هل يكفي رد "الكابينت" على عملية القدس أم أن لسموتريتش وبن غفير رأياً آخر؟

2023-01-29

تقدر إسرائيل بأن ليس لحماس مصلحة في التصعيد حالياً، لكن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تشير منذ فترة بعيدة إلى أن تنظيم الإرهاب يحرض على الإرهاب في الضفة (ا ف ب) 

بعد أقل من شهر على تشكيل حكومة الثلاثي نتنياهو – سموتريتش – بن غفير (حكومة يمين “بالكامل”)  تجد نفسها أمام اختبار أمني أول، متفجر ومركب على نحو خاص. صحيح أن موجة الإرهاب بدأت في عهد الحكومة السابقة، قبل نحو 11 شهراً، لكن عمليات نهاية الأسبوع، وبخاصة عملية “نفيه يعقوب”، أثبتت بأن التصعيد لا يرحل إلى أي مكان، بل العكس.

منذ ليل السبت، بعد وقت قصير من العمليات، فهم جهاز الأمن بأن “النجاح” كفيل بأن يجر وراءه عمليات تقليد، تنفذ بإلهام من ذاك المخرب الذي نجح في قتل سبعة إسرائيليين بدم بارد. أعلنت الشرطة عن رفع التأهب فوراً، وأوضح الجيش أيضاً أنه سيعزز القوات في الضفة الغربية. لكن التعزيز والتأهب لم ينجحا في منع عملية خطيرة أخرى أمس في ساعات الصباح.

صحيح أنه لم تكن لجهاز الأمن معلومات مركزة على العمليات في نهاية الأسبوع، لكن بعد أن دخلت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي الخميس إلى قلب مخيم اللاجئين جنين لاعتقال خلية مخربين وصفت بأنها “قنبلة موقوتة”، كان واضحاً أن أمامنا نهاية أسبوع مركبة.

في أثناء العملية في جنين قتل ما لا يقل عن تسعة فلسطينيين، معظمهم مخربون مسلحون. كان يمكن الافتراض بأنهم لو عرفوا بأن الوضع سيتطور على هذا النحو، ربما ما كانوا يعملون بالشكل ذاته. أشار الجيش الإسرائيلي بالمقابل إلى أن هذه كانت عملية ضرورية.

كما كان متوقعاً، في ضوء عدد القتلى العالي، هددت منظمات الإرهاب على الفور بالثأر، ورداً على ذلك أطلق الجهاد الإسلامي، بإذن من حماس، سبعة صواريخ نحو إسرائيل، اعترضت أربعة منها، والأخرى تفجرت في مناطق مفتوحة. حماس، من جهتها، “شاركت في الاحتفال” حين أعلنت بأنها أطلقت صواريخ مضادة للطائرات نحو طائرات سلاح الجو التي هاجمت رداً على إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل.

فترة مركبة حتى رمضان

تقدر إسرائيل بأن ليس لحماس مصلحة في التصعيد حالياً، لكن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تشير منذ فترة بعيدة إلى أن تنظيم الإرهاب يحرض على الإرهاب في الضفة. وسواء عمل المخربون في شرقي القدس بتوجيه من حماس أم لا، فإن العمليات في نهاية الأسبوع هي بالضبط ما أرادت تحقيقه التنظيمات الإرهابية التي دعت إلى الثأر. فضلاً عن الثأر، كانت تريد في المرة التالية التي تفكر فيها إسرائيل في الدخول إلى عش الدبابير في مخيم اللاجئين جنين أن تتذكر نهاية الأسبوع هذا الأمر فتتردد.

مهما يكن من أمر، لا دليل على مشاركة التنظيمات الإرهابية في العمليات المحددة لنهاية الأسبوع. فإذا كان الحديث يدور عن مخربين أفراد، فتجربة الماضي تفيد بأن الأعمال الأكثر نجاعة ضدهم هي نشر واسع للقوات في الميدان وانتشار صحيح مثلما هو تعزيز جمع “الشاباك” للمعلومات الاستخبارية.

أمس، مع خروج السبت، انعقد الكابينت السياسي الأمني في بحث طارئ. على جدول الأعمال: تعزيز مكثف للقوات، وإغلاق فوري لبيوت المخربين، واعتقال أبناء عائلاتهم، والعمل على قانون طرد العائلات، وغيرها. لكن حين يوجد سموتريتش وبن غفير في مواقع أساسية مهمة بهذا القدر، فمشكوك أن يكون ممكناً الاكتفاء بذلك.

يكفي أن نذكر بأنه رغم كونه محافظاً على السبت، في وقت قصير من المذبحة في “نفيه يعقوب” وصل ايتمار بن غفير إلى ساحة العملية، هذه المرة كوزير للأمن القومي وليس كاستفزازي آخر. وهتافات “الموت للعرب” التي سمعها في المواقع، والتي كان يطلقها هو نفسه في الماضي، عدلها الوزير المحترم إلى “الموت للمخربين”. في أعقابه، وصل رئيس الوزراء نتنياهو، الذي لم يكثر في الماضي من الوصول إلى ساحات العمليات، إلى المكان بعد وقت قصير من ذلك، تحت حراسة مشددة.

لا شك أن العمليات قاسية جداً. انكسر القلب، وصار الدم يغلي، لكن القرارات بالنسبة للخطوات الأمنية التالية يجب اتخاذها من الرأس، وليس من البطن. برباطة جأش، بشكل متوازن، بشكل يهدئ الميدان ولا يوسع دائرة العنف. فعلى أي حال، أمامنا فترة مركبة ومتفجرة، وبخاصة أننا مقبلون على شهر رمضان المرشح للاضطرابات. يخيل أن الأيام القريبة القادمة ستثبت إذا كان قول “إن ما يرى من هنا لا يرى من هناك” سينطبق أيضاً على الثنائي بن غفير وسموتريتش.

 

بقلم: ليلاخ شوفان

 إسرائيل اليوم 29/1/2023







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي