعام المحبب إلى قلوبهم جزء من متعتهم هذه. لذلك، يمكنهم تناول الحلويات طالما بقيت مستويات السكر في دمهم ضمن النطاق الصحي، ويتعين التحقق من حاجتهم لجرعة أنسولين إضافية إذا اقتضت الحاجة. 

لا يمكن، أبداً، تجاهل أهمية وفوائد النشاط البدني، لاسيما لمرضى السكري. فيمكن للرياضة مساعدتهم في ضبط مستويات سكر الدم، وتعزيز حساسية خلاياهم للأنسولين، الأمر الذي يدعم قدرتهم على مواجهة مقاومة الأنسولين. 
إلا أنه يجب أولاً التحقق من قدرة الطفل على ممارسة النشاط البدني، تجنباً لتخطيه حدود قدراته. كما تجب مراقبة كمية الكربوهيدرات التي يتناولها، وجرعات الأنسولين لديه، في حال إجهاد نفسه وتعديلها، حسب الحاجة. 
ونظراً لحرارة الطقس المرتفعة، يفضل حث الأطفال على ممارسة نشاطاتهم، واللعب داخل المنزل. فهنالك العديد من النشاطات التي يمكن لهم القيام بها في الداخل، مثل: لعب الغميضة، والرقص، وغير ذلك من النشاطات المسلية. 

هناك العديد من الأمور، التي يمكن القيام بها لضمان سلامة الطفل وراحته، إلا أنه من المهم منحه فسحة للتعبير عن مخاوفه بأريحية، ومناقشة أي أمر يشغل باله. ويمكن أن يساعد في ذلك سؤاله عن حاله بين الحين والآخر، وتشجيعه على التحدث، والاستماع له، والاستعداد دائماً لمساعدته. 
في نهاية المطاف، من حق جميع الأطفال دون استثناء الاستمتاع بطفولتهم إلى أقصى الحدود. لكن، إذا راودتكم أي شكوك حول حالة الطفل، أو عند تعرضه لوضع طارئ، فلا تترددوا في الاتصال بمقدمي رعايته الصحية، للحصول على النصيحة المثلى.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي