خريف المرشد الأخير : فقر وفساد وقمع.. ظروف قاسية فجرت الغضب في إيران

متابعات الأمة برس
2022-10-04

  أثار مقتل الشابة الكردية محساء أميني في حجز الشرطة الإيرانية شرارة مظاهرات دامية لاتزال مستمرة (أ ف ب)طهران ، عواصم - الأمة برس - لدى آلاف الإيرانيين العديد من الأسباب التي دفعتهم للخروج في الشوارع ضد قادة البلاد، من أهمها تردي الوضع الاقتصادي، وفق تقرير لصحيفة نيويورك تايمز.

ويشير التقرير إلى حالة الإيراني نادر (41 عاما)، موظف الإنشاءات الذي يعمل سائق تاكسي في المساء من أجل شراء الملابس والكتب المدرسية لابنه.

يقول نادر الذي اضطر للتخلي عن اللحوم الحمراء والدجاج بسبب التضخم: "لا أستطيع مواكبة ارتفاع الأسعار".

وحالة نادر مماثلة لحالات عشرات الآلاف من الإيرانيين الذين شاركوا في الاحتجاجات على مستوى البلاد ضد الحكومة خلال الأسبوعين الماضيين.

وتقول نيويورك تايمز إن لدى "هؤلاء الكثير من المظالم للاختيار من بينها: ارتفاع الأسعار، وارتفاع معدلات البطالة، والفساد، والقمع السياسي، والقانون الذي يطالب النساء بارتداء ملابس محتشمة وتغطية شعرهن".

وأثارت المظلمة الأخيرة الاضطرابات بعد وفاة الشابة، مهسا أميني، في عهدة شرطة "الأخلاق" التي اعتقلتها بسبب "ملابسها غير المناسبة" ما أدى إلى اندلاع احتجاجات جماهيرية في 80 مدينة على الأقل في جميع أنحاء البلاد.

وتقول الصحيفة إن "الحالة المؤسفة للاقتصاد الإيراني كانت واحدة من الأسباب الرئيسية التي دفعت الإيرانيين إلى النزول إلى الشوارع للمطالبة بالتغيير، وإن "اليأس الاقتصادي أحد العوامل التي وحدت معارضي الحكومة وأنصارها".

النظام الإيراني في مأزق

التظاهرات التي دخلت اليوم أسبوعها الثالث في إيران رغم سياسات القمع وحجب مواقع التواصل، تعبر عن أزمة حقيقية للنظام الإيراني حتى لو لم يكن مهددا بالسقوط، إذ تضعه أمام معضلة داخلية وسط تحديات كبيرة في الحكم.
ويقول التقرير إن "الإيرانيبن الذين أمضوا السنوات العديدة الماضية في اقتطاع اللحوم من ميزانياتهم، والبحث عن عمل، وتأخير الزواج والأطفال، غاضبون من قادتهم الذين يرون أنهم مسؤولون عن سوء إدارة الاقتصاد".

فالكثير من أبناء الطبقة العاملة يقعون تحت خط الفقر، والإيجارات ارتفعت عدة مرات، والعلامات التجارية الأجنبية تتلاشى من المتاجر أو أصبحت باهظة الثمن، والريال خسر الكثير من قيمته.

ولا يستطيع الشباب الإيراني المتعلم العثور على وظائف تتناسب مع درجاتهم العلمية، مثل أمير (24 عاما) خريج الهندسة المعمارية الذي يبيع الملابس في مركز تسوق بطهران.

وقال أمير للصحيفة إن معظم زملائه من كلية الهندسة يعملون في المتاجر أو سائقي أجرة. وأضاف: "لمعظمنا، تبدو معالم الحياة الطبيعية وكأنها أحلام بعيدة المنال"، وربما يكون السبيل الوحيد للخروج هو مغادرة إيران.

وتقول صحيفة واشنطن بوست إن الغضب الشعبي بعد وفاة أميني تزامن مع المظاهرات التي كانت مستمرة على نطاق أصغر ضد الحجاب الإجباري.

وبدأت السلطات في تطبيق إجراءات صارمة لتطبيق قوانين فرض غطاء الرأس في يوليو، وتم القبض على المتظاهرات والناشطات اللواتي تخلين عن الحجاب أثناء الحملة ضده.

وأثارت الناشطة سيبيده راشنو الجدل بعد أن قدمت اعتذارا علنيا لامرأة تم بثه على التلفزيون بعد مشادة معها داخل حافلة لرفضها ارتداء الحجاب.

وقال ناشطون إنه يبدو أنها أجبرت على تقديم هذا الاعتذار.

مهسا أميني قبل وبعد العدوان عليها (تواصل اجتماعي)

كانت العديد من النساء في ذلك الوقت قد نظمن حملة على وسائل التواصل الاجتماعي للاحتجاج على قانون الحجاب الحكومي.

وشاركت بعضهن صورا ومقاطع فيديو لأنفسهن دون ارتداء الحجاب في الأماكن العامة.

قالت الناشطة الحقوقية الإيرانية، شيرين عبادي إن الاحتجاجات بإيران، اندلعت في أكثر من 100 مدينة وموقع وتشارك بها كافة أطياف الشعب الإيراني، مشيرة، إلى أن المتظاهرين يرفضون بقاء الجمهورية الإسلامية بعد 40 عاما من الحكم السيء.
وأسفرت الاحتجاجات في إيران عن مقتل عشرات المتظاهرين واعتقال المئات وفرض قيود صارمة على الإنترنت.

وقال مسؤولون إن 154 شخصا، بينهم أفراد من الشرطة ومسلحون موالون للحكومة، لقوا حتفهم خلال الاحتجاجات. وأعلنت منظمات إيرانية لحقوق الإنسان عن حصيلة قتلى أعلى، حسب رويترز.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على شرطة "الأخلاق" الإيرانية بسبب الإساءة للنساء الإيرانيات، قائلة إنها تحملها المسؤولية عن وفاة مهسا أميني.


خامنئي يتهم أميركا وإسرائيل بالوقوف وراء الاحتجاجات في إيران

صورة مؤرخة في 4 حزيران/يونيو 2022 للمرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية على خامنئي في طهران (ا ف ب)

الى ذلك اعتبر المرشد الإيراني علي خامنئي أن الولايات المتحدة وإسرائيل تقفان خلف الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ أسابيع، على خلفية مقتل الشابة مهسا أميني، بعد توقيفها من قبل «شرطة الأخلاق».

كما اعتبر خامنئي أن الاحتجاجات على وفاة أميني كانت مزمعة ولم ينظمها إيرانيون عاديون، وذلك في تصريحات على هامش حضوره مراسم تخرج طلاب الأكاديميات العسكرية في طهران، وفق موقعه الرسمي، وفي أول تعليق له على الاضطرابات التي تجتاح البلاد منذ 17 سبتمبر (أيلول).

وفي محاولة لتهدئة الاحتجاجات، قال خامنئي إن وفاة الشابة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاماً «حطم قلبي بشدة»، واصفاً الأمر بأنه «حادثة مريرة». وتابع قائلاً إن «بعض الناس تسببوا في انعدام الأمن في الشوارع»، مضيفاً أنه كانت هناك «أعمال شغب» مخطط لها. وأعرب عن دعمه القوي لقوات الأمن، قائلاً إنهم واجهوا إجحافاً خلال الاحتجاجات.

 

بايدن: سنفرض عقوبات جديدة على إيران ردّاً على قمعها متظاهرين سلميين
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، ، قد أعلن بأن الولايات المتّحدة ستفرض عقوبات جديدة وأكلافاً إضافية على مرتكبي أعمال العنف ضد المتظاهرين السلميين في ايران، وشدد على ملاحقة ومحاسبة المسؤولين الإيرانيين مع الالتزام بدعم حقوق الإيرانيين في التظاهر والاحتجاج بحرية.

وكشف في بيان نشره البيت الأبيض أنه خلال الأسبوع الجاري ستعلن إدارته عن تلك العقوبات ضد مسؤولين إيرانيين، مبديا قلقه البالغ من التقارير التي تتحدث عن حملة قمع عنيفة ضد المتظاهرين السلميين في إيران بمن فيهم الطلبة والنساء الذين يطالبون بحقوقهم المتساوية والكرامة الإنسانية الأساسية.

وقال عن المتظاهرين الإيرانيين «إنهم يطالبون بمبادئ عادلة وعالمية تدعم ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان». وانتقد النظام الإيراني قائلا: «على مدى عقود، حرم النظام الإيراني شعبه من الحريات الأساسية وقمع تطلعات الأجيال المتعاقبة من خلال الترهيب والإكراه والعنف».

وتعهد باين بوقوف الولايات المتحدة إلى جانب «النساء الإيرانيات وجميع مواطني إيران الذين يلهمون العالم بشجاعتهم».

الرئيس الأميركي جو بايدن (أ ف ب)

وأشار إلى قيام الولايات المتحدة بتسهيل وصول الإيرانيين إلى الانترنت والمنصات الاجتماعية، وشدد على أن بلاده ستحاسب الكيانات الإيرانية مثل شرطة الآداب، المسؤولة عن استخدام العنف لقمع المجتمع المدني.

طلاب إيرانيون يهتفون: هذا لم يعد احتجاجا بل بداية ثورة

فيما يواصل الإيرانيون للأسبوع الثالث على التوالي، تظاهراتهم المنددة بقمع السلطات، لاسيما في جامعات العاصمة.
أفاد ناشطون، بانطلاق احتجاجات في طهران تطالب بإطلاق سراح الطلاب المعتقلين في البلاد.

كما هتف طلاب جامعة فردوسي في مشهد شمال شرقي إيران هتفوا اليوم أثناء إضرابهم، قائلين "هذا لم يعد احتجاجا.. بل بداية ثورة".
وفي وقت سابق اليوم، بدأ طلاب طهران، بالتعبير عن غضبهم عبر استخدام أبواق السيارات، بعد حملة الاعتقالات التي طالتهم، لا سيما في جامعة شريف.


ارتفاع عدد القتلى إلى 154 بينهم أطفال

إلى ذلك، أفادت منظمة حقوقية إيرانية، بارتفاع عدد قتلى الاحتجاجات في البلاد إلى 154.

وقالت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، الثلاثاء الماضي 4-10-2022، إن ما لا يقل عن 154 شخصا، بينهم أطفال، قتلوا في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ الشهر الماضي بسبب وفاة الشابة مهسا أميني بعد اعتقالها.

وأضافت المنظمة عبر حسابها على تويتر أن عدد الوفيات المؤكدة في أحداث العنف الأخيرة التي شهدتها مدينة زاهدان مركز محافظة سيستان وبلوشستان بجنوب شرقي البلاد ارتفع إلى 63 شخصا على الأقل.

متظاهرون في أحد شوارع طهران في 21 أيلول/سبتمبر 2022 (أ ف ب)

يذكر أن مهسا أميني، التي تنحدر من مدينة سقز الكردية في شمال غربي إيران، كانت توفيت في 16 سبتمبر (2022) بعد ثلاثة أيام من اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق، ومن ثم نقلها إلى أحد المستشفيات في طهران.
وقد أشعلت وفاتها منذ ذلك الحين نار الغضب في البلاد، حول عدة قضايا، من بينها القيود المفروضة على الحريات الشخصية والقواعد الصارمة المتعلقة بملابس المرأة، فضلاً عن الأزمة المعيشية والاقتصادية التي يعاني منها الإيرانيون، ناهيك عن القواعد الصارمة التي يفرضها نظام الحكم وتركيبته السياسية بشكل عام. ولعبت النساء دورا بارزا في تلك الاحتجاجات، ولوحت محتجات بحجابهن وحرقنه.

وشكلت التظاهرات التي عمت عشرات المدن خلال الأسابيع الماضية ولا تزال، شاملة مختلف الأعراق والطبقات، الاحتجاجات الأكبر منذ تلك التي خرجت اعتراضا على أسعار الوقود في 2019، وأفيد وقتها بمقتل 1500 شخص (حسب رويترز) في حملات قمع ضد المتظاهرين.


خلع الحجاب..واعتصامات في سجون النساء..واشتعال الجامعات..وتنديد أميركي بالقمع

واصل المحتجون الإيرانيون التظاهر في مختلف مدن إيران، واستمروا في إضرام النار في صور المرشدين الإيرانيين، فيما خلع النساء حجابهن، تحديا للقمع والتعتيم اللذين تفرضهما السلطات الإيرانية.

وأظهر فيدو تلميذات مدارس إيرانيات يخلعن الحجاب ويطردن مسؤولا في وزارة التربية والتعليم من المدرسة.

ووفقًا للتقارير ومقاطع الفيديو التي فقد خلعت الطالبات في مختلف المدارس في طهران وكرج حجابهن وهن يرددن شعارات ضد النظام.

كما هتفت الطالبات في مدرسة بمدينة كرج: "لا نريد الجمهورية الإسلامية".

وفيما ظهر المرشد خامنئي الاثنين 3-10-2022 للمرة الأولى منذ انطلاق الاحتجاجات التي أحرقت فيها صوره، أصدر حسن الخميني، حفيد مؤسس نظام الجمهورية الإسلامية في إيران، أصدر بيانًا أشار فيه إلى الاحتجاجات الأخيرة. وقال إن إهانة المرشد علي خامنئي عقبة كبيرة أمام أي نوع من التفاهم والحوار.
وأضاف أن الشعارات الحادة والغاضبة لن تثمر، وصحة خامنئي وسلامته لهما علاقة عميقة بسلام الوطن وإصلاحه.
متظاهرون ايرانيون يرفعون صورة مهسا اميني الفتاة التي اشعل مقتلها الغضب في طول وعرض ايران (أ ف ب)

تنديد غربي

وفي المقابل، صرح ولي عهد إيران السابق، رضا بهلوي، لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، قائلا: "نظام الملالي دمر الشرق الأوسط، وتسبب في موجات هجرة ضخمة إلى أوروبا، وزرع الإرهاب في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، يخشى البعض في الغرب من ثورة ديمقراطية ضد مثل هذا النظام؟ مثل هذا الرأي غير ناضج للغاية".

أما البيت الأبيض فقد أعلن أن انخراط أميركا في مفاوضات إحياء الاتفاق النووي مع طهران لن يمنع الولايات المتحدة من دعم حقوق الإنسان في إيران.

وأضاف بيان البيت الأبيض أن الولايات المتحدة منزعجة من قمع الاحتجاجات السلمية في إيران على خلفية مقتل الشابة مهسا أميني.

وفي السياق، قال وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفري، إن "القمع العنيف للمظاهرات السلمية في إيران أمر مروع"، مضيفا: "استدعينا القائم بالأعمال الإيراني في لندن على خلفية تفاقم قمع المتظاهرين السلميين".

وبناءً على تصويت الدول الأعضاء في مجلس إدارة الاتحاد الدولي للاتصالات على تشكيل الدورة المقبلة لهذا المجلس، فقد خسرت وزارة الاتصالات الإيرانية مقعدها الذي فازت به للمرة الأولى بعد الثورة.

اشتعال المدارس وتضامن الجامعات

في الوقت نفسه، استمرت التجمعات المناهضة للنظام في الجامعات الإيرانية، وانضمت المزيد من مدارس الفتيات إلى الانتفاضة الوطنية ضد النظام، فيما أصدر مجلس تنسيق نقابات المعلمين الإيرانيين بياناً يدعو إلى إضراب المعلمين في البلاد.

يشار إلى أن مقاطع الفيديو أظهرت أن الطالبات في إحدى المدارس في كرج خلعن حجابهن وهن يرددن شعار "الموت للديكتاتور".

وبعد يوم واحد من مهاجمة قوات الأمن جامعة شريف، عبر طلاب الجامعات الأخرى عن تضامنهم مع طلاب جامعة شريف ورددوا شعارات ضد قوات الباسيج.

وقد وثق مقطع فيديو وحشية قوات الأمن الإيرانية، حيث هاجمت عناصر الأمن موقف سيارات جامعة شريف بطهران لاعتقال الطلاب

وكانت جامعة طهران، وجامعة العلامة طباطبائي، وجامعة بهشتي، من جامعات طهران الرئيسية التي شهدت تجمعات مؤيدة للثورة الشعبية.

تظهر صورة حصلت عليها وكالة فرانس برس خارج إيران متظاهرا في طهران في 19 سبتمبر 2022 (ا ف ب)

وقد ردد المحتجون في هذه التجمعات شعارات مثل: "نحن نقاتل لنستعيد إيران"، و"ترفعون شعار الحسين وتقتلون الشعب"، و"لا نريد الحجاب ولا دورية الإرشاد".

وفي مدن أخرى، تجمع طلاب جامعة صنعتي أصفهان، وجامعة رازي في كرمانشاه، وجامعة فردوسي في مشهد، وجامعة زنجان، وجامعة كردستان للعلوم الطبية في سنندج، وجامعة التمريض في يزد، وجامعة شيراز.

وقد ردد طلاب الجامعات شعارات مثل: "هذه الجموع جاءت من أجل حب الوطن"، وقتلوا النخب وجاءوا برجال الدين بدلاً عنهم"، و"لن نذهب حتى نستعيد جامعة شريف"، و"لا تفكروا أنه يوم واحد سنتجمع كل يوم"، و"إيفين أصبح جامعة، وطهران أصبحت معتقلاً".

ورداً على الاحتجاجات بسبب الهجوم على جامعة شريف قال المتحدث باسم وزارة العلوم : "لم تدخل أي قوات عسكرية جامعة شريف الليلة الماضية، كانوا حول الجامعة". لكنه أضاف: "قد تنفعل القوات الأمنية في مثل هذا الموقف وتدخل الجامعة لنحو عشرة أمتار".

وقد أشاد المجلس التنسيقي للمنظمات النقابية للمعلمين الإيرانيين في بيان بشجاعة الطلاب الذين انضموا إلى الانتفاضة ضد النظام، وكتب: "أنتم تقاومون أحد أكثر أنظمة القمع وحشية في تاريخ الشرق الأوسط الحديث".

وفي الوقت نفسه، دعا عدد من النشطاء العرب الأهوازيين إلى المشاركة الفعالة لأهالي خوزستان في الاحتجاجات، وكتبوا في بيان: "الاحتجاجات الحالية تختلف بشكل واضح عن الانتفاضات السابقة، لأن كثافة المتظاهرين ونوع الشعارات تدل على حركة ثورية وتزيد من الأمل في إسقاط النظام".

اعتصام في سجن النساء

كما أعلنت مجموعة من السجينات في سجن إيفين اعتصامهن في سجن إيفين للنساء دعماً لـ"إضرابات واحتجاجات الشعب الإيراني"، وأيضاً احتجاجاً على "قتل وضرب وتعذيب المتظاهرين".

ومن بين هؤلاء السجينات نرجس محمدي، وعالية مطلب زاده، وسبيده قليان.


رجال في الحوزات يعزلون خامنئي

وفي تطور لافت، أصدر عدد من طلاب ومدرسي حوزات قم ومشهد وطهران بيانا أعلنوا فيه أنه على افتراض القبول بولاية على خامنئي، فإنه معزول عن الولاية بسبب "الجرائم الكثيرة التي ارتكبها طيلة سنوات حكمه وبسبب تكبره وتفرعنه واستبداده بالرأي".

و أكد البيان على أن الأحكام الصادرة من خامنئي والمسؤولين الذين قام بتعيينهم- بمن فيهم رئيس السلطة القضائية والقضاة- تفتقر إلى الشرعية، و"الاستناد إليها يعتبر استنادا إلى الطاغوت".

وقد أعلن الموقعون على البيان أنهم تلقوا رسالة تهديد حتى لا ينشروا أي رد فعل انتقادي، هذه الأيام، من مكتب المرشد في قم والذي يديره نجله مجتبى خامنئي.

وطلب رجال الدين من حوزات قم ومشهد وطهران طلبوا من النظام "إنهاء العنف ضد المحتجين بأسرع وقت"، و"الامتناع عن قتل المواطنين"، و"إطلاق سراح المعتقلين"، و"التمهيد لإجراء استفتاء تحت إشراف المنظمات الدولية".

وعلى المستوى السياسي، أدان 53 دولة عضوا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وفي بيان مشترك، استخدام العنف ضد المرأة في إيران، وأعربوا عن أسفهم لوفاة مهسا أميني، وطالبوا السلطات الإيرانية بالامتناع عن استخدام القوة ضد المتظاهرين السلميين.

خامنئي ..الرحلة الأخيرة خامنئي
دير بالذكر ان السيد علي خامنئي مرشد الجمهورية الايرانية كان قد سافر إلى مدينة مشهد الدينية قبل شهر تقريبا لأداء طقوس تُعرف باسم تنظيف الغبار في ضريح الإمام الرضا في مشهد، حيث نشرت وسائل إعلام إيرانية صورة له وهو في الضريح.

في الأثناء، قال خامنئي للأشخاص الذين يسافرون معه إنه شعر أنها قد تكون آخر مرة يزور فيها الضريح، بالنظر إلى عمره، وفقاً لأحد الأشخاص الأربعة، الذي كان على دراية بتفاصيل رحلته.

وقال الشخص إنه مرض بعد وقت قصير من وصوله إلى طهران، وتدهور وضعه الصحي.


أخير ..الجمهورية الاسلامية في مهب الريح : الاحتجاجات الطلابية تتزايد في مختلف المدن الإيرانية.. والطالبات يمزقن صور خميني وخامنئي

احتشدت النساء في جميع أنحاء العالم في احتجاجات تضامنية (ا ف ب)

في الأسبوع الثالث من انتفاضة الشعب الإيراني ضد نظام الجمهورية الاسلامية، ازداد احتجاج طالبات المدارس، وخلع العديد من الطالبات أوشحتهن، ورددن دون خوف شعارات ضد النظام الإيراني والمرشد علي خامنئي، ومزقن صور "روح الله خميني" من كتبهن.

وبالتزامن مع احتجاج الآلاف من طالبات المدارس في جميع أنحاء إيران، أضربت مجموعة من المعلمين في مدينتي سقز وسنندج، اليوم الثلاثاء 4 أكتوبر (تشرين الأول)، رافعين لافتات كتب عليها: "المرأة، الحياة، الحرية"، "مهسا أميني" و"يوم المعلم العالمي".

وتظهر مقاطع الفيديو أنه في يوم الثلاثاء 4 أكتوبر، تجمعت الطالبات في مدارس طهران، وشيراز، وسقز، وكرج، ورددن شعارات: "الموت للديكتاتور" و"المرأة، الحياة، الحرية".

وبحسب هذه الصور، فإن الطالبات المتجمعات في محيط المدرسة في شيراز صرخن في وجه حارس الأمن: "انصرف أيها الباسيجي وغادر" و"عديم الشرف".

وانتشرت في الأيام الأخيرة مقاطع فيديو لطالبات من المدارس في جميع أنحاء إيران يتجمعن، ويخلعن أوشحتهن ويرددن شعارات مناهضة للنظام الإيراني، وعلي خامنئي، ويمزقن صورة روح الله خميني من الكتب، وينزلن صورة المرشد الإيراني من جدار صفوف المدارس.

كذلك، في الأيام الماضية، ومنها يوم الاثنين 3 أكتوبر، دعمت مجموعة من الطلاب الذكور الحركة الاحتجاجية للطالبات بالظهور في الشارع بعد المدرسة.

كما انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي أظهر طالبات يطردن مسؤولا تربويا خارج المدرسة بترديد شعار "عديم الشرف.. عديم الشرف".

وانتشرت حتى الآن العديد من مقاطع الفيديو للطالبات اللائي يقفن جنبًا إلى جنب مع انتفاضة الشعب الإيراني، بقطع صور مسؤولي الجمهورية الإسلامية من كتبهن المدرسية وإشعال النار فيها، وإزالة إطار صورة علي خامنئي من حائط الصفوف الدراسية.

وخلع العديد من هؤلاء الطالبات أوشحتهن داخل المدرسة، وحثثن المعلمات على دعمهن من خلال إطلاق الشعارات.

واستمرارا لهذه الحركات الاحتجاجية، أشاد المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين الإيرانيين، يوم الاثنين 3 أكتوبر، بشجاعة جيل ما بعد 2000، ودعا الطلاب والطالبات إلى "تحويل الفصول الدراسية إلى حصن لحرية التعبير والمطالبة بالحرية والعدالة".

في غصون ذلك، بعد صمت طويل علّق المرشد الإيراني علي خامنئي، على هذه الاحتجاجات، يوم الاثنين 3 أكتوبر، بعد أسبوعين من تشكلها واتساع رقعتها في إيران.

وخلال خطابه في حفل تخريج ضباط بالقوات المسلحة، أصدر ضمنيًا إذنًا بقمع المزيد من المتظاهرين.

واعتبر خامنئي في خطابه التواجد الاحتجاجي للشباب والمراهقين في الشوارع بسبب الإثارة لمشاهدة أحد البرنامج على الإنترنت، وقال: "يمكن توعية هؤلاء الأشخاص بأنهم مخطئون من خلال تنبيههم لبعض الأمور".

وأخير وبغض النظر عن صمود النظام الايراني أو انهياره فان الأكيد في الأمر بأن هذا الخريف هو خريف المرشد الأخير بدون أدنى شك ، ومن بعده تقف الجمهورية الاسلامية أمام تحديات صعبة وخطرة ليست كسابقاتها !!







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي