أغذية مضادة لـ«الالتهابات»

زهرة الخليج
2022-10-03

أغذية مضادة لـ«الالتهابات» (زهرة الخليج)

يرى العديد من الأطباء أن مهمة تقليل الالتهابات بالجسم لا تنحصر في الأدوية فقط، بل أيضاً من خلال الأغذية التي نتناولها يومياً، وتعتبر هذه أفضل خطوة لمحاربة الالتهاب وأكثرها فاعلية. فالالتهاب هو ردة فعل الجهاز المناعي في الجسم، عندما يتعرض لظروف غير اعتيادية، مثل الإصابة بالإنفلونزا أو الحساسية، إثر التعرض لحبوب اللقاح، أو حتى التعرض للكيماويات المختلفة. والجسم يستجيب للالتهاب عن طريق خروج خلايا الدم البيضاء وتحولها لمحاربة سبب الالتهاب، والمفترض أن يأخذ هذا وقتاً قصيراً من الجسم للانتهاء منه. وكما تقول سارة عتيق الهاملي، اختصاصي التغذية المجتمعية، بمستشفى توام، التابع لشركة صحة - أبوظبي، «قد يستمر - في بعض الأحيان - الالتهاب حتى عندما لا تكون مهدداً من قبل مؤثر معين، حينها يصبح الالتهاب عدوك اللدود. وقد تم ربط العديد من الأمراض الرئيسية، بما في ذلك: السرطان، وأمراض القلب، والسكري، والتهاب المفاصل، والاكتئاب، والزهايمر، بالالتهابات المزمنة».

وتضيف الهاملي أن العديد من الدراسات التجريبية أظهرت أن مكونات الأطعمة والمشروبات، قد تكون لها تأثيرات مضادة للالتهابات، فاختيار الأطعمة المؤدية إلى تقليل الالتهابات ومحاربتها يؤدي إلى تقليل فرص الإصابة بالأمراض، وكلما كانت اختياراتنا لأغذيتنا عشوائية، فإن ذلك يؤدي إلى تسريع عملية الإصابة بالالتهابات، وظهور الأمراض. وتتعدد مسببات الالتهاب، ويدخل نمط الحياة المزدحم، الذي يعيشه معظم الأشخاص في وقتنا الحاضر، مثل: الإجهاد، والضغوط الاجتماعية، وقلة الحركة، وجودة النوم، والنظام الغذائي السيئ، ضمن محفزات الالتهابات. فالدهون المتراكمة حول أعضاء الجسم، وزيادة محيط الخصر، تؤدي إلى تعزيز الإشارات الالتهابية، التي قد تسهم في احتمالية الإصابة بالأمراض المعاصرة. وكذلك نقص الألياف في النظام الغذائي الخاص بنا، والتي تتوفر بكثرة في: الفواكه، والخضراوات، والحبوب الكاملة، والفول، والعدس، والمكسرات، والبذور، قد يزيد حجم المشكلة لتأثير هذه الأغذية في الميكربيوم (البكتيريا الصديقة)، ونموها في الأمعاء الصحية، والتي تتطلب مستويات عالية من الألياف في النظام الغذائي الخاص بنا.

وتوضح اختصاصي التغذية المجتمعية أن النظام الغذائي المضاد للالتهاب يشبه النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط، وكذلك نظام «داش»، حيث تتشابه في المبادئ نفسها، وهي: وجود الأطعمة التي تحتوي على الدهون الصحية (الدهون غير المشبعة الأحادية والمتعددة)، مثل: الأسماك الزيتية والمكسرات والزيتون، والمفتاح هنا هو التوازن العام بحيث يكون هناك الكثير من الأطعمة المتوازنة الصحية، وعدد أقل من الأطعمة الغنية بالملح والدهون والسكريات بشكل عام، مثل: الكربوهيدرات المكررة، مثل: الخبز الأبيض، والمعجنات، البطاطس المقلية والأطعمة المقلية الأخرى (مراعاة طرق الطبخ)، الصودا، وغيرها من المشروبات المحلاة بالسكر، اللحوم الحمراء (البرغر، وشرائح اللحم)، واللحوم المصنعة (النقانق، والسجق)، المارغرين، والسمن. 

وعن الطريقة المثلى للحصول على صحة جيدة، تقول الهاملي إن ذلك يكون من خلال الاستمرارية في نمط حياة بعيد عن الحرمان والتقييد، والتفكير أكثر في الإضافات الجيدة، بدلاً من الممنوعات؛ لتسهيل اتباع نمط الحياة الجديد بسلاسة، فمن الجميل التفكير في أنواع الخضراوات والفواكه، التي يمكن إضافتها بألوانها المختلفة، وألا نغفل البقوليات، والمكسرات، والبذور، والشوفان، والحبوب كاملة النخالة. وإضافة الدهون الصحية، مثل: زيت الزيتون، والأسماك الدهنية بمختلف أنواعها، والأفوكادو، وبذور الكتان والشيا. والتركيز على التوابل والبهارات لما لها من دور فعال في تخفيف حدة الالتهابات؛ لغناها بمضادات الأكسدة. وللتوتر وقلة النوم دور كبير في زيادة حدة الالتهابات، والعمل على التعديل في نمط الحياة أمر أساسي وضروري لعدم تفاقم المشكلة. وبالإضافة إلى تقليل الالتهاب قد تكون للنظام الغذائي ذي المصادر الطبيعية والأقل معالجة آثار ملحوظة في الصحة الجسدية والعاطفية، وتحسين الحالة المزاجية، ونوعية الحياة بشكل عام.

وتبين الهاملي، أن الأغذية غير الصحية تسهم في زيادة الوزن، وهذا في حد ذاته عامل خطر للإصابة بالالتهابات، لكن أثبت العديد من الدراسات - حتى بعد أن أخذ الباحثون السمنة في الحسبان - أن الصلة بين الأطعمة والالتهابات تظل موجودة، ما يعني أن زيادة الوزن ليست العامل الوحيد؛ حيث إن لبعض المكونات الغذائية تأثيرات مستقلة في الالتهاب، بالإضافة إلى زيادة السعرات الحرارية.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي