محللة أمريكية: روسيا توسع نطاق نفوذها في أمريكا اللاتينية دون أي تحرك أمريكي

د ب أ- الأمة برس
2022-10-03

تقول بيرجمان إن عمليات توسيع نطاق النفوذ الصيني والروسي في أمريكا اللاتينية معا ترقى إلى حد تهديد هائل لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة (ا ف ب)

واشنطن: ترى المحللة الأمريكية جوديث بيرجمان أن روسيا تسعى جاهدة لتوسيع نطاق نفوذها في أمريكا اللاتينية ،بصفة خاصة منذ قرر الرئيس فلاديمير بوتين غزو أوكرانيا وما أعقبه من عزلة روسيا على الصعيد العالمي.

وقالت بيرجمان ، وهى كاتبة صحفية ومحامية ، في تحليل نشره معهد جيتستون الأمريكي، إن وسيلة روسيا لتوسيع نطاق نفوذها في أمريكا اللاتينية مماثلة لأساليبها في أفريقيا حيث سعت في المقام الأول لممارسة النفوذ من خلال صفقات الأسلحة، واستخدام مرتزقتها، والتدخل في الانتخابات، ونشر المعلومات المضللة.

وفي شهر آذار/مارس عام 2015، قال الجنرال جون كيلي ،قائد سلاح مشاة البحرية ، في شهادة أمام لجنة الخدمات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي "إنه رغم أن تواجد روسيا في أمريكا اللاتينية لا يقارن في الحجم بتواجد الصين، فإن روسيا قامت مع ذلك في السنوات الأخيرة بتوسيع نطاق نفوذها في أمريكا اللاتينية".

وأضاف أن " مبعث القلق بصفة خاصة هو أن روسيا لا تعزز علاقاتها مع شركائها القدامي في أمريكا اللاتينية ، مثل كوبا ونيكاراجوا وفنزويلا فحسب، ولكنها تقيم الآن علاقات جديدة وأقوى مع دول كانت تميل تقليديا تجاه الولايات المتحدة مثل البرازيل والأرجنتين".

وقبل وقت قصير من غزو أوكرانيا ، اجتمع بوتين مع رئيس البرازيل جاير بولسونارو ورئيس الأرجنتين بينما وقع على اتفاق للتعاون الأمني مع فنزويلا.

وقال ريان سي بيرج ،مدير برنامج الامريكيتين في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إنه رغم هذا " اخرجت الولايات المتحدة نصف الكرة الغربي من قائمة أولوياتها وقلصت حجم استثماراتها هناك طوال عقود".

وأضاف " إن الصين وروسيا تدعمان الانظمة غير الليبرالية في نصف الكرة الأرضية مثل فنزويلا، مما يضاعف من التحديات الأمنية الإقليمية ويكبح التحولات السياسية نحو الديمقراطية ".

وقال بيرج في شهر آذار/مارس الماضي ،" إن كل هذا يُذكر بزيارة مفاجئة قام بها الرئيس الروسي آنذاك ديمتري ميدفيديف للمنطقة خلال الأزمة في جورجيا عام 2008، وكان كل هدفها إظهار أن روسيا ليست معزولة دوليا ".

وأضأف "عادة ما يعقب أي عدوان روسي في أوروبا تصعيد عسكري في أمريكا اللاتينية مثلما ارسلت روسيا قاذفات عسكرية من طراز تي يو -160القادرة على حمل قنابل نووية إلى فنزويلا لإجراء تدريبات في أعوام 2008و2013و 2018.

وقال الدكتور إيفان إليس ،استاذ أبجاث الدراسات الخاصة بأمريكا اللاتينية في معهد الدراسات الاستراتيجية بكلية الحرب التابعة للجيش الأمريكي في شهادة أمام اللجنة الفرعية لشؤون السياسة الخارجية التابعة لمجلس النواب الأمريكي لقسم الكرة الغربي في تموز/ يوليو الماضي"بينما كان احتضان الأنشطة العسكرية الروسية قاصرا على الأنظمة الاستبدادية المناهضة للولايات المتحدة ، فإن استعداد بعض الدول الأخرى لدعم وروسيا والتواصل معها مثير للقلق".

وأضاف أن "الأمثلة الرئيسية تشمل الدعم الرمزي والخطابي الذي اعطته حكومتا الرئيس الأرجنتيني البيرتو فيرنانديز ، والبرازيلي جايير بولسونارو لبوتين ، خلال زيارة قام بها كل منهما لبوتين فيما كان يستعد جيشه لغزو أوكرانيا".

وذهب الرئيس الأرجنتيني إلى أبعد من ذلك وعرض أن تكون حكومته البوابة لدخول روسيا إلى أمريكا اللاتينية ، ووصف الرئيس المكسيكي اندرياس مانيول لوبيز الدعم العسكري من جانب حلف شمال الاطلسي (ناتو) لمساعدة أوكرانيا على التصدي للعدوان الروسي بأ نه "غير أخلاقي."

وفي شهر حزيران/يونيو الماضي، اكد بوتين والرئيس البرازيلي اعتزامهما تعزيز شراكتهما الإستراتيجية.

وفي شهر آذار/مارس قالت الجنرال لورا جي ريتشاردسون ،قائدة القيادة الأمريكية الجنوبية في شهادة أمام لجنة الخدمات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي ، إن الإجراءات الروسية في أمريكا اللاتينية تقوض بشكل كبير الوضع الأمني هناك ، إضافة إلى تمكين الصين من كسب النفوذ.

وأضافت ريتشاردسون "سلامة الولايات المتحدة ،مرتبطة على نحو مباشر باستقرار وأمن شركائنا في أمريكا اللاتينية والكاريبي".

وأشارت بيرجمان إلى أنه يجب النظر إلى نفوذ روسيا المتزايد في أمريكا اللاتينية بالتزامن مع نفوذ الصين الهائل في المنطقة حيث تعد بالفعل الشريك التجاري الأكبر والمستثمر الأكبر أيضا بالنسبة لدول المنطقة عدا المكسيك.

وبينما وقعت 21 دولة في أمريكا اللاتينية والكاريبي على مبادرة الحزام والطريق الصينية ، لم تتزحزح مبادرة الرئيس الأمريكي جو بايدن التي يطلق عليها "إعادة بناء عالم أفضل " التي أعلنها في حزيران/يونيو عام 2021كوسيلة للتصدي للصين .

وتقول بيرجمان إن عمليات توسيع نطاق النفوذ الصيني والروسي في أمريكا اللاتينية معا ترقى إلى حد تهديد هائل لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة.

وبينما كان يقوم بايدن بحملته للانتخابات الرئاسية في شهر آذار/مارس عام 2020، تعهد باستعادة القيادة الأمريكية إلى المنطقة،وذلك ردا على سؤال عما إذا كان نفوذ الصين المستفحل في أمريكا اللاتينية يشكل تهديدا للأمن القومي الأمريكي

واختتمت المحللة الأمريكية تقريرها بالقول إنه حتى الآن ، لم يتخذ بايدن أي إجراء لترجمة أقواله إلى أفعال ، بينما تواصل روسيا والصين تعزيز مكاسبهما في المنطقة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي