معاريف: بعد "عملية الحافلة" بالقدس.. نتنياهو بين إيران وغزة والضفة وضغوط شركائه في اليمين

2022-11-24

قصّر رئيس الأركان أفيف كوخافي قليلاً زيارته إلى الولايات المتحدة، لكنه أمر لا معنى له من ناحية عملية (ا ف ب) 

لا توجد معلومات في هذه المرحلة تربط بين حماس في غزة والعملية التي جرت في القدس، لكن الأرشيف مليء بمحاولات أحبطها “الشاباك” في مرحلة مبكرة، بينما صدرت الأوامر لتنفيذها من غزة، أو بشكل غير مباشر، عبر القيادة في تركيا.

نجاح عملية تشير بصمات مخططيها بشكل مباشر إلى قطاع غزة سيؤدي باحتمالية عالية إلى توصية في جهاز الأمن للقيادة السياسية لمهاجمة غزة. حتى قبل أن يتحقق هذا السيناريو المعقول، فإن تصعيداً إضافياً في جنين على خلفية عملية متوقعة إذا لم تتم إعادة جثة تيران برو لإسرائيل، كفيل بإدخال غزة إلى صورة التصعيد في وقت مبكر جداً، حتى حينما لا تكون لإسرائيل ولحماس مصلحة في ذلك.

صور المصابين في محطات التسفير والباصات بعد عملية القدس، ألقت بنا أمس في رحلة في الزمن عشرات السنين إلى الوراء، إلى الصور القاسية للباصات المتفجرة في قلب مدن إسرائيل. ثمة افتراض بأن هذا الارتباط في الوعي، إلى جانب قتل إسرائيليين، هو ما سعى المخربون إلى تحقيقه. الإرهاب المنظم يتجه إلى هناك تماماً. مزايا العملية في القدس تشير إلى احتمال عال بأنه تنظيماً إرهابياً قديماً يكمن خلف التخطيط لها، وتجهيز السلاح والتنفيذ، وليس مجرد شبكة محلية مثل “عرين الأسود”.

في واقع يعمل فيه الجيش الإسرائيلي في قلب المدن الفلسطينية، فإن قدرات الإرهاب المؤطر بعيدة عن القدرات التي كانت لمنظمات الإرهاب وللشخصيات التي قادت حماس والجهاد الإسلامي وفتح في منتصف التسعينيات وفي بداية سنوات الألفين.

إن حرية العمل التي للجيش الإسرائيلي والأهمية التي ينظر بها جهاز الأمن إلى الحفاظ على استقرار السلطة الفلسطينية كبديل هو الأكثر معقولية للحفاظ على الاستقرار في المنطقة، هي أسباب تشرح لماذا يعارض جهاز الأمن بشدة المطالبات السياسية المزعومة للخروج في حملة “سور واقٍ 2”.

في الاختيار بين عملية ضد السلطة الفلسطينية وحماس في قطاع غزة، سيفضل جهاز الأمن تحديد حماس في غزة في حالة واصلت موجة الإرهاب الحالية تصاعدها. ما يبدأ في الضفة يكاد ينتهي في قطاع غزة. حتى الآن بما في ذلك منذ حملة “حارس الأسوار” وعملياً منذ فك الارتباط، بما في ذلك سنوات حكم نتنياهو الطويلة، تتلعثم إسرائيل في نقل الرسالة لحماس في أن هناك ثمناً على نقل الإرهاب من غزة إلى الضفة، وأن إسرائيل لن تكتفي بالرد على نار الصواريخ من القطاع.

قصّر رئيس الأركان أفيف كوخافي قليلاً زيارته إلى الولايات المتحدة، لكنه أمر لا معنى له من ناحية عملية. يدور الحديث عن عودة قبل بضع ساعات من الموعد المقرر، لكنها قصة أخرى من ناحية رمزية، وليس مؤكداً أن هذا ما قصده رئيس الأركان بالبلاغ الذي أصدره عن تقديم موعد عودته.

إسرائيل، التي تسعى لتركيز الانتباه على التحديات تجاه إيران ولاحقاً سباقها الزاحف نحو النووي، تدرك جيداً ثمن المواجهة في الساحة الفلسطينية، في المجال الدبلوماسي الدولي وربما حتى أهم من ذلك، بالأثمان التي يدفعها الجيش في تأهيله للحرب بتعزيز القوات الذي يتواصل منذ أكثر من ثمانية أشهر.

إن استمرار التصعيد في الضفة سيخدم إيران وحماس في غزة أيضاً، وهذا يفهمه نتنياهو جيداً قبل كثير من أن يعمل لتلبية مطالب أولئك الراغبين في انهيار السلطة الفلسطينية.

 

بقلم: تل ليف رام

معاريف 24/11/2022







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي