إذا لم يجنح الحوثي الى السلام فسيكون هناك رد عسكري قوي مؤلم

السفير اليمني في واشنطن للعربي الامريكي اليوم : الحوثي لا يفهم غير منطق القوة والمشكلة اليمنية معقدة ولكنها قابلة للحل

خاص الامة برس
2022-10-24

الزميل رئيس التحرير في حواره مع السفير اليمني في واشنطن (العربي الأمريكي اليوم)على الغرب أن يفهم أن ثمة ضرورة لضغط عسكري على الحوثي يتعبه جهد سياسي يفضي الى سلام دائم ومستدام 
الحوثي جزء من المجتمع اليمني ولا نريد إلغاءه بل نريده أن يجنح الى السلام وأن يعود الى حضن الوطن
تقوية الشرعية عبر تقوية العاصمة عدن وعبر فتح السفارات لدول الاقليم ودول العالم أمر ضروري ومهم
لاحظت نقلة نوعية في مسيرة الجالية اليمنية في ميشيغان من جميع النواحي ويجب ان تستمر


حاوره : عبدالناصر مجلي
الناشر ورئيس التحرير

ينتمي السفير اليمني في وشنطن الى جيل الشباب الذين يتعاملون مع معطيات الاحداث بعملية ومسؤلية ويحاول من خلال جولته في ولاية ميشيغان وولايات أخرى تحتضن جاليات يمنية يحاول تجسير الهوة بين تلك الجاليات لتوحيد المجتمع اليمني في المهجر الامريكي للعمل لصالح قضايا اليمن العادلة وهنا تعريف بالأخ السفير :

بطاقة
محمد عبد الله الحضرمي (28 أكتوبر 1979 م)، سياسي ودبلوماسي يمني من مواليد العاصمة اليمنية صنعاء، تعود أصوله إلى قبيلة همدان في محافظة صنعاء، شغل منصب وزير الخارجية في حكومة معين الأولى في الفترة من 19 سبتمبر 2019 حتى 18 ديسمبر 2020.

تعليمه
ماجستير في سياسة التنمية من معهد التنمية الكورية كلية السياسة العامة والإدارة في سول، كوريا الجنوبية.
ماجستير في الدبلوماسية والعلاقات الدولية من جامعة فيرلي ديكنسون الأمريكية بولاية نيوجيرسي، الولايات المتحدة الأمريكية.
بكالوريوس في العلوم في نظم المعلومات الحاسوبية من جامعة ولاية ميزوري الأمريكية

وله العديد من الاوراق والمقالات المنشورة ابرزها:
ورقة “إحياء عملية السلام في اليمن” (باللغة الإنجليزية – مايو 2018)
ورقة “حرب اليمن ضد الإرهاب” (باللغة الإنجليزية – يوليو 2017)
ورقة “انهاء الأزمة في اليمن” (باللغة الإنجليزية – فبراير 2017)
ورقة بحثية “فلسطين- وجهة نظر عربية” (باللغة الإنجليزية – مايو 2010)

مسيرته المهنية

شغل عدة مناصب في وزارة الخارجية اليمنية، حيث عمل في رئاسة قسم الجوازات بوزارة الخارجية – صنعاء 2004- 2008، وكسكرتير أول في البعثة الدائمة للجمهورية اليمنية لدى الأمم المتحدة – نيويورك خلال الفترة من 2008- 2012، ومن ثم كسكرتير أول بمكتب وزير الخارجية - صنعاء 2012 - 2014، وكسكرتير وزير الخارجية للفترة من 2014- 2015، وعمل بعدها كمستشار بمكتب وزير الخارجية في الرياض 2016، وكمسؤول للشؤون السياسية في سفارة الجمهورية اليمنية – واشنطن 2016- 2018، ومن ثم نائباً لسفير الجمهورية اليمنية لدى الولايات المتحدة الأمريكية بواشنطن، ونائباً لوزير الخارجية اليمنية 2018 - 2019، ومن ثم تم تعيينه قائماً بأعمال وزير الخارجية بعد استقالة الوزير خالد اليماني، وشغل هذا المركز لأربعة شهور من يونيو إلى سبتمبر 2019. قبل تعيينه في 24 مارس 2022 سفيرا لدى واشنطن.

وعلى هامش زيارته لميشيغان وبرغم إزدحام برنامجه العربي الامريكي اليوم إلتقته وكان معه هذا اللقاء 

# أولا كيف رأيت الجالية اليمنية في ميشيغان وفي غيرها من الولايات ؟
في البدء أود أن اتوجه بالشكر لمجلة العربي على هذه الاستضافة والحوار معك أخ عبدالناصر ، أما بالنسبة للجالية اليمنية في ميشيغان وفي بقية الولايات فهي أكثر من رائعة وفريدة لاسباب عديدة منها أنها تشكل ثقل سكاني كبيروتشير التقديرات بأن اعدادهم تصل الى 350 ألف يمني في عموم أمريكا ، ويمكن توظيف هذا الوجود بشكل جيد في المشهد الاغترابي ، كما أن أبناء الجالية اليمنية يمتازون بحبهم الشديد لليمن ،وشغفهم به بحيث أن كل ما يرتبط باليمن موجود هنا وبالتالي فنحن أمام مجتمع يمني في أرض أمريكية فهم ليسوا مغتربين لانهم يحملون الجواز الامريكي ، وانا منذ أن تسلمت منصبي كسفير لليمن منذ شهر نيسان أبريل الماضي ، وضعت نصب أعيني مهمة إيجاد جسورتواصل بين السفارة والجالية اليمنية ، وأن كنت لست غريبا على الجالية حيث كنت في موقع نائب السفير الى جانب انني خريج أمريكا ولدي فكرة عن الجالية اليمنية ، ولكن في هذه الزيارة أكتشفت أمورا أخرى .

# كيف تنظر الى حضور الجالية اليمنية في المشهد الانتخابي وتأثيرها في المناطق التي تشهد وجودا لها ؟

- أستطيع القول بأني لاحظت نقلة نوعية في مسيرة الجالية اليمنية في ميشيغان، من جميع النواحي وسبب هذه النقلة النوعية الايجابية هو اهتمامهم بالتعليم الذي أتاح لهم فرصة الولوج في أروقة السياسة ، وغيرها من المواقع الاقتصادية والوظيفية ، ونشهد الان تجليات ذلك من خلال وجود أشخاص من أصل يمني في موقع عمدة لمدينة مثل هامترامك ، أو أعضاء في المجلس البلدي أو المجلس التعليمي وهكذا ، وأعتقد أن الاستمرار في مسيرة التعليم والتنمية سينقل أبناء الجالية لمديات أعلى وأكبر على صعيد المشاركة السياسية وغيرها من الفضاءات .
وخلال زيارتي لميشغان وأنا أتجول بين منظمات ومؤسسات الجالية وقد رافقني عميد الجالية هنا في ميشيغان الناشط المعروف علي بلعيد أو كما ينادى أبو ظافر ، وتحدث لي عن مسيرة الجالية وكيف أنها مرت بمراحل عديدة حتى وصلت الى هذا المستوى ، حيث يعود تاريخ تواجدها الى القرن التاسع ، ومنذ إفتتاح مصنع فورد في العام 1927 بدأ التقاطراليمني على المهجر الامريكي في هذه الولاية وولايات أخرى ، وقد تشرفت وألتقيت بممثلي 12 منظمة يمنية هنا ، ويمكن القول أن الجالية اليمنية باتت تهتم بالتعليم الان أكثر من أي وقت مضى ، حيث تقول بعض المصادر بأن أول شخص تخرج من الثانوية العامة هنا كان في الاربعينيات ومصدر آخر يقول في الثمانينات ، ولكن حصيلة الامر أن التمسك بطريق العلم هو مفتاح تطور مسيرة الجالية ، وقد التقيت بأطباء ورجال أعمال وقضاة وسيدات والجميع أكد على أهمية العلم ، ويمكن القول أنه لازال الكثير من الانجازات التي يمكن للجالية اليمنية تحقيقها بما ينسجم مع ثقلها السكاني .
أما وجودي اليوم بين أبناء الجالية فهو لتحقيق هدف توحيد منظمات الجالية في كيان واحد لينشط في أروقة صناعة القرار الامريكي، لايصال قضايا اليمن بموضوعية وشفافية ،وهذا لا يلغي وجود تلك المنظمات ، التي استمعت الى ممثليها وقد لمست ان قضية ما على سبيل المثال حينما تطرح من اكثر من طرف وكل مرة من زاوية معينة ، وبدوري حاولت لم شمل الجالية حينما تسنمت موقعي في السفارة وقمت بتوجيه الدعوة لـ55 شخص من وجهاء الجالية ، في بيت السفير بواشنطن وقد جاءوا قرابة الـ70 شخصا، وكلهم مرحب بهم ، وقد طرحت عليهم حينها أن يقدموا الدعم للسفارة، لمواجهة التحديات وابرزها إنقلاب الحوثي الغاشم ، وما سببه من كوارث وتداعيات في المشهد اليمني ، ومادفعني لهذا هو رؤيتي للملف اليمني يطرح في أروقة صناعة القرار الامريكي والدولي بشكل غير صحيح وموضوعي ، فثمة من يتناوله وكأنه ملف لمكافحة الارهاب ، وآخر يتناوله م زاوية التحالف العربي والدولي بما ينسجم مع المصلحة الاقليمية والدولية ، في حين أنني إلتقيت مع مختلف تيارات الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الكونغرس من تقدميين ومحافظين ، وأوضحت لهم حقيقة ما جرى ويجري في اليمن، وكيف أن اليمن بحاجة الى إعادة الشرعية ومعالجة الازمة بالطرق السليمة، التي تحقق العدالة لجميع الاطراف وتنهي الازمة الانسانية القائمة ، وقد رد علي َّ البعض من نواب الكونغرس بأنهم لا يعرفون ماذا يريد اليمنيون بمختلف تواجهاتهم ومستوياتهم الفكرية والاكاديمية ، لذلك طرحت ُ على أخوتنا في الجالية توحيد المنظمات العاملة في مجتمع الجالية بكيان واحد ، لتوحيد الصفوف والاهداف الوطنية التي تصب لصالح المصلحة الوطنية العليا لليمن ، وقد لمست استجابة وسوف يزور الولاية في القادم من الايام وفد من ولايات اخرى للعمل على ذلك الهدف، كي تستطيع الجالية التعبير عن قضية اليمن بشكل موحد ومركزي وغير مشتت ومنقسم بحسب المصالح الضيقة ، كما أن فضاء التعاطي مع الجانب الامريكي سيركز على قضايا الهجرة والتعليم وأمور أخرى.

الزميل رئيس التحرير في حواره مع السفير اليمني في واشنطن (العربي الأمريكي اليوم)

# على ذكر الحديث على أهمية توحيد الجالية فقد قمت شخصيا قبل سبع سنوات بتاسيس نقابات وأندية يمنية أمريكيةوقد راودتني فكرة ضرورة توحيد هذه الكيانات لصالح قضايا اليمن ، وحسنا أن تمضي السفارة بهذا المسار ، لكن دعني أدخل معك الان مباشرة الى الشأن اليمني الشديد السخونة عبر هذا السؤال : الى اين يمضي اليمن اليوم في حالة اللا حرب واللا سلم ؟


- اليمن وللاسف الشديد مر خلال هذه السنوات التي أعقبت إنقلاب الحوثي على الشرعية ، بظروف شديدة التعقيد بسبب الصراع القائم وما رافقه من أحداث كثيرة ومتشعبة ، بحيث تحولت قضيته الى قضية دولية تتفاعل دوليا وأقليميا ، وما يزعج في الأمر أن ثمة مغالطات يتناولها الاعلام العربي تارة والغربي تارة أخرى ، فيما يتعلق بتسويق فكرة الحرب بالوكالة في اليمن ، والامر ليس كذلك إنما هو صراع سياسي نشب بسبب إنقلاب الحوثي المفاجئ خلال المرحلة الانتقالية بعد طي صفة نظام علي عبدالله صالح ، والخلاف كما قلت هو يمني يمني وليس حرب بالوكالة بين إيران والسعودية كما يشاع في الكونغرس لدى بعض النواب ، مثل أنه اذا اوقف التحالف العربي الحرب سينتهي الصراع ، والحقيقة غير ذلك من خلال المعطيات على الارض ، بل نحن نعتقد بأن الأزمة ستتفاقم وتزداد خطورة ، علما بأن اليمن واقع في اقليم غني بالنفط ، والاستقرار ضرورة حتمية للحفاظ على انسيابية تصدير النفط للدول الى العالم، الى جانب الممرات المائية التي تحيط باليمن والتي تحتاج الى استقرار لضمان سلامة الملاحة الدولية ، وحين سلمت ُ اوراق إعتمادي للرئيس جو بايدن وضحت له الصورة ، فأكد لي بأن أستقرار وإنهاء الصراع فيه هو أولوية لادارته لتأثيره على الاستقرار العالمي ، من نلحية اخرى أعود وأكرر بأن الحرب في اليمن هي ليست طائفية او بالوكالة بل هي سياسية ، ونواب الكونغرس الامريكي يطرحون الحل بشكل خاطئ للأسف الشديد .

# تعليقا ً على إشارتكم حول عدد من نواب الكونغرس الذين يطرحون حلولا غير منطقية قد يكون ذلك نكاية بالسعودية والامارات لانهم يعتبرنهم أطراف متدخلة بالشأن اليمني الى جانب إيران ، وسؤالي هو كيف سمح اليمنيون بتدخل أطراف إقليمية ، أين ذهبت الحكمة اليمانية ؟

- للاسف في أعقاب أحداث الربيع العربي والمخاض الذي رافقها سواء في المشهد اليمني أو غيره في الاقليم ، سارعت معظم القوى اليمنية بصياغة خطوات المرحلة الانتقالية بشكل سلس الى جانب وجود المبادرة المبادرة الخليجية للم الشمل اليمني، وقد إنخرطنا في حوار وطني شامل شارك فيه قرابة 655 شخصا من مختلف التيارات الوطنية بمن فيهم الحوثيون ، نظم الحوار بين هؤلاء لغرض تنظيم فترة انتقالية، يتم خلالها وضع دستور وميثاق وطني وحكومة انتقالية وانتخابات وكل ما يلزم بتدشين مرحلة جديدة سياسية في اليمن، قائمة على العدالة والمشاركة لجميع أبناء اليمن ولكن ما حدث هو إختطاف تلك المرحلة من قبل الحوثيين ، الامر الذي أدخلنا في نفق الصراع وتداعياته الكارثية على الشعب اليمني ، الذي مازال يعيش أسوأ كارثة انسانية في الراهن المعاصر ، والسبب يعود في عدم تمكن التحالف من إنهاء انقلاب الحوثي هو الدعم الايراني المستمر من خلال تأمين الاسحلة النوعية لهم لادامة الصراع .

# كيف يتم وصول الدعم الايراني العسكري والبلد محاصر ؟

- لم تكن اليمن محاصرة في بداية الازمة وعندما كنا نخوض في جولات الحوار الوطني كانت ايران ترسل شحنات الاسلحة للحوثيين ، ولا تنسى ان لدينا حوالي 1100 ميل حدود ساحلية بحرية يمكن اختراقها ، الى جانب 1000 ميل حدود برية في كافة الاتجاهات ، ويمكن حدوث عمليات تهريب من خلال القوارب الصغيرة، التي تستلم من السفن الكبرى الاسلحة وقد ذكرت الجهة الدولية المعنية بالمراقبة مثل هذه الحوادث ، كما أن السبب الثاني الذي ساهم في عدم التمكن من إنهاء انقلاب الحوثي ، هو الخلافات الحاصلة داخل كيان الشرعية اليمنية والاختلاف بوجهات النظر والمناكفات ، التي حالت دون التوصل لانهاء ذلك الانقلاب الغاشم ،الى جانب صراع الاجندات الاقليمية التي ساهمت بتغليب طرف على طرف آخر في معادلة الصراع ، وقراءة الاوضاع من قبل بعض فئات المجتمع اليمني بشكل مغاير، ساعد في توسيع التشتت الامر الذي جعل الحوثي يستفيد من هذه المعطيات ولا ننسى القضية الجنوبية وتفاعلاتها ، وعليه أقول لابد للشعب اليمني أن يدرك بأن الانقلاب الحوثي وتوسعه في الجغرافيا اليمنية ، ينصب في مصلحة المشروع الايراني التوسعي في المنطقة .
وإذا نظرنا الى الهدنة الاخيرة التي أقرت بين الحوثي والشرعية ، سنكتشف الى أي مدى يطرح الحوثي شروطه المجحفة امام الشرعية ، ومع ذلك تقبل الشرعية لانجاز شرط الهدنة ومع ذلك لا يفي الحوثي بتعهداته إزاء الهدنة وقد تم تجديد الهدنة مرتين ، إلا أن الحوثي لا يزال يحاصر 4 مليون شخص في مدين تعز لانهم رفضوا انقلابه، والحوثي بارع في إختطاف القضايا الانسانية ، بينما لا يزال يقطع الطريق ويمارس الفوضى في كل مكان وصل اليه ، واضطر الناس خلال فترة كورونا الى المشي على الاقدام للخروج من الحصار وثمة من تعب ومرض َ ، وفي كل مرة يفرض الحوثي شروطه كما حدث بعد مرور 6 شهور على الهدنة، حيث جاءت وثيقة جديدة لتجديد الهدنة ووافقنا عليها لتخفيف المعاناة الانسانية ، واشترط خلالها الحوثي دفع الرواتب للميليشات علما أنه يفرض الاتاوات على كل الشركات وغيرها من مصادر التمويل التي تصل الى 4 مليار دولار ومع ذلك لا يعطي منها الرواتب ، وقد تعرض الحوثي الى انتقاد المبعوث الدولي بسبب خرقه لشروط الهدنة وبدأ يخسر دبلوماسيا ، ومن الملاحظ أن لغة التصعيد وفرض الشروط يمارسها الحوثي كلما حدث تصعيد خلال مفاوضات ايران مع الاطراف الدولية حول ملفها النووي ، حيث نشهد تصعيدا لاذرع ايران في المنطقة ، كما لاحظنا في الهجوم على ميناء الضبة وهكذا يمارس الحوثي سلوكه تبعا للاجندة الايرانية وذلك السلوك بحاجة الى ردع عسكري من جديد .

# هل تعتقد أن ثمة رد عسكري قادم من قبل الشرعية ردا ً على تصرفاتهم تلك ؟

- أنا أعتقد أن ثمة حاجة لخطة (ب ) للتعامل مع الحوثي عدا ذلك لن يستطيع التحالف إنهاء انقلاب الحوثي على الشرعية ، كان أمام الحوثي فرصة للسلام حينما أمضينا 100 يوما في الكويت في العام 2016 ، وانخرطنا في محادثات السلام وكنا على شك توقيع اتفاقية سلام إلا أن الحوثي تراجع باللحظة الاخيرة بعدما تلقى اتصال من أيران وبالفعل غادر وفد الحوثي الى عمان وتلقى الاوامر الايرانية وعرقل محادثات السالم وأفسد الجهود ، وهم بذلك يعتقدون انهم بإمكانهم الحصول على مغانم أكثر ، وهي حسبة خاطئة لانه كلما طالت الحرب سيخسر الحوثي اكثر وعلى الغرب ان يفهم أن ثمة ضرورة لضغط عسكري على الحوثي يتعبه جهد سياسي يفضي الى سلام دائم ومستدام .

الزميل رئيس التحرير في حواره مع السفير اليمني في واشنطن (العربي الأمريكي اليوم)

# هل تعتقد أن ثمة إمكانية للحل العسكري وهل المجلس القيادي الرئاسي اليمني قادر على ذلك؟

- أكثر شئ تفاءلنا به هو تشكيل مجلس القيادة الرئاسي اليمني برئاسة د. رشاد العليمي وهو شخصية تحظى بإحترام الجميع، ويملك خبرة سياسية طويلة وقادر على معالجة الاختلافات ، والان قيادات المجلس موحدة يمكن القول ان 80 بالمئة تحت قيادة المجلس المذكور ، وكما ذكر د. العليمي خلال محاضرة في نيويورك في معهد الشرق الاوسط ، أن تحديات كبيرة تواجهنا ولكن لو توحدت جميع القوى لن يصمد الحوثي ، وحينها ستبرز خيارات السلام ، وبالنهاية الحوثي جزء من المجتمع اليمني ولا نريد إلغاءه بل نريده أن يجنح الى السلام والى خيمة الوطن الجامعة ولا ينفذ أجندة خارجية . وكلما تم تقوية عدن العاصمة ستقوى الشرعية وسيواجه الحوثي تحديات وسيكون الخاسر الاكبر هو .

# فيما يتعلق بالمجلس الانتقالي كيف يمكن للحلفاء السعودية والامارات الاختلاف حيال هذا الملف ؟

- تلك مخرجات الفوضى التي سادت الملف اليمني وأعود وأكرر كلما تمت تقوية الشرعية ، عبر تقوية العاصمة عدن وعبر فتح السفارات لدول الاقليم ودول العالم، سيضفي ذلك شرعية على المجلس القيادي للرئاسة ، وسيمكنه من أداء مهامه الى جانب ضرورة دعمه اقتصاديا وسياسيا وعسكريا ،ولدينا جيش ووحدات بحاجة الى توحيد ،والجميع يذكر ألوية العمالقة الذين أخرجوا الحوثي من بيحان وشبوة ،إذن فالأمر بحاجة الى ضغط عسكري حاسم يتبعه جهد سياسي متواصل يفضي الى اذعان الحوثيين الى السلام ، ومنع الدعم الايراني العسكري المتمثل بالسلاح النوعي الكورنيت والمناظير الليلية وغيره ،اما عن الجانب الاقتصادي فقد تعهدت دول التحالف في ابريل الماضي بدعم بلادنا باكثر من ثلاث مليار دولار كوديعة للبنك المركزي ودعم اقتصادي ومشاريع ولم يتم ذلك بشكل كامل حتى الان. وقد ذكورا انه سيتم قريبا تقديم جزء من هذا الدعم عبر الصندوق العربي للانماء اضافة الى دعم الميزانية اليمنية. .

# هل تعتقد أن مجلس القيادة الرئاسي يمتلك الحل فيما يتعلق بالقضية الجنوبية ؟

لقد نوقشت القضية الجنوبية الى جانب 9 قضايا منها صعدة وغيره خلال مؤتمر الحوار الوطني الشامل وتم طرح الكثير من الحلول العادلة ومع ذلك هناك توجه الى تقديم حلول للقضية الجنوبية ولكن بعد إنهاء انقلاب الحوثي كي يتم معالجة الملفات بشكل متسلسل وعادل ، وقد اكد ذلك نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اللواء عيدروس الزبيدي
الزميل رئيس التحرير في حواره مع السفير اليمني في واشنطن (العربي الأمريكي اليوم)

# هل تعتقد بأن وجود الرئيس د. رشاد العليمي على رأس مجلس القيادة الرئاسي قد يساعد في إستعادة اليمن وبنائها أم سنشهد مغادرته المنصب بعد فترة وجيزة ؟

الجميع متفائل بتوحيد الصف وتشكيل المجلس وبرئاسة الرئيس د. رشاد العليمي ولابد لكل الاطراف المعنية بحل الازمة اليمنية أن تعمل على إعادة السلطة الشرعية اليمنية المتمثلة بمجلس القيادة الى عدن العاصمة المؤقتة ، كي يقوم بممارسة صلاحيته الشرعية وبسط سلطة الحكم على كافة المحافظات، والجميع يعلم بأن الحوثي يبسط سيطرته على 25 من مساحة اليمن فقط، ووجود مجلس القيادة الرئاسي في عدن هو لتعزيز الشرعية والعمل مع الاطراف المعنية على تخفيف المعاناة الانسانية ، وإيجاد الخطط العسكرية والسياسية لإنهاء حالة الانقلاب ، والجلوس على مائدة المفاوضات لايجاد حل سياسي ومستدام، عبر اتفاق سلام دائم يحفظ حقوق الجميع، ويضع حدا للتدخلات ، كي تبدأ مرحلة إعادة البناء ،والحل سهل في اليمن رغم تعقيدات المشكلة ،ولابد لجميع الاطراف الاقليمية والدولية من تقوية مجلس القيادة الرئاسي الذي يمثل الشرعية اليمنية وتمكينه عسكريا واقتصاديا.
الزميل رئيس التحرير في حواره مع السفير اليمني في واشنطن (العربي الأمريكي اليوم)

 

تصوير وتفريغ وطباعة شريط المقابلة : استبرق عزاوي

* عن مجلة العربي الأمريكي اليوم

http://www.arabamericantoday.net/







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي