التفاؤل يزيد عمر النساء.. ماذا عن الرجال؟

الجزيرة
2022-11-15

التفاؤل يزيد عمر النساء.. ماذا عن الرجال؟ (سيدتي)

 

ليلى علي

أفادت دراسات كثيرة أن الأفراد الأكثر تفاؤلا هم أقل عرضة للإصابة بأمراض مزمنة والموت المبكر، وأن التفاؤل قد يكون مصدرا نفسيا اجتماعيا مهما لإطالة العمر الافتراضي لدى كبار السن.

آخر هذه الدراسات قام بها باحثون من جامعة هارفارد توصلت إلى أنه يمكن للنساء أن يعشن بعد سن الـ90 إذا كنّ متفائلات.

والتفاؤل هنا، حسب تعريف البحث، هو سمة نفسية توصف بأنها توقع عام بحدوث أشياء جيدة أو الاعتقاد بأن المستقبل سيكون مواتيا لأنه يمكن للمرء أن يتحكم في النتائج المهمة.

النساء المتفائلات

وفقا لموقع المنتدى الاقتصادي العالمي (The World Economic Forum)، فقد قامت جامعة هارفارد بتحليل بيانات ما يقرب من 160 ألف امرأة تراوح أعمارهن بين 50 و79 عاما، وتوصلت الدراسة إلى أن عمر النساء المتفائلات يزيد بنسبة 5.4% على أولئك الأقل تفاؤلا ومن المرجح أن يعشن بعد التسعينيات من العمر.

كما وجد باحثو جامعة هارفارد الأميركية ضمن العينة المشاركة في الدراسة أن ربع النساء ممن لديهن توقعات أكثر إيجابية من المحتمل أن يعشن أطول من ربع النساء الأقل تفاؤلا.

كذلك فإن النساء الأكثر تفاؤلا كن أكثر عرضة بنسبة 10% للعيش بعد سن الـ90 من المجموعة الأقل تفاؤلا. ولم تتأثر هذه النتائج بالتركيبة السكانية والحالات المزمنة والاكتئاب.

كما أشار بيان لجامعة هارفارد (Harvard) إلى أن "عوامل نمط الحياة مثل التمارين المنتظمة والأكل الصحي تمثل أقل من ربع عوامل ارتباط التفاؤل بطول العمر، وذلك يشير إلى أن هناك عوامل أخرى قد تلعب دورا".

وقال هايامي كوجا، المؤلف الرئيس للدراسة وهو طالب دكتوراه يدرس علوم صحة السكان، في البيان، "نميل إلى التركيز على عوامل الخطر السلبية التي تؤثر على صحتنا، ومن المهم أيضا التفكير في الموارد الإيجابية مثل التفاؤل الذي قد يكون مفيدا لصحتنا".

وكتب الباحثون في الدراسة أن نتائجهم تشير إلى أن التفاؤل قد يكون إستراتيجية مهمة لتعزيز الشيخوخة الصحية.

وكانت دراسة أخرى قد أجريت على أكثر من 33 ألف امرأة عام 2019، بحثت إذا كان الشعور بالتفاؤل المتزايد مرتبط بالتمتع بصحة أفضل في سن الشيخوخة، وتوصلت الدراسة إلى أن النساء المتفائلات كن أكثر عرضة للتقدم بشكل صحي في العمر بنسبة 23%.

ماذا عن الرجال؟

لا يختلف الأمر أيضا لدى الرجال فيما يتعلق بوجود صلة قوية بين طول العمر والنظر إلى الجانب المشرق من الحياة.

فقد وجدت دراسة أجريت على 1429 رجلا و69 ألفا و744 امرأة عام 2019 أن كلا من الرجال والنساء الذين لديهم مستويات أعلى من التفاؤل لديهم متوسط ​​عمر أطول بنسبة 11% إلى 15% مقارنة بالأشخاص الذين مارسوا القليل من التفكير الإيجابي. وتوصلت الدراسة إلى أن المتفائلين بشدة قد يعيشون حتى سن 85 عاما أو أكثر.

تم ربط التفاؤل في هذه الدراسة باحتمال "طول العمر الاستثنائي"، وعرّف الباحثون طول العمر الاستثنائي بأنه البقاء على قيد الحياة حتى سن 85 عاما أو أكثر.

ووجدت الدراسة أيضا أن هذه النتائج أثبتت صحتها حتى عند النظر في الحالة الاجتماعية والاقتصادية والظروف الصحية والاكتئاب والتدخين والمشاركة الاجتماعية وسوء التغذية.

ما التفاؤل؟

التفاؤل هو توقع حدوث أشياء جيدة والإيمان بمستقبل إيجابي، ويعتقد المتفائلون أن لديهم السيطرة على مصيرهم ويمكنهم خلق فرص لأشياء جيدة تحدث في المستقبل، والمتفائلون عموما لديهم توقعات إيجابية أكثر من التوقعات السلبية، كما أنهم لا يميلون إلى الشكوى كثيرا حتى عندما تواجههم تحديات في حياتهم اليومية.

وذكر موقع "سي إن إن" (CNN) أن التفاؤل لا يعني تجاهل ضغوط الحياة، ولكن عندما تحدث أشياء سلبية فإن الأشخاص المتفائلين لا يلومون أنفسهم عادة ويكونون قادرين على رؤية العقبة على أنها مؤقتة أو حتى إيجابية، إنهم ينظرون بعناية إلى "نصف الكوب الممتلئ".

وجدت الدراسات أيضا أن كونك شخصية متفائلة يحسّن صحتك لوجود صلة مباشرة بين التفاؤل والنظام الغذائي الصحي وممارسة التمارين الرياضية، بالإضافة إلى التمتع بصحة أفضل للقلب ونظام مناعة أقوى وتحسين وظائف الرئة وتقليل مخاطر الوفيات، فضلا عن أمور أخرى.

ويقول الخبراء إن بعض الناس متشائمون إلا أن من الممكن تعلم كيفية التفاؤل أكثر، ومن ثم الاستفادة من مميزات هذا الأمر.

ووجدت الدراسات التي أجريت على التوائم أن نحو 25% فقط من تفاؤلنا مبرمج بواسطة جيناتنا أما الباقي فيعتمد على كيفية استجابتنا لمواقف الحياة، كما وجدت الدراسات أن كتابة التجارب الإيجابية والأسباب التي تجعلك ممتنًّا تساعد في تدريب الدماغ على أن يكون متفائلا. ويؤكد الخبراء أن تمارين التفاؤل تشبه التمارين الرياضية تجب ممارستها بانتظام للحفاظ على النظرة الإيجابية للدماغ في حالة جيدة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي