فايننشال تايمز: عام 2023 لا ينذر بخير للشرق الأوسط.. ونقطتا التفجر فيه هما إيران وإسرائيل

2023-01-19

تقول الكاتبة إن عام 2022 كان الأكثر دموية بالنسبة للفلسطينيين منذ الانتفاضة الثانية (ا ف ب)

قالت كيم غطاس، مؤلفة كتاب “الموجة السوداء” في مقال بصحيفة “فايننشال تايمز” إن القادة المضطربين والاضطرابات، ستكون علامة لا تنذر بالخير للشرق الأوسط. فمن إسرائيل إلى إيران، هناك قائمة طويلة من المشاكل المحتملة في المنطقة.

وقالت الكاتبة إن الشرق الاوسط لم يشهد لحظة مملة، لكن الأحداث وفي كل عقد أو أكثر، تتصادم لكي تنتج مشهدا عاما للمنطقة.

وتذكر بأحداث سابقة شكلت الشرق الأوسط، من الانتفاضات العربية في عام 2011 والغزو الأمريكي للعراق في 2003 واجتياح الرئيس العراقي صدام حسين الكويت عام 1990، والثورة الإسلامية في إيران عام 1979.

وقالت غطاس، إن لحظة التحول المعماري/ التكتوني قد تأخرت، وربما يشهد عام 2023 احتمالات وقوعها؛ لأن قائمة الأخطاء التي قد تحدث طويلة.

وتضيف أن على رأس القائمة من الخليط القابل للالتهاب، هي إسرائيل التي يقود فيها بنيامين نتنياهو الراغب في البقاء بالسلطة، وتجنب محاكمته في قضايا فساد، أخطرَ الحكومات المتطرفة في تاريخ إسرائيل. ثم هناك إيران، وفيها آية الله خامنئي البالغ من العمر 83 عاما، القلق ممن سيخلفه والتحديات لحكمه.

 وتقول إن التداعيات ستكون عظيمة على كل من المجتمع الإسرائيلي والإيراني وتلك المجتمعات التي تحتلانها مباشرة أو بالوكالة.

وفي الأسبوع الماضي، كانت هناك إشارات تحذيرية عن حرب أهلية في إسرائيلية، بعد محاولات نتنياهو إضعاف المحكمة العليا. وأشارت الكاتبة لبداية العام الذي شهد استفزازا من وزير الأمن الوطني المتطرف إيتمار بن غفير، والعضو السابق في جماعة محظورة، عندما اقتحم المسجد الأقصى. مذكرة بلحظة سابقة عندما زار زعيم المعارضة أرييل شارون الحرم القدسي قبل 23 عاما، ما أدى لاندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

وتقول الكاتبة إن عام 2022 كان الأكثر دموية بالنسبة للفلسطينيين منذ الانتفاضة الثانية. وفي العام الحالي ستزيد الجرعات اليومية من العنف واعتقال القاصرين والإهانة اليومية من الجنود الإسرائيليين والمستوطنين للناس الذين يعيشون تحت الاحتلال، حيث تدّعي حكومة بيبي المتطرفة ملكية المناطق المحتلة.

أما في إيران، فيواجه خامنئي تحديات من قطاعات عريضة في المجتمع، وقد يحاول استغلال أي تحرك إسرائيلي  كفرصة لتعزيز صورته في المنطقة، وتقديم نفسه كمدافع وحيد عن القضية الفلسطينية، مع أن أحدا على الأرجح لن يصدقه، وفق قول الكاتبة.

وتقول غطاس إن إيران اليوم تواجه احتجاجات دخلت في شهرها الرابع، وهي أطول فترة اضطرابات في تاريخ الجمهورية الإسلامية منذ الثورة، ومع أن النظام ليس على حافة الانهيار، إلا أن انهياره سيغير وجه الشرق الأوسط بلا رجعة، خاصة لجيل ما بعد الألفية. مضيفة أن على المعارضة إثبات نفسها، في ظل استمرار النظام في إعدام المحتجين، وعمليات حرف النظر في المنطقة، مستخدما الميليشيات الوكيلة في العراق ولبنان.

وترى غطاس أن الموت غير الرسمي للاتفاق النووي سيزيد من خطاب نتنياهو الطنان ضد إيران. مما يعني قلقا في البيت الأبيض ومحاولة منه للحد من هذا الخطاب.

ورغم أن عملية عسكرية إسرائيلية ضد المنشآت النووية الإيرانية تظل غير محتملة،  لكن أية محاولة للوصول إلى المعارضة الإيرانية ستكون قاتلة. وإضافة لنقطتي التوتر هاتين، تشير الكاتبة للأوضاع الاقتصادية المتردية والمؤسسات الفاشلة في العراق والأردن ولبنان ومصر وسوريا، والتي تأثرت بوباء كورونا، والحرب في أوكرانيا وزيادة معدلات التضخم وارتفاع أسعار المحروقات، مما يشير إلى أن المنطقة غير سعيدة، وأقل سعادة مما كانت عليه في كانون الثاني/ يناير 2020. لكن المنطقة لم تكن سعيدة باستثناء دول الخليج التي ترفد موارد النفط عملية التطور فيها. وتشير هنا إلى التغيرات الاجتماعية والثقافية في السعودية، خاصة للشباب وإن كانت بجرعة من السلطوية. وربما تم الاتفاق على هدنة جديدة في اليمن.

أما مصر، فتشهد قمعا اقتصاديا بعد القمع السياسي. وفقد الجنيه المصري الكثير من قيمته أمام الدولار، وهناك نقص في العملة الأجنبية اللازمة لاستيراد المواد الأساسية، بشكل زاد من معدلات التضخم إلى 30%، وبات المصريون يقللون من وجبات الطعام، ويأكلون أرجل الدجاج بدلا من اللحم، كما تنصحهم الحكومة، في الوقت الذي ينفق الرئيس عبد الفتاح السيسي بسخاء على مشاريع ترضي غروره مثل العاصمة الإدارية.

وتظل صفقة الـ3 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي الشهر الماضي، مجرد حدث عابر لـ109 ملايين مصري.

وبعد 12 عاما من الصورة، ساء الوضع الاقتصادي في المناطق التي تسيطر عليها حكومة النظام السوري والمعارضة، ولن يشعر الرئيس السوري بشار الأسد بالراحة اليوم، ففلاديمير بوتين الذي أنقذ نظامه عام 2015، منشغل اليوم بحربه في أوكرانيا، مما يفتح مجالا لقوى أخرى مثل تركيا وإسرائيل لاستغلال الوضع.

وتشير الكاتبة إلى أن نهج الرئيس بايدن كان منذ وصوله إلى البيت الأبيض هو خفض التوتر، والعودة للمفاوضات في فيينا، بشأن الاتفاق النووي، ونشر التعاون الإقليمي. وفي ظل حالة الإجهاد بالمنطقة، والمخاوف من الركود العالمي، والتركيز على أوكرانيا، فهناك مخاوف من مفاجأة المنطقة للولايات المتحدة والعالم بأحداث ليست مستعدة لها. وما يلخص وضع المنطقة هذا العام، ليس التعاون وتخفيض التوتر، بل التصعيد والتفكك.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي