أسباب الصراع النفسي وأنواعه والحلول المفترضة

سيدتي
2023-01-15

أسباب الصراع النفسي وأنواعه والحلول المفترضة(سيدتي)

الصراع هو معارضة أو "شدّ الحبل" بين دوافع متناقضة؛ فهو الإحباط المتوقَّع الذي ينطوي عليه اختيار أيٍّ من البدائل.. وتحدث الصراعات لدى الفرد، عندما توجد عدة رغبات أو دوافع قوية متساوية في نفس الوقت، وتضغط من أجل الرضا الفوري، وإذا كان أيٌّ من الدافع ضعيفاً؛ فسيتم قمعه، وسيكتسب الدافع الأقوى الرضا.
وتثير النزاعات الكثيرَ من التوتر لدى الفرد؛ فيصبح منزعجاً تماماً، ويستمر التوتر حتى يتم اتخاذ القرار وحلّ النزاع.
وفي الصراع الكلي، قد يكون هناك احتكاك بين رغبتين، أو دافعين، أو حاجتين، أو قيمتين.. وفي النهاية يكون للأقوى، اليدُ العليا. وفي بعض الأحيان، عندما لا يستطيع الفرد حل النزاعات، يتعرّض لعواقب وخيمة لا يمكنه تحملها، ويحاول الهروب من الميدان نفسه بوسائل غير صحية.

في هذا النوع من الصراع، سيكون لدى الإنسان رغبتان متكافئتان وإيجابيتان وقويتان بنفس القدر، وعلى سبيل المثال: لدى الشخص عرضان لوظيفتين مهمتين، وعليه اختيار أيٍّ منهما، وهنا ينشأ التوتر.
ومثل هذه النزاعات ليست ضارّة جداً؛ لأنه بعد اختيار أحدهما، ينحسر الآخر تلقائياً أو يفقد أهميته بالنسبة للفرد، ولكن في بعض المواقف، سيكون الاختيار صعباً للغاية.
على سبيل المثال: يجب على الفتاة أن تختار إما الوالدين المحبين أو حبيبها للزواج، رغم فارق الطبقات بينهما، في مثل هذه الحالات، يمكن تشبيه الصراعات بعبارة "لا يمكنك الحصول على الكعكة وتناولها أيضاً"؛ حيث يتمزق الإنسان نفسياً، وقد يفقد التوازن.

هذا الصراع ينطوي على هدفين مع التكافؤ السلبي، في بعض الأحيان، يضطر الفرد إلى اختيار هدف من بين هدفين سلبيين، وفي مثل هذه الصراعات، كلاهما أهداف غير مرغوب فيها، لكنه لا يستطيع الصمت وعدم الاختيار.. على سبيل المثال: يجب على المرأة أن تعمل في وظيفة لا تحبها كثيراً، وإلا ستظل عاطلة عن العمل.
وهنا يقع الفرد بين تهديدين أو مخاوف أو مواقف مزعجة، وعندما لا يستطيع اختيار أيٍّ منهما، قد يحاول الهروب من الحقل نفسه، ولكن عواقب الهروب قد تكون ضارّة أيضاً.
في حالة حدوث مثل هذه الصراعات، عندما لا يكون هناك سبيل للهروب، قد يجد البعض طريقة لتقليل التوتر، عن طريق تطوير "فقدان الذاكرة"، أو آليات الدفاع مثل: الانحدار أو الخيال.

هذا هو أكثر الصراعات النفسية تعقيداً، ويصعب جداً حله؛ لأنه في هذا النوع من الصراع، ينجذب الشخص إلى نفس الهدف ويصدّه، وهنا سيحتوي الهدف على كلٍّ من التكافؤ الموجب والسالب؛ فالتكافؤ الإيجابي يجذب الشخص، ولكن مع اقترابه، يرده التكافؤ السلبي، وانجذاب الهدف وعدم القدرة على الاقتراب منه، يؤدي إلى الإحباط والتوتر.
على سبيل المثال: يقترب شخصٌ ما، من قبول عرض عمل؛ لأنَّ الراتب جذاب، ولكن في نفس الوقت يتم صدّه مرة أخرى؛ لأنَّ الوظيفة محفوفة بالمخاطر للغاية.
ومثال آخر: يريد الرجل الزواج ليعيش حياة أسرية، لكنه لا يريد مسؤوليات الحياة الأسرية.

بعض المواقف في الحياة التي نواجهها، ستشمل كلاً من التكافؤات الإيجابية والسلبية ذات الطبيعة المتعددة، لنفترض أن امرأة مخطوبة لتتزوج، والزواج له قيم إيجابية بالنسبة إليها مثل: توفير الأمان في الحياة مع الشخص الذي تحبه كثيراً، ولكن لنفترض من ناحية أخرى: إذا كان الزواج مزعجاً لها؛ لأنها اضطرت إلى ترك وظيفتها الجذابة وراتبها، وهذا الوضع يجعلها تابعة، ويَزيد من حالة التوتر لديها.
ويعتمد حلّ هذا الصراع، على مجموع كلا التكافؤين؛ فإذا كان مجموع التكافؤ الجذاب له اليد العليا؛ فستترك الوظيفة وتذهب للزواج.. وإلا؛ فقد ترفض الزواج وتواصل الوظيفة، إذا كان مجموع التكافؤ السلبي قوياً.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي